المعلم بين شوقي وابراهيم طوقان وعادل عبد الوهاب
قصيدة أمير الشعراء التى بجل فيها المعلم وأجله هي أشهر من أن تذاع ، وكذلك معارضة الشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان فإنها من الشهرة بمكان ، والتى ربما كانت تعبيرا واقعيا لحياة طوقان في عمله كمعلم والتى تحقق ما توقعه بصدق بموته في سن الشباب السادسة والثلاثين من عمره ، ثم استدرك الأستاذ عادل عبد الوهاب على معارضة طوقان نظرته المحبطة للتعليم والمعلم منصفا نوابغ الطلاب وهاكم القصائد الثلاث :
قال أحمد شوقي : قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا *** كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ***يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ*** علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ***وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً *** صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى *** روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ *** جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى *** ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ *** فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم *** من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا *** فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا وقال إبراهيم طوقان : شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي *** قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَجَّلاً*** مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا وَيَكَادُ يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ بِقَوْلِـهِ *** كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً *** لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُمُولا حَسْب الْمُعَلِّم غُمَّـةً وَكَآبَـةً *** مَرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا مِئَـةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِيَ صُلِّحَتْ *** وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيلا وَلَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَى *** وَأَبِيكَ لَمْ أَكُ بِالْعُيُون بَخِيلا لَكِنْ أُصَلِّحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً *** مَثَـلاً وَاتَّخِذ الكِتَابَ دَلِيلا مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِنْ آيَاتِـهِ *** أَوْ بِالْحَدِيثِ مُفَصّلا تَفْصِيلا وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي *** مَا لَيْسَ مُلْتَبِسَاً وَلاَ مَبْذُولا وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِنَ الْبلَى *** وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَى فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه *** رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُولا لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً *** وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُوكِ قَتِيلا يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحَارَ وَجَدْتـهُ *** إِنَّ الْمُعَلِّمَ لاَ يَعِيشُ طَويلا وقال عادل عبد الوهاب : العلم ليس بظالم أو مذنب *** إن لم تجد في طالبيه نبيلا النابغون النابهون بعلمهم *** تلقاهم بين الأنام قليلا وإن من طلابنا نُجب فلا *** تحتاج في تدريسهم تطويلا فإذا رميت النص في جو السما *** فهموه حتى يصرعوه قتيلا أما اللغات فسيبويه إمامهم *** ورفاقه أهل القرون الاولى وإذا سالت عن العلوم و شرحها *** تجد الجواب مؤكدا و جميلا وقراءة القرآن هم أصحابها *** قرءوا الكتاب مرتلا ترتيلا عرفوا الحروف وأتقنوا أحكامها *** و كذا الحديث مفصلا تفصيلا ما ضرهم إن كان فيهم جاهل *** رفع المضاف إليه و المفعولا وإذا امتحنت عقولهم و ذكاءهم *** لملأت أسماع الورى تهليلا ولصحت إن العلم أسمى غاية *** لا أبتغي عنه الحياة بديلا لا تعجبوا إن صحت يوما قائلا *** عاش المعلم في الورى قنديلا هو فارس الميدان يظهر عزمه *** مرأى الدفاتر بكرة و أصيلا هو زينة الاوطان يعلو هامها *** وتراه فوق رءوسها اكليلا يا من يريد الافتخار وجدته *** كاد المعلم ان يكون رسولا |
|
|
|
الساعة الآن 12:44 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها