”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لعماد حفظي تتوج كأحسن قصة قصیرة أسبوعیة بمجموعة lecture
http://sahifa24.ma/wp-content/upload...12/lecture.jpg الأحد 3 دجنبر 2017 .... ”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لعماد حفظي تتوج كأحسن قصة قصیرة
أسبوعیة بمجموعة LECTURE في إطار مسابقة أحسن قصة قصیرة ، و التي تشرف على تنظیمھا كل أسبوع مجموعة LECTURE على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، و من خلال الاستفتاء الذي تم اجراؤه ، فقد استطاعت قصة ”#التعلیم من سیرتي الذاتیة“ لصاحبھا عماد حفظي من الظفر بھذه الجائزة الرمزية و التي من شأنھا أن تشجع عددا من الكتاب المبتدئین على الإبداع أكثر فأكثر. عماد حفظي في قصته القصیرة و الجمیلة يروي بطريقة ينتابھا نوع من السخرية الطريقة التي تم ادخالھا به الى المدرسة و الخطوات الأولى التي مشى بھا رفقة والدته في أول يوم له في التعلیم العمومي، و كیف كان والده ينظر الحازم و السادج في نفس الوقت لكل الأمور المحیطة به ، و كیف كان يظن أنه بمجرد دخول ابناءه للتعلم سینیرون بعلمھم منزله الذي يفتقد للكھرباء. إلیكم القصة: #التعلیم من سیرتي الذاتیة كان والدي شخصا ساذجا ، أعترف بذلك فما أن سمع ذات يوم من مذياع ’الحاج اشاوي‘ مشغله مقوله فحواھا ’العلم نور و الجھل عار ’ حتى سارع بإرسالنا نحو المسید و أيضا تسجیلنا ب‘التحضیري‘ ، فكان ھو يخال أننا سننیر الدار بنور العلم و لن يضطر حینھا و يكلف نفسه عناء ’ الطلوع و الھبوط‘ لیحصل على ترخیص إدخال التیار الكھربائي من ’المخزن‘ ، فوالدي يلقب كل الأمور التي ترغمه على إستخراج ورقة كیفما كان نوعھا أو توقیعھا أيضا ب ’ المخزن‘ ، و يطلق اللقب على ساعي البريد ، المكتب الوطني للكھرباء ، الطبیب ، الصیدلي، العدول .. و عبثا إنتظر والدي لسنوات لیضيء نور تعلیم أبنائه لیجد نفسه أخیرا مضطرا لیحمل ’لاكارط‘ و وثائق الدار و يبدأ ب‘طلوع و الھبوط‘ و إن إحتدم غضبا يشتم الجمیع حتى ذاك المذياع و أيضا قد يسب و يشتم من يقف قبالته لیسأله : – ياك لاباس اد احماد مال وجھك صفر و غا طالع لیك دم .. – صفر و لا كحل و نتا مالك ... قد يعتذر الواقف قدامه و يغادره بلطف و قد يمضي دون أن يعتذر و الأمر سیان لدى والدي ، و كان ھو أكثر من أمنوا بمقولة ’سبق المیم ترتاح‘ فلا ينطق جملة يغیب عن أولھا ’المیم‘ ، ’ ماعنديش ، ماكاتقاضاوش نتوما ، ماغانجیبش ’ و حینا اخر قد يوظفھا كسؤال إستنكاري كقوله ’ ماغاتفیقش تمشي للسكويلة را سبعة ھادي ’ لم يكن ھو ينتظر مني الرد على سؤاله أو ان أتمنى له صباحا جمیلا ، بل ينتظر أن أغادر فراشي لألتحق بأول يوم لي بالمدرسة فقد حل الموسم الدراسي الجديد ، إنتظرت مغادرة والدي الدار لأنعم بھنیھات أخرى من النوم .. فتحت المدارس أبواب التسجیل , لتنفتح في وجھي أبواب عالم جديد , عالم سبقني إلیه إخوتي , عادت أمي لتوقظني قبل الجمیع بل و قبل أن تطعم دجاجاتھا و التي لا تغفل عن ذلك يوما واحدا فقد إعتادت ھي طیلة سنوات خلت الاستیقاظ على صوت الديك لتضع لدجاجھا صحن ماء و حفنة حبات قمح أو شعیر فلا النوم و لا الحر و لا القر و لا المرض يبعد أمي عن روتینھا الیومي ھذا إلى أن خلت الدجاج إخوة لنا و يحملون نسبنا العائلي, فلو ھي اعتنت بأبنائھا كحالھا مع دجاجاتھا لأصبحنا الآن غلاظا شداد البنیة .. جادت علي والدتي بقطعة خبز أقسم لو أني أجید التصويب لأفلحت بقتل من أصیب ، كان خبزا من إسمنت صلب ، لا يمكن قضمه و لا حتى كسره ، لا يمضغ ، بل يقضم قضما ، جلبت لي والدتي سروالا لو أني لم أثني أطرافه السفلى لظن الجمیع أني أرتدي حذاءا من ثوب فقد كان السروال لأخي و الذي يكبرني سنا , و بالجزء العلوي ألبستني قمیصا غابت نصف أزراره و بعضھا صامد كي لا يلحق بسابقاتھا إنصعت لطلب أمي فھي من أنجبتني و إعتنت بي إلى أن بلغت السادسة من عمري لذا لھا كامل الصلاحیة في أن تختار لھذا الجسد الھزيل ما تشاء من ثیاب و إن كانت ثیابا نسوية فلن أعارض و لن أنطق ببنت شفة , و لقدماي ألبست حذاءا جلديا ثقیلا لو حمل أحدھم مغناطیسا لنجذب الحذاء لناحیته من المسامیر المغروسة علیه .. فور إرتدائي ملابسي و حذائي تأبطت ورقة اقتلعتھا خلسة من دفتر أخي الأكبر فلا أتجرأ على الاقتراب من كراساته إن كان ھو بالبیت فقد كان ينھرني كلما لمحني أسترق النظر إلیه و ھو يقوم بواجباته المدرسیة , رافقتني أمي بعد أن أوصت أختي للمرة الملیون بمراقبة الدجاج و أن تفحص الخم كل برھة من الزمن إن كان ھناك بیض .. إنطلقنا على الطريق متجھین لمدرسة إبن بطوطة مبتعدين رويدا رويدا عن نباح كلاب الدوار الضالة و خصام رھط من النساء على شئ قد يبدو تافھا , بلغنا باب المدرسة كان بابا ضخما من حديد , تخیلت البواب المكلف بفتحه و إغلاقه حتما ھو شخص ذا بنیة عظیمة , فباب بمثل ھذا الحجم لابد لمن أراد فتحه و إغلاقه أن يمتلك قوى خارقة , قدام المدرسة تناثر صبیان عددھم لیس بالقلیل و نساء بنفس عدد الصبیان أو أكثر أو أقل –فلم أكن أجید الحساب حینھا بعد- يستظلون بأشجار زيتون على مقربة من جدار المدرسة و ھن يراقبن فلذات أكبادھن يلھون جماعة لعبة ’الغمیضة‘ , كان الجو حارا و لھیب الشمس يصفع الجمیع , ألصقت جسدي بأمي لنصبح كتلة لحمیة واحدة تحت ظل شجرة و نحن نراقب الأرجاء , الصبیان يلھون و يعربدون غیر مبالین بالحر و كأن الله جعلھم من طین فقط لا روح و أصبحوا بذاك جسدا بلا أحاسیس.. -عماد حفظي http://sahifa24.ma/wp-content/upload...sahifa24-5.png |
|
الساعة الآن 08:22 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها