منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   القصص والروايات (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   جوهرة من سوس (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=120104)

ام ياسر 2 19-10-2011 22:04

جوهرة من سوس
 
جوهرة من سوس

استيقظ عمي محمد حارس المدرسة النشيط كعادته قبيل الفجر صلى ركعتين و دعا ربه أن يتم زواج ابنته فاطمة بألف خير.فاطمة الشابة الجميلة ذات الثامنة عشر ربيعا , زهرة متفتحة في ربيع العمر الزاهي .ذات العينين البلوريتين الساحرتين جوهرة من جواهر سوس كما نقول سوسية بكل ما تحمل الكلمة من سحر و بهاء و طيبوبة وتقوى و خجل و... و...و...جمال اخلد يحتويها هي حور ما أبهاها.
كانت فاطمة منى مقلتيه يبصر بها العالم من حوله. فلطالما انتظرها بعد أربعة أولاد و حقق الله مبتغاه.
اليوم تكتمل فرحته و يوصلها إلى بيت زوجها . وهده ليلة الحناء ارتدت فاطمة لبستها البيضاء المطرزة بالأخضر و حولها صبيات العائلة و صديقاتها يملان الفضاء ضحكات و زغاريد و تقترب كل واحدة منهن إليها لتقرص ركبتهن ليلحقن بها في الزواج . أما فاطمة فكان إحساسها مختلطا مختلفا و ما كان يخالجها من شعور تحاكي نفسها و تقول ربما لأنني سأغادر بيت عائلتي سأفارق أمي و خصوصا أبي الغالي الذي لا استطيع التنفس من دونه. فلطالما لاعبها داعبها احتضنها و حن عليها لم يرفع يوما يده عليها .هكذا رباها و هكذا تعلقت به.
في هده اللحظات يراودها إحساس كئيب مرير لا تعلم سببه و بين الفينة و الأخرى دمعة تنزل من عينيها الساحرتين.
بدأت فاطمة الحناء و يداها تتمنعان عنها. و شو كة الحناء تأبى رسم خطوط الفرحة على اكفها الناصعة البياض.
عمي محمد كعادته لا يهدا له بال و لا يغمض له جفن حتى يرى كل الأمور على أحسن حال.
فجأة جاءه الهاتف المشئوم يعلن قدوم أقارب له من المدينة لحضور الزفاف . اخذ عمي محمد دراجته النارية ليصل في سرعة البرق إلى الضيوف الدين يزورونه لأول مرة و يا ليتهم لم يحضروا .
قطع عمي محمد مسافة طويلة متدحرجا بين جبال امنتانوت الوعرة . اقترب من الطريق الرئيسية و اد بشاحنة من الوزن الثقيل ترفعه إلى الأعلى بدراجته و ترميه في الجهة الأخرى من الطريق . عمي محمد في السماء ووجه فاطمة في عينيه لؤلؤة يبتسم لها و يقول شاءت الأقدار يابنيتي أن لا احضر عرسك ...أغمض عينيه بتنهيدة باردة و راح فارق الحياة راح عمي محمد و حسرة تملا الفؤاد...
في هده اللحظات بالذات لامست شوكة الحناء يد فاطمة حتى أسالتها دما . دمعة نزلت من مقلتيها هل من الم الشوكة أم من الم مجهول مصدره.
و بعد برهة ظهر أخوها يصرخ بأعلى صوته اموت بابا بمعنى مات أبي. تخرصت فاطمة ونظرت إلى يديها المطليتين بزخرفات الحناء الجميلة أتقطع يديها ام تغمسهما في ماء جافيل لتنمحي آثار الفرحة البائدة.
تقدمت أمها زينة و ضمتها إليها و العروس المسكينة لاتنبس بحرف أتراها في حلم كئيب كابوس الم بها .
احتضنتها أمها المكلولة خو فا عليها مما قد يكون أعظم ولم تنزل دمعة واحدة من عيني فاطمة .جرح قلبها دمع من الأعماق حينها فقط عرفت سر دمعتها الأولى في بداية الحناء .


تحية خاصة لكل أهل سوس

مريم الوادي 20-10-2011 17:12

بوح حزين
http://dc08.arabsh.com/i/02510/1pmhiwc9dcfs.gif


الساعة الآن 19:19

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها