منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   اية وجاهة لاستعمال الزمن الجديد (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=136702)

nasim111 27-09-2012 21:47

اية وجاهة لاستعمال الزمن الجديد
 
لقد اثار تغيير الزمن المدرسي رجة داخل الاوساط التربوية وبين صفوف اباء وامهات وأولياء التلاميذ فمنهم من استقبله بحماس ومنهم من تحفظ عليه.



وكان ارتكاز وزير التربية الوطنية في تطبيق استعمال زمن جديد على عالمية هذا الزمن الجديد خصوصا جارتنا فرنسا، يبدو من الجيد في الوهلة الاولى توحيد التعليمين العمومي والخصوصي على الاقل في الزمن المدرسي مما يخلق نوع من الوحدة والانسجام بين تلامذة وأساتذة االقطاعيين.


إلا ان نجاح تطبيق هذا الزمن المدرسي داخل المدارس الخصوصية كان مرده لتوفر القاعات وقلة عدد التلاميذ داخل الاقسام وتوفر اساتذة التخصص.



اما التعليم العمومي فظاهرة الاكتظاظ وقلة الاقسام وانعدام اساتذة التخصص تجعل تطبيق هذا الزمن المدرسي الجديد تعسفا على التلميذ وعلى الاستاذ معا، ذلك ان المخططين لهذه التخريجة الجديدة سيجدون انفسهم في دوامة تطويع الحصص الدراسية الى منطق 30 ساعة في 4 ايام و نصف يوم الاربعاء. وهذه معادلة صعبة الحل إلا إذا تم التعسف على المنطق التربوي الذي يجعل من المتعلم اساس ومحور البرمجة البيداغوجية وليس اسبقية وأهمية المادة المدرسة وتطويعها الى هذا المنطق الزمني المستورد مع الحفاظ على 30 ساعة تدريس كما لو انها من المقدسات التي لا يمكن ان تمس.
ولن تكون التخريجة التي ستطرحها قريبا للتطبيق غير الزمن المدرسي الذي كان مقترحا في المذكرات الوزارية 122 و 152 و 155 التي لاقت مقاومة شديدة من طرف المدرسين وطبلت لها هيأة التفتيش حتى صارت استعمالات الزمن الخاصة بالعالم القروي لا توقع من طرفهم إلا بإضافة بتحفظ في انتظار تطبيق تلك المذكرات ونرى اليوم مؤشرات هذا التطبيق.



إن هذه المقاربة تحتاج قبل كل شيء الى الاقتداء بتدبير زمن التعليم الابتدائي في فرنسا انسجاما مع عالمية هذا الزمن المدرسي المقترح على حد قول السيد الوزير المكلف بالقطاع فمنذ سنة 2008 تم تثبيت الاسبوع التربوي في 24 ساعة بالنسبة لجميع التلاميذ، حيث حذف صباح السبت من العمل، وبذلك تم تنظيم الدراسة من يوم الاثنين إلى الجمعة بصيغتين، الأولى تمتد على 4 أيام الاثنين والثلاثاء والخميس والجمعة، والثانية على 9 انصاف ايام الدراسة بإضافة صباح يوم الاربعاء، وباقتراح من مجلس المدرسة ومنه فقط يمكن لمفتش الاكاديمة ان يغير توزيع ال24 ساعة تدريس المفروضة في الاسبوع.



كما أن تنظيم الاسبوع التربوي ينبثق من مجلس المدرسة. فالمدة القصوى للزمن المدرسي المفروض هو 6 ساعات في اليوم. والتلاميذ الذين يصادفون معيقات تربوية يمكنهم الاستفادة من المتابعة الفردية المقترحة من طرف المدرسة.



إن هذا المنطق هو الغائب في تصور القائمين على الزمن الجديد ذلك انهم ليس بوسعهم تخفيض ساعات التدريس إلى 24 ساعة لان ذلك يتجاوز اختصاصات وزارة التربية الوطنية الى وزارة الوظيفة العمومية لكن هذا لا يمنع ان يتم الحوار مع الوزارة المكلفة بالوظيفة العمومية لحل إشكال تخفيض ساعات العمل والاستجابة لمطالب النقابات بالتراجع عن الساعات الإضافية التي لم يعد مبررات فرضها موجودة.



أما المنطق الحالي التي يتم فيه محاولة إنزال هذا المشروع الزمني رغم جدته كما قلنا ابتداءا منطق يكرس استمرار النمط التقليدي في التعليم الذي يجعل من عبادة المادة المدرسة وثقل حضورها كاولوية الاولويات في حين ان المنطق الجديد يقتضي معرفة اقل وعمل اكثر، يقتضي التخفيف من المواد المدرسة وتقليصها لصالح انشطة عملية موازية.



ولتفترض جدلا ان وزارة التربية لن تتراجع عن الزمن المدرسي المحدد في 30 ساعة تقترح عليها تخصيص 24 ساعة للتدريس الفعلي حتى يتسنى التطبيق الأمثل للزمن المدرسي الجيد سواء داخل المجال الحضري او القروي مع امكانية تعويض الساعات الست المتبقية بحصص للدعم خاص بالنسبة للتلاميذ الذين يظهرون صعوبات في مسارهم الدراسي وحصص للإغناء للتلاميذ المتفوقين دراسيا هذه الحصص تكون محور نقاش بين المتدخلين التربويين حول الجدولة الزمنية لإنجازها وتقويمها سواء ايام السبت أو نصف يوم الأربعاء بمعدل حصة خلال شهر.



فنحن على ثقة أن يستمر وزير التربية في اصلاحاته رغم انها لا تمس جوهر النظام التعليمي ولا الفلسفة التربوية التي تبقى المبدأ والمخرج لكل إصلاح منشود. فبعد وقفه للبرنامج ألاستعجالي وبيداغوجيا الادماج والتزامه بآجال الحركة الانتقالية ورفض استغلال التعليم الخصوصي لأساتذة التعليم العمومي ومساهمته حل مشكل الزنزانة 9 على امل حذف السلم التاسع من القائمة،


نتمنى أن يعالج مشكل الساعات التضامنية وإقرار استعمال زمن تربوي يستجيب لطموحات السادة الاساتذة دون إغفال مصلحة المتعلم التي تبقى فوق كل اعتبار، على أمل ان يتم التصدي للنظام التعليمي ككل وتغييره فلسفة ومنهاجا تعتمدان على ايجاد مواصفات انسان مغربي ما بعد 20 فبراير الذي نسعى لبنائه والذي نريد ان يكون حرا دموقراطيا ذو كرامة وعزة متسلح بالعلم متمتعا بحقوقه يستفيد من خيرات وطنه ويفيد وطنه قبل البدء في إخراج برامج تعليمية للوجود ولا نريدها أن تكون مثار سخرية واستهزاء الجميع وسترجع بنا على العهد البائد.


محمد ازوض أ ت إ مراكش


الساعة الآن 19:24

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها