منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

من أجل موسم دراسي ناجح تحرص أغلب الدول المتقدمة على رفع ثلاث شعارات رئيسية بداية كل موسم دراسي تمثل رهانات السنة الدراسية ،شعارات بمضمونات بسيطة وعملية وقابلة للتنفيذ والتقويم في كل مؤسسة واعدادية وثانوية وفق مدى زمني قصير من خلال مؤشرات ومعايير واضحة ،ويتجند جميع الفاعلين التربويين لتنفيذها .

المغرب لم يبتعد عن هذا المنحى حين خصص شعار : - جميعا من أجل مدرسة النجاح - لسنوات واكبت تفعيل عشرية التعليم وما بعدها .لكن فضفاضية هذا الشعار واتساع مضامينه وعدم وضوح أهدافه بدقة وسط غابة الاصلاحات الموعودة التي كان ينشدها البرنامج الاستعجالي أحاله الى طرفة جميلة حيث انتفخت معه النقط الاشهادية بشكل رهيب وفلكي ،وأضحت البكالوريا المغربية لقمة سائغة لكل من هب ودب .

الان ومع بداية الموسم الجديد سئم الجميع سماع اسطوانة ازمة التعليم ،ذاك الشيء الذي لن يصلح مهما رممناه وسعينا الى ترقيعه .خطاب جديد مبني على التفاءل والامل في المستقبل والاصلاح المتدرج والصارم حجرا حجرا سيكون شيئا مثاليا لتطريز رقعة تعليمنا دون جعجعة .لهذا من المنطقي ان تسعى الوزارة الى تبني شعار جذاب جديد أو شعارين جوهريين أو ثلاث لهذا الموسم ،والعمل على تحقيقهما بنسبة واقعية تفوق 99 في المئة .وليكن في موقع الوزارة الرسمي هندسة راقية لمثل هذا الشعارات الذي ستؤطر موسما بكامله أو مراحل رئيسية منه.

الاصداء التي تصلنا تنبئ عن عزم الوزارة محاربة العنف في الثانويات بمختلف أشكاله وتحصين مؤسساتنا منه قبل وقوعه من خلال المراقبة المكثفة لمحيط المؤسسات ورصد أية اختلالات خصوصا ما تعلق منها بترويج المخدرات السهلة .ولعمري انه شعار واعد اذا تجند الجميع لانجاحه.

الامر الثاني وهو اطلاق حملة وطنية لتسجيل الفتيات في الاعداديات والمدارس ،وربط هذه المسؤولة بحزمة من العقوبات المالية والزجرية لكل اب تردد او تكاسل أو أهمل تسجيل ابنته كيفما كانت الاسباب .لا بد لسياسة الجزرة ان ترفق اليوم بالعصا في هذا الأمر .فالامر أضحى خطيرا ،ونسبة تسربات الفتيات في الالتحاق بالاقسام الاعدادية فاقت كل الحدود المسموح بها . وليكن الشعار : " بنتي في المدرسة اذن أنا مواطن صالح ".

أما الشعار الثالث فمن المستحسن ان يرتبط بالتعليم الابتدائي لسعة مدخلاته وانتشار مدارسه .فعلى مسؤولينا في الوزارة ان يشحذوا ذكائهم ويخرجوا علينا بشعار واقعي قابل للتحقيق ،ونابع من امكانياتنا والمتاح لنا في ظل الاكراهات الصعبة التي لا تخطئها العين كلما اقتربنا من مدارس قرانا.

فهل من مستجيب ؟