منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر التربية الصحيحة (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=98)
-   -   الطريق إلى أبوة صالحة (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=216069)

nadiazou 26-10-2017 13:14

الطريق إلى أبوة صالحة
 
  • الطريق إلى أبوة صالحة


    http://www.almoslim.net/sites/defaul...?itok=ZWUjdgbg





    أمل تحقيق الابوة الصالحة هو أمل كل مؤمن صالح ،
  • تزوج ابتداء بنية تكوين بيت مؤمن ، وانجاب ذرية طيبة
  • صالحة نافعة ..

    ولطالمنا بنى كل مؤمن في مخيلته قصورا مشيدة
  • من مستقبل طيب مشرق مع ابنائه وبناته ، وتصور أن يخرجوا
  • عباقرة ناجحين ، وعلماء افذاذ ، وقادة صالحين ..

    وظل الأب طوال حياته يجهد نفسه ويتعبها ويبذل المقدور
  • من نفسه ومن ماله ووقته وخبرته ، ليضعها على طبق
  • مزين لابنائه ليستفيدوا بها ..

    لكن الواقع المؤلم عادة يفسد تلك الاحلام ، ويقطع ذلك
  • الاسترسال في الأمل ، فيفجع الآباء في كثير من الأحيان
  • بأبناء منحرفين أومستهترين أوتافهين أو مرضى
  • نفسيين او فاشلين ..أو غيره

    وعندئذ يطل السؤال الأشهر والأهم براسه ، لماذا
  • تفشل أبوتنا في أن تكون ابوة صالحة ناجحة ؟

  • إن كثيرا من الإجابات تحمل الابناء المسؤولية الكبرى في ذلك ،
  • وتعود باللوم على الامهات وعلى المجتمعات وغيرها ..

  • ولاشك أن كل هذه العناصر مؤثرة ، لكننا ههنا نحاول
  • ان نمعن النظر في دور الآباء خصوصا ونراه اساسا مهما
  • ورئيسا في نجاح بناء الابناء ..

    فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى نموذج تطبيقي حي
  • أمامه حتى يتصور الفعل الايجابي المعين والسلوك الموجه فيصدق به ويتمثله
  • في حياته ، لذلك أرسل الله تعالى المرسلين وأمرنا
  • بالاقتداء بهم : " أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده "
  • ، " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر..."

    فالفعل أبلغ من القول، وفعل رجل في ألف رجل خير
  • من قول ألف رجل في رجل.

    والقدوة الصالحة من أعظم المعينات على تكوين العادات
  • الطيبة حتى إنها لتيسر معظم الجهد في كثير من الحالات .

    والابناء في بداية شبوبهم يحبون المحاكاة والتشبه
  • في السلوك والحديث وردود الأفعال ، ولو خرج الابناء
  • فوجدوا نماذج طيبة صادقة قريبة منهم بيوتهم لخرجوا يحاكونها بغير جهد يذكر

    ولعل من بركة توجيهاته صلى الله عليه وسلم لصلاة النوافل
  • في البيوت وألا يجعلها الناس قبوراً
  • فضل كبير الأثر في إقتداء الأولاد بذلك .

    فقد روى أبو داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
  • "خير صلاة الرجل في بيته إلا الصلاة المكتوبة"

    وقال: " تطوع الرجل في بيته يزيد عن تطوعه
  • عند الناس كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده " صحيح الجامع.

    لكن الأبناء في استقائهم الخلق وتشربهم بالسلوك ،
  • لا يقنعون بمجرد الظاهر منها ، بل يتعدون ذلك
  • إلى مستويات أعمق بكثير مما يظن الآباء..

    فالأب يعيش
  • في بيته على طبيعته بغير تكلف، وهو الأمر الذي يجعله
  • يتصرف بما وقر في حقيقته وداخليته .

    والولد يقلد أباه فيما رآه منه على الحقيقة لا على التكلف ،
  • والأبناء يلحظون الصغير الدقيق من السلوك والأخلاق ،
  • كما يلحظون كبيرها ، وتؤثر فيهم صغائر الأحوال
  • كما تؤثر فيهم كبائر الوقائع .

    والاب الصالح هو صاحب القلب السليم من الشبهات والشهوات ،
  • المقدم الآخرة على الدنيا ، الباذل جهده في ارضاء ربه ،
  • المسارع للصالحات ، المجتهد في تعلم العلم النافع
  • وتطبيقه والعمل به ، وهو كذلك الكريم في عطائه لولده العادل
  • مع ابنائه ، البار بوالديه ، المتميز في عمله المتقن له ،
  • الأمين في تعامله ، النافع لمجتمعه ، الإيجابي في سلوكه ..
  • وغير ذلك من الفضائل

    كذلك فالأب الصالح الناجح هو الأب الرحيم العطوف
  • بأبنائه وأسرته الذي يمنحهم الحب والعطف والحنان ويشملهم
  • برعايته ويحتويهم بقلبه الكبير ويشعرون معه بالسعادة والآمان .

    والأب القاسي هو المتسبب الأول في الأمراض النفسية
  • لدى أبنائه والمشجع الأول على الأمراض القلبية
  • لهم من غل وحقد وحسد وحب ذات وغيره .

    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوة في رحمته
  • وعطفه وملاطفته الصغار وملاعبتهم والتبسط معهم والتحبب إليهم وعدم العبوس في وجوههم،
  • فقد روى مسلم عن عبد الله بن جعفر: " كان رسول الله
  • صلى الله عليه وسلم يحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى يدخلنا المدينة ".

    وروى ابن ماجة عن يعلى بن مرة "خرجنا مع النبي
  • _صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام فإذا حسين يفر
  • ههنا وههنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم
  • حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبله ".

    وروى الشيخان قول النبي صلى الله عليه وسلم:
  • " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع
  • بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه ".

    ومن الآباء من لا يراعى الرحمة مع أبنائه ولا الرقة
  • في معاملتهم فيكون أشد عليهم من الغرباء فيترك في أنفسهم جروحاً
  • غائرة لا تزول ولا بمرور السنين .

    روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
  • "إن الله يحب الرفق ويعطى على الرفق مالا يعطى على العنف ومالا يعطى على سواه ".

    وقال صلى الله عليه وسلم :
  • " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم
  • الرفق " صحيح الجامع.

    بالطبع ليس معنى الرفق أن يتهاون الأب مع أولاده
  • في مواطن الحزم فالحكمة وضع الشىء موضعه ، ولا يمكن أن يرى الأب ابنه يفعل السيئات
  • أو المخالفات فيتركه أو يقره على ما هو عليه .

    ولكن الحكمة تستدعي من كل أب أن يقف مع ولده
  • وقفة راشدة رفيقة ، لكنها حازمة يضع له فيها الحدود ويبين له القواعد .

    وليعلم كل أب أن وقفاته مع ولده تحفر في ذهن
  • الولد فإن وجد فيما يستقبل من عمره قدوة صالحة
  • من أبيه زاد ترسخها وصارت خلقا ثابتا
  • فيه وصفة أكيدة من صفاته..

    والأب في بيته قائد لمدرسة تربوية لها منهج و وسائل
  • كما أن لها محددات وأطر .

    فعليه أن يضع منهجها وفق السنة النبوية ويحدد
  • أطره مثلما حددها الشرع الإسلامي العظيم .

    ولكن مع ذلك فلا ينبغي التشنج في التطبيق الظاهري
  • فحسب ، بل إن البيو بنى من اساسها ، لنضع الاساس لها ،
  • واساسها هو بناء القلوب والعقائد والمفاهيم والقيم
  • والمبادىء قبل اي شىء .

    والآباء ما داموا يضلعون بمسئولية القدوة التربوية ،
  • فيجب عليهم تثقيف أنفسهم وتعليمها فن التربية
  • وأساليبها ومداومة سؤال المربين والخبراء والعلماء في ذلك.
    هذه التربية تقتضي تعلم الصبر الذي هو من المهارات
  • الأبوية الهامة، وقد حذر المربون من كثرة معاملة
  • الأولاد بالغضب خصوصاً إذا كانت طبيعة الأب عصبية
  • أو سرعة الغضب واقرأ معي قوله سبحانه :"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "

  • وليحذر الآباء من التعدي على ابنائهم بالضرب
  • أو الصراخ في لحظات الغضب فإن ذلك من الأخطاء
  • الخطيرة التي لا تؤدى إلى تعليم ولا توجيه ولكنها
  • عبارة عن إنفاذ غيظ فحسب..

    إن أبناءنا يتعلمون الخير والصواب بالحب قبل أن يتعلموه
  • بالأمر والشدة، فاحرص أيها الأب على توليد المحبة
  • بينك وبين أبنائك..

    إن كل أب منا لبحاجة إلى أن يخلو بولده كل مدة قريبة
  • ليمازحه ويكلمه ويسأله ويتقرب منه .
    يسأله
  • عما يحزنه أو يؤرقه يقلقه ، ويسأله عن آماله وأحلامه
  • وطموحاته ، فيهون عليه ما يقلقه ، ويثبته فيما يؤلمه ،
  • ويزيل عنه الهم ، ويقدم له الدعم النفسي اللازم ..
  • هذه هي الابوة الصالحة بحق ..

    ان لقاءات المصالحة والمصارحة بين الاب وابنه
  • هي تفريغ نفسي وجداني هام للغاية في تربية الأولاد،
  • ولئن اشتكى معظم الآباء من عدم قدرتهم على التقرب
  • من أولادهم فلأنهم قد قصروا في لقاءات المصارحة
  • تلك في الصغر فصعب عليهم ذلك في الكبر حتى بنيت
  • الجدران بينهم وبين أولادهم .

    وأخيرا لا يفوتني أن أنبه أن هناك علاقة قوية جداً بين
  • كون الأب ابا صالحا ناجحاً ، وبين كونه زوجاً صالحا ناجحاً .

    فالزوج الناجح هو الذي يهيئ لأولاده البيئة الأسرية
  • الخالية من المشكلات والمؤرقات والمنغصات والمؤثرات
  • النفسية السلبية وهو الذي يعين زوجته ويساعدها
  • على إتمام العملية التربوية بنجاح وإنجاز...



nasser 11-03-2019 15:08

http://vb.almstba.co/imgcache/almstb...578544_797.gif

خادم المنتدى 05-07-2019 22:12


شــكـــرا جــزيــلا لـك..بــارك الـلـــــه فــيـــك
-****************************-


الساعة الآن 14:25

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها