منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

سمعت (نوا) صوت باب الغرفة يفتح و صوت اشخاص يدخلون عرفت انه الملك و معه الحرس. وجه لهم بعض الاوامر ثم النصرفوا.
حاولت (نوا) النظر لمعرفة ماذا يحدث لاحظت ان الحاكم جالس الى مكتبه لم يكن عجوزا كما تخيلته لقد كان في مقتبل العمر.
اغمضت (نوا) عينيها واخدت نفسا عميقا لتستجمع قواها و شتات افكارها وفي خطا مترددة حاولت التقدم وفي غفلة منها اختفى الحاكم من مكانه ،شعرت بالارتباك و الخوف ، ارادت الرجوع الى مكانها لكنها احست بشيء حاد على خاصرتها، وصوتا من خلفها
- اخرج من مكانك دون حركة و الا دققت عنقك.إإإ
تخدرت اطراف (نوا) ولم تستطع الحراك لقد اصيبت بالهلع عندما رات الحاكم يلوح بسيفه لقد ظنت انها لحظاتها الاخيرة ولكنه قام فقط بتمزيق الستار الذي تختبئ وراءه.رفع السيف نحو رقبتها لقد تفاجا الحاكم بما اكتشفه.
- فتاة؟إإ من انت ؟ وماذا تفعلين هنا؟إإإ
ابت الكلمات ان تخرج من فم (نوا) من اثر الصدمة
- هيا تكلمي . هل انت من الخدم ؟كيف دخلت الى هنا؟
استجمعت (نوا) قواها وعرفت ان هذه هي فرصتها الاخيرة ان لم تتكلم الان فلن تفعت ذلك ابدا.
نظرت الى الحاكم في حزم ثم قالت
- سيدي الحاكم انا لست من الخدم دخلت الى القصر متنكرة لمقابلتك، اسمع قصتي وبعد ذلك افعل بي ما تشاء.
كانت عينا الحاكم تحدقا في عيني (نوا) وكانه يتحقق من صدق كلامها.لقد كانت اكثر صدقا في هذه اللحظة من اي لحظة مضت.
اهتز السيف في يد الحاكم في تلك اللحظة عرفت (نوا) انه لن يقتلها وبدت انها اكثر ثقة في نفسها من ذي قبل.
ارجع الحاكم السيف الى غمذه وبدت ملامحه اكثر هدوءا.
- اذن من تكونين، هلا شرحت لي الامر؟كان بامكانك ان تطلبي مقابلتي كباقي الرعية .إإإإ
- ذلك ليس ممكنا سيدي لان المهمة يجب ان تكون سرية لا يعرفها احد سواك حتى لا تتسرب الاخبار .
- يبدو انه امر مهم جدا ليكون بهذه السرية ويبدو انك اكثر اهمية لتقومي انت بذلك.
امسك الحاكم بيد (نوا) وامرها ان تجلس امامه وبدا ينظر اليها في تمعن .
- اول شيء اريد ان اعرفه هو كيف وصلت الى غرفتي؟إإإ
نظرت اليه (نوا) قليلا ثم قالت
- دخلت عبر الشرفة.
- لا بد انك تمزحين لا يمكن ذلك إإإ
اجابته (نوا) بالنفي ثم قامت باظهار جناحيها في محاولة منها لاقناعه بالاستماع.
ارتسمت علامات الدهشة على وجه الحاكم و اقترب منها ليتاكد انها حقيقية . ابتعد مرة اخرى وعلى محياه الحيرة.
- انها ليلة مليئة بالمفاجات، هيا احك لي قصتك لقد تمكنت من اثارة فضولي.إإإ
بدا الحاكم يصغي اليها ولم يحرك ساكنا في حين كانت (نوا) تحكي له ما حصل معها حتى دخولها الى غرفته.
وبعد انتهاءهاعم السكون وبدا الحاكم اكثر هدوءا وكانه يحاول استيعاب ما سمعه، وفجاة نهض من مكانه ليكسر السكون الذي خيم على المكان.
اذن انت تزعمين انك "صاحبة المفتاح"...ولكن كيف يمكنني ان اصدقك دون دليل؟
- حسنا اذا اريتك الدليل فهل ستصدقني؟
- اتمنى ان تكوني صادقةلان "صاحبة المفتاح" هي املنا الوحيد للتخلص من الشر و (السارن).
كشفت (نوا) عن الكريستالة التي في جبينها و القلادتان اللتان في حوزتها و عند اقترابها من الحاكم بداتا تتوهجان.
ذهل الحاكم وزاد من دهشته نصف قلادته الذي بدا يتوهج.
- اذن لقد كنت محقة انت...صاحبة المفتاح انت هي الاسطورة التي لطالما سمعنا عنها ونحن صغارا.لا اصدق ذلك ظننت انها اساطير الاجداد.إإإ
- لا بل هي حقيقة وهي امامك الان.
- ماذا يمكنني ان افعل لمساعدتك في مهمتك؟
- لا يمكنني ان انجح دون استكمال القلادات الاربع ، عرفنا ان القلادة الرابعة هنا واظن انها التي تملكها انت و اخيك.
- اجل انه ارث العائلة الحاكمة ولكن هناك مشكلة ، فانا املك النصف فقط و النصف الاخر لاخي ولا اظنه سيوافق على اعطاكم اياها لانه متحالف مع الاشرار.
- ساذهب اليه ساقنعه بالتخلص منهم . انهم فقط يستغلونه للسيطرة على هذا المكان لن يتوانوا عن القضاء عليه عندما يسيطرون على كل شيء.
- لا انصحك بذلك ،نحن في حرب معه لقد اعمى الطمع و الجشع بصيرته .ربما يؤديك او يسلمك للاعداء.
- لن اكون وحدي سيكون معي صديقاي.
- اذن فانت لست وحدك إإإ هل هما ايضا في القصر؟إإإ
- لاسيدي لم يستطيعا الدخول بقيا في المدينة .
- هل هما من عالمك ايضا؟
- لا بل من عالمين مختلفين.الحكيم (ديكر) من عالم الاراضي المعلقة و (ماسيان) امير "زنابيا".
- امير "زنابيا" إإإلقد سمعت عنه وعن ابيه الحاكم لقد اشتهرت عائلته بالنبل و العدل ، وكنت اتمنى ان اقابلهم منذ زمن. هل يمكنني مقابلتهما غدا؟
- اجل بكل سرور.
وفي تلك اللحظة نزع الحاكم نصف قلادته ثم اتجه نحو (نوا)
- خديها ، انها لك الان ارجو ان تساعدك فيما انت مقدمة عليه .
اخدت (نوا) القلادة ووضعتها في رقبتها
- شكرا سيدي ...حسنا يجب ان اذهب الان...
لكنها عرفت انها لا تستطيع ذلك ،اذا طارت ستجلب الانتباه واذا خرجت من الباب ستكون شبهة لهما ، ماذا سيظن الحرس بهما.
عرف الحاكم ما تفكر فيه بفطنته و ذكائه
- اعرف فيما تفكرين ، لا تقلقي ستخرجين من هذا المكان دون ان يعرف احد.
تقدم الحاكم نحو المدفاة و قام بدفع الحائط الذي ازيح ليكشف عن ممر سري.
- انه سرداب نستعمله عند الطوارئ ، هيا لنذهب الان اتبعيني وكوني حذرة.
امسك الحاكم بيد (نوا)لتتبعه في خطا سريعة . لقد قطعا مسافة طويلة تحت الارض وبعد ذلك وصلا الى النهاية ليصعدا الدرج الذي يؤدي الى مكان اشبه بالمعبد.
- هذا المكان يوجد وسط المدينة ، اذا خرجت من ذلك الباب يمكنك الوصول الى حيث تشائين .
- اشكرك سيدي لانك رافقتني الى هنا . انه لطف منك.
- سررت بلقائك هذه الليلة ، لقد كانت ليلة حافلة بالمفاجات....سنلتقي غدا مجددا ...اليس كذلك؟إإإ
وبهذه الكلمات ودعت (نوا) الحاكم واسرعت نحو الباب الذي سيخرجها الى المدينة و سيوصلها الى صديقيها ، لقد كانت تطوق الى اخبارهما بما حدث معها.
..................تابع في الحلقة القادمة