منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   فيسبوك Facebook (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=371)
-   -   ”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لعماد حفظي تتوج كأحسن قصة قصیرة أسبوعیة بمجموعة lecture (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=217168)

nasser 03-12-2017 20:28

”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لعماد حفظي تتوج كأحسن قصة قصیرة أسبوعیة بمجموعة lecture
 
http://sahifa24.ma/wp-content/upload...12/lecture.jpg الأحد 3 دجنبر 2017 .... ”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لعماد حفظي تتوج كأحسن قصة قصیرة
أسبوعیة بمجموعة LECTURE

في إطار مسابقة أحسن قصة قصیرة ، و التي تشرف على تنظیمھا كل أسبوع مجموعة LECTURE على
موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، و من خلال الاستفتاء الذي تم اجراؤه ، فقد استطاعت قصة
”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لصاحبھا عماد حفظي من الظفر بھذه الجائزة الرمزية و التي من شأنھا أن
تشجع عددا من الكتاب المبتدئین على الإبداع أكثر فأكثر.
عماد حفظي في قصته القصیرة و الجمیلة يروي بطريقة ينتابھا نوع من السخرية الطريقة التي تم ادخالھا
به الى المدرسة و الخطوات الأولى التي مشى بھا رفقة والدته في أول يوم له في التعلیم العمومي، و
كیف كان والده ينظر الحازم و السادج في نفس الوقت لكل الأمور المحیطة به ، و كیف كان يظن أنه بمجرد
دخول ابناءه للتعلم سینیرون بعلمھم منزله الذي يفتقد للكھرباء.
إلیكم القصة:
#التعلیم
من سیرتي الذاتیة
كان والدي شخصا ساذجا ، أعترف بذلك فما أن سمع ذات يوم من مذياع ’الحاج اشاوي‘ مشغله مقوله
فحواھا ’العلم نور و الجھل عار ’ حتى سارع بإرسالنا نحو المسید و أيضا تسجیلنا ب‘التحضیري‘ ، فكان ھو
يخال أننا سننیر الدار بنور العلم و لن يضطر حینھا و يكلف نفسه عناء ’ الطلوع و الھبوط‘ لیحصل على
ترخیص إدخال التیار الكھربائي من ’المخزن‘ ، فوالدي يلقب كل الأمور التي ترغمه على إستخراج ورقة
كیفما كان نوعھا أو توقیعھا أيضا ب ’ المخزن‘ ، و يطلق اللقب على ساعي البريد ، المكتب الوطني
للكھرباء ، الطبیب ، الصیدلي، العدول .. و عبثا إنتظر والدي لسنوات لیضيء نور تعلیم أبنائه لیجد نفسه
أخیرا مضطرا لیحمل ’لاكارط‘ و وثائق الدار و يبدأ ب‘طلوع و الھبوط‘ و إن إحتدم غضبا يشتم الجمیع حتى
ذاك المذياع و أيضا قد يسب و يشتم من يقف قبالته لیسأله :
– ياك لاباس اد احماد مال وجھك صفر و غا طالع لیك دم ..
– صفر و لا كحل و نتا مالك ...
قد يعتذر الواقف قدامه و يغادره بلطف و قد يمضي دون أن يعتذر و الأمر سیان لدى والدي ، و كان ھو أكثر
من أمنوا بمقولة ’سبق المیم ترتاح‘ فلا ينطق جملة يغیب عن أولھا ’المیم‘ ، ’ ماعنديش ، ماكاتقاضاوش
نتوما ، ماغانجیبش ’ و حینا اخر قد يوظفھا كسؤال إستنكاري كقوله ’ ماغاتفیقش تمشي للسكويلة را
سبعة ھادي ’ لم يكن ھو ينتظر مني الرد على سؤاله أو ان أتمنى له صباحا جمیلا ، بل ينتظر أن أغادر
فراشي لألتحق بأول يوم لي بالمدرسة فقد حل الموسم الدراسي الجديد ، إنتظرت مغادرة والدي الدار
لأنعم بھنیھات أخرى من النوم ..
فتحت المدارس أبواب التسجیل , لتنفتح في وجھي أبواب عالم جديد , عالم سبقني إلیه إخوتي , عادت
أمي لتوقظني قبل الجمیع بل و قبل أن تطعم دجاجاتھا و التي لا تغفل عن ذلك يوما واحدا فقد إعتادت
ھي طیلة سنوات خلت الاستیقاظ على صوت الديك لتضع لدجاجھا صحن ماء و حفنة حبات قمح أو شعیر
فلا النوم و لا الحر و لا القر و لا المرض يبعد أمي عن روتینھا الیومي ھذا إلى أن خلت الدجاج إخوة لنا و
يحملون نسبنا العائلي, فلو ھي اعتنت بأبنائھا كحالھا مع دجاجاتھا لأصبحنا الآن غلاظا شداد البنیة ..
جادت علي والدتي بقطعة خبز أقسم لو أني أجید التصويب لأفلحت بقتل من أصیب ، كان خبزا من
إسمنت صلب ، لا يمكن قضمه و لا حتى كسره ، لا يمضغ ، بل يقضم قضما ، جلبت لي والدتي سروالا لو
أني لم أثني أطرافه السفلى لظن الجمیع أني أرتدي حذاءا من ثوب فقد كان السروال لأخي و الذي
يكبرني سنا , و بالجزء العلوي ألبستني قمیصا غابت نصف أزراره و بعضھا صامد كي لا يلحق بسابقاتھا
إنصعت لطلب أمي فھي من أنجبتني و إعتنت بي إلى أن بلغت السادسة من عمري لذا لھا كامل
الصلاحیة في أن تختار لھذا الجسد الھزيل ما تشاء من ثیاب و إن كانت ثیابا نسوية فلن أعارض و لن أنطق
ببنت شفة , و لقدماي ألبست حذاءا جلديا ثقیلا لو حمل أحدھم مغناطیسا لنجذب الحذاء لناحیته من
المسامیر المغروسة علیه ..
فور إرتدائي ملابسي و حذائي تأبطت ورقة اقتلعتھا خلسة من دفتر أخي الأكبر فلا أتجرأ على الاقتراب
من كراساته إن كان ھو بالبیت فقد كان ينھرني كلما لمحني أسترق النظر إلیه و ھو يقوم بواجباته
المدرسیة , رافقتني أمي بعد أن أوصت أختي للمرة الملیون بمراقبة الدجاج و أن تفحص الخم كل برھة
من الزمن إن كان ھناك بیض ..
إنطلقنا على الطريق متجھین لمدرسة إبن بطوطة مبتعدين رويدا رويدا عن نباح كلاب الدوار الضالة و
خصام رھط من النساء على شئ قد يبدو تافھا , بلغنا باب المدرسة كان بابا ضخما من حديد , تخیلت
البواب المكلف بفتحه و إغلاقه حتما ھو شخص ذا بنیة عظیمة , فباب بمثل ھذا الحجم لابد لمن أراد فتحه
و إغلاقه أن يمتلك قوى خارقة , قدام المدرسة تناثر صبیان عددھم لیس بالقلیل و نساء بنفس عدد
الصبیان أو أكثر أو أقل –فلم أكن أجید الحساب حینھا بعد- يستظلون بأشجار زيتون على مقربة من جدار
المدرسة و ھن يراقبن فلذات أكبادھن يلھون جماعة لعبة ’الغمیضة‘ , كان الجو حارا و لھیب الشمس
يصفع الجمیع , ألصقت جسدي بأمي لنصبح كتلة لحمیة واحدة تحت ظل شجرة و نحن نراقب الأرجاء ,
الصبیان يلھون و يعربدون غیر مبالین بالحر و كأن الله جعلھم من طین فقط لا روح و أصبحوا بذاك جسدا بلا
أحاسیس..
-عماد حفظي
http://sahifa24.ma/wp-content/upload...sahifa24-5.png

nasser 03-12-2017 20:28

https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net...28&oe=5A966183


الساعة الآن 08:22

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها