منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ندوة المدرسة والسلوك المدني :: استعدادا للامتحانات المهنية (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=2745)

مصطفى 05-10-2007 22:41

ندوة المدرسة والسلوك المدني :: استعدادا للامتحانات المهنية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المدرسة والسلوك المدني


مقدمة :

يكتسي التفكير في موضوع السلوك المدني أهمية كبرى بالنظر لعلاقته العضوية بمنظومات القيم من جهة، وبتطور المجتمعات وبدرجات الوعي بمكانة الأفراد وموقع المؤسسات داخلها، وبنوعية العلاقات التي تربط فيما بينهم من جهة ثانية.

كما تعبر تنمية السلوك المدني عن الحاجة إلى ترسيخ علاقة واضحة وواعية فيما بين الأفراد وبينهم وبين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة، تنبني على احترام الحقوق والواجبات الدينية والقانونية والأخلاقية ...

ولا شك أن هذا الموضوع يستمد وجاهته بالنظر إلى عوامل أساسية :

عامل كوني يتجلى في تطور المجتمعات والحضارات الإنسانية، والوعي المتزايد بأهمية الإنسان كقيمة في حد ذاته؛

عامل محلي يظهر في التحول الاجتماعي الذي أفرزه التطور التاريخي للمجتمع المغربي؛

عامل تربوي يتجلى في دور وأهمية مؤسسات التربية والتكوين في تنمية السلوك المدني كمؤشر على الوعي بالحقوق والواجبات.


وباعتبار أهمية وفعالية القيم في التغيرات والتحولات التي تشهدها المجتمعات في مسار تاريخها الاجتماعي، فإن الاهتمام بموضوع السلوك المدني يشكل لحظة تأمل ضرورية تستدعي معرفة ملامح ومظاهر التحول الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع المغربي، كما تستحضر نوعية التغير الذي يطال منظومة القيم فيه، وذلك بالعلاقة مع التحولات الكاسحة التي يعرفها العالم على مستوى القيم والأنظمة المرجعية الثقافية والاجتماعية، وفي أفق بناء الإنسان المواطن الذي عليه تنمية الوطن وتحقيق نهضته.


1. دلالات المفهوم وتجلياته :

1.1. من التعدد الدلالي إلى محاولة التحديد الإجرائي

يندرج مفهوم "السلوك المدني" في شبكة مفاهيمية واسعة، تتداخل فيها المعاني وتتعدد الدلالات، وإذا كان هذا المفهوم بمكونيه: السلوك والمدنية يحيلان في نفس الوقت إلى الأخلاق والإيتيقا، وإلى التمدن كحالة مجتمعية ترادف التحضر؛ فإنه يستدعي، في الآن ذاته مفاهيم أخرى محورية، مثل : الديموقراطية والمواطنة والوطنية واحترام حقوق الإنسان، والمدنية، والحس المدني والتربية المدنية، أو التربية على المواطنة أو التربية على حقوق الإنسان.
لذلك تعكس المصطلحات المستعملة في مجاله الواسع، والمرادفات التي يحيل عليها في أحيان كثيرة؛ تطورا تاريخيا وسياسيا للمجتمع، وكذا تحولا في القيم الأخلاقية والإنسانية؛ فإذا كان الحس المدني مثلا يعبر عن الفضائل الضرورية للسلوك الفردي والجماعي، فإن التربية على المواطنة تهدف إلى تحديد وفهم العلاقات القانونية التي تضبطها قوانين وتشريعات الدولة، بينما تسعى التربية على حقوق الإنسان إلى التعلق بالقيم الكونية للإنسانية جمعاء. وهكذا فإن أي مصطلح من المصطلحات المذكورة له معناه وهدفه الخاص وسياقه التاريخي.

هناك إذن معنيان يعكسان تطور المفهوم :

معنى عام يشمل واجبات المواطن(ة) ومسؤولياته في علاقته بالدولة من جهة، وبالمواطنين من جهة ثانية ؛

ومعنى خاص يحدد الفضائل الضرورية الواجبة في تنشئة المواطن(ة) الصالح، المتمتع بالحس المدني والانضباط والإخلاص للمجموعة الوطنية .

إن هذه المعاني التي ارتبطت بتطور المفهوم في الثقافات الغربية اليونانية واللاتينية والمعاصرة، تظهر بوضوح في مفهوم التربية في الثقافة العربية وفي التراث الإسلامي الديني والفكري. فهي تعني التأديب من جهة، والتهذيب من جهة ثانية. فالتأديب هو توجيه الطفل(ة) نحو الانضباط والانتظام، أي تلقينه قواعد الضبط الأخلاقي الاجتماعي، أما التهذيب فغايته طبع النفس البشرية بالفضائل الدينية والأخلاقية، وهي فضائل أخلاقية وعقلية في نفس الوقت. فغاية التربية الإسلامية هي توجيه السلوك الفردي من جهة، وتنظيم الحياة الاجتماعية من جهة ثانية.

إن هذا التعدد الدلالي الذي يرتبط بمفهوم تنمية السلوك المدني، والذي يحيل إلى حقول واسعة مثل القانون والأخلاق وقواعد السلوك وأنماط التربية، بقدر ما يغنى تحديد المفهوم نظريا بقدر ما يجعل تحديده على صعيد الممارسة صعبا وغير يسير.

إلا أن هناك مجموعة من التحديدات الأولية تمكن من تشخيص هذا المفهوم في عمليات أساسية لها بعدها التربوي مثل:

ترسيخ مبادئ وقيم المجتمع في انفتاحها على القيم الكونية؛

معرفة المؤسسات والقوانين والمعايير الوطنية والالتزام بقواعدها؛

فهم قواعد الحياة المجتمعية بمعناها الواسع، واكتساب حس المسؤولية الفردية والجماعية؛

الوعي بالحرية في التفكير والتعبير وفي ممارسة الحياة العامة والخاصة مع احترام حرية الآخرين؛

إعمال الفكر النقدي والدفاع عن الرأي.

وذلك مع اعتبار تأسيسها على قاعدة قبول الآخر والحق في الاختلاف عنه، وانطلاقها من المبادئ العامة لانتظام الحياة المشتركة بين الأفراد.


1.2. التجليات الأساسية للمفهوم

يتجلى مفهوم السلوك المدني أساسا في:


احترام الفرد لمبادئ ومقومات وثوابت مجتمعه ووطنه وهويته وأرضه وبيئته ؛

إدراك الفرد لوجوده كعضو داخل جماعة (الجماعة بمفهومها الواسع الحديث التي تبدأ بالأسرة وتنتهي بالمجتمع الإنساني) ؛

استحضار الوازع الأخلاقي ؛

الالتزام بالواجبات واحترام الحقوق ؛

اعتماد مبادئ العدالة والديموقراطية والإنتاجية والتضامن اجتماعيا وسياسيا وتربويا ؛

ممارسة الحرية في إطار المسؤولية ؛

احترام الأفراد والجماعة لمبادئ وقيم حقوق الإنسان ؛

المشاركة في الحياة العامة، والاهتمام بالشأن العام.

وبشكل عام تتجلى تنمية السلوك المدني في "إكساب أفراد المجتمع بطريقة عملية وفعالة مبادئ السلوك الاجتماعي في البيت والمدرسة والشارع والأماكن العامة وعند ممارسة المهنة، وكذلك مبادئ احترام الغير وتقبل رأيه ومساعدته والتضامن معه وتجنب إلحاق الضرر به، وذلك بخلق ضمير اجتماعي لدى كل مواطن(ة) يستند إلى قيم التعاون والعدالة والديموقراطية وحب الوطن والغيرة عليه وتوظيف كل الطاقات لبنائه ورفعته لأداء رسالته الحضارية كجزء من الحضارة الإنسانية".


1.3. ما المقصود بتنمية السلوك المدني ؟

حين يتعلق الأمر بتنميةٍ السلوك المدني، فإن ذلك يحيل مباشرة إلى مسألتين أساسيتين :

  • كون هذا السلوك مكتسب عن طريق التنشئة المجتمعية، وكونه حاضر بتجلياته ومظاهره في العلاقات بين الأفراد وبينهم وبين المؤسسات: مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع؛
  • كونه كسلوك فردي واجتماعي غير مطلق وغير ثابت بل هو قابل للتطور، ومن ثم، لا بد من تنميته وفتح آفاق استثماره لترسيخ التمدن وقواعد المدنية داخل المجتمع.
وإن الحركية بين المكتسب وبين تنميته وترسيخه، تندرج مباشرة في مجال التربية باعتبارها تنشئة اجتماعية، وتحيل إلى مؤسسات التربية وأدوارها الأساسية والمركزية.




يــــــتــــــــــــبـــــــــــــع >>>> بعد مناقشة و تحليل هذا الجزء

يحي 06-10-2007 21:08

السلوك المدني و المدرسة ،شعار جميل ،مثله مثل شعار الجودة الذي طبلت له كثيرا وزارتنا الموقرة ،و جعلت من الجودة حديث العام و الخاص ،و العجب العجاب أنها انتقلت إلى شعار آخر و كأننا حققنا الهدف الاول عملا بقول اللقائل " كم حاجة قضيناها بتركها "
لنعد ‘لى السلوك المدني الذي يتطلب مجهودات ضخمة و تضحيات جسام لتنشئة مواطن صالح فاعل و متفاعل مع محيطه ،واع بحقوقه و واجباته فرد و داخل الجماعة .
و لكن كيف يتأتى له ذلك ،أبالاقتصار على دروس التربية الوطنية ،وسط مدرسة تنعدم فيها أبسط ظروف التعلم مع مدرس متسلط و إدارة غائبة حاضرة في استخلاص واجبات التسجيل ...
أن التلابية على المواطنة ليست دروسا يحفظها المتعلم غبر النشيد الوطني ،هذا الاخير الذي يجهله معظم متعليمينا ،‘لأن تحية العلم تقام عندنا شكليا فقط خوفا من المسؤولين ،و اغلب مدارسنا لا تقام فيها تحية العلم ،و إن كانت فعلى استحياء ...
نحن في حاجة إلى تلميذ يحترم مدرسته و معلمه ، و لا يكتب على طاولته لأنها ملك جماعي ،و يحافظ على صنابير مؤسسته لأنه ملك للجميع و أن عليه واجب صيانتها و حفظها .
و كيف نربي تلاميذتنا على هذا السلوك في غياب الحوار معه ،و نحن حريصون على ضبط القسم و يقول القائل منا " في قسمي لا تسمع صوتا " كأنك في مقبرة ...
السلوك المدني ممارسة و ليس شعارا مناسباتيا يكتب على اللافتات

صفاء 06-10-2007 23:01

ادكر دات يوم انني طالبت التلاميد بانجاز بحث ميداني حول مدى احترام قانون السير في مدينتنا و هو نشاط من انشطة درس حول قانون السير بالقسم الخامس فمادا حدث ؟ اغلب التلاميد لم ينجزوا البحث لانهم يحملون افكارا مسبقة سيئة حول رجال الشرطة الدين كان اخد رأيهم ضمن اسئلة البحث اما الدين قاموا بمحاولة فان بعضهم تعرض للشتم او السب من قبل بعض الافراد الدين تم اخد رأيهم اما البعض الاخر و هم الضحايا فانهم اخدوا ركلة لكل واحد منهم من قبل رجل الشرطة لما قدموا له الاستمارة لملئها.
اردت ان اجعل هدا الحدث كمدخل لموضوع السلوك المدني فكيف يمكن للمدرسة وحدها ان تنمي هدا السلوك في غياب الاسرة و الشارع و المؤسسة الوطنية ؟ فالمدرسة قد تلقن بعض السلوكات التي يمكن تمريرها عبر مختلف البرامج التعليمية كالتربية على المواطنة او التربية الاسلامية او اللغة العربية ... او من خلال سلوكات الاساتدة و الاداريين انفسهم اد تعتبر السلوكات الغير المباشرة من اخطر ما يمكن تمريره للتلميد دون وعي منا فالمربي يجب ان يكون راق في تعامله مع تلاميده كما يجب ان يكون اولا مقتنعا بما يلقنه لهم و ان يكون لهم المثل الاعلى فلا يصح ان نطالب الطفل بشيء لا نقوم به بل لا نؤمن به و الامر من دلك نبوح بنقيضه امامه . المدرسة وحدها لن تستطيع توجيه الفرد فالاسرة و التي تعتبر النواة الاولى لتنشئة الطفل يأتي منها و هو مشبع ببعض السلوكات التي و ان حاولت المدرسة محوها فهي راسخة في دهن الطفل لانها من قناعات الاسرة و من سلوكاتها اليومية كالكدب مثلا كان تطالب الام ولدها بان لا يقول الحقيقة لابيه لانها اخطأت أو ينهال الاب على الام ضربا تحت انظار الاطفال او ان يسمع الطفل اخاه الشاب و هو يقول بانه قدم رشوة لرئيس البلدية ليسرع في انجاز وثيقة ... هده و غيرها كلها تصرفات تدخل في تكوين شخصية الطفل مند الصغر يصعب على المدرسة تغييرها.
و المجتمع المدني له دور في تلقين السلوك المدني للطفل فكما راينا في المثال الدي قدمته في البداية ما دنب دلك الطفل الدي تقدم الى الشرطي باستمارة هل هو مخطئ ام مجرم ؟ كيف ستنعكس ركلة الشرطي على سلوكه فالشرطي بالنسبة له يمثل الوطن فكيف يمكن ان يحب هدا الوطن و رجاله يواجهونه بالركلات ؟ كيف يمكن ان يحب هدا الوطن و اداراته لا تساعد اخاه لانجاز وثائقه بسرعة بل قد تتقاعس في انجازها دون سبب
لابد من تظافر الجهود لابد ان يرى الطفل و يعيش ما يجعله مقتنعا بحب الوطن و هدا لن يتاتى الا بالتعبئة الشاملة لكل افراد المجتمع و الرغبة في احداث تغيير حقيقي في العقليات و السلوكات للمجتمع المغربي.

amigostri 10-11-2007 21:12

للاسف الشديد ان السلوك المدني لم يرسخ بعد لتخليق الادارات
 
السلوك المدني
كلمات تحمل في طياتها العراقل التي تواجه الوزارة وتضعها كشعارات فقط
السؤال
ما الاستراتيجية المتبعة من طرف الوزارة.....
لا وجود لاية خطة عمل

wafae 10-11-2007 21:55

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أوافق أخواي يحيى و fulla في رأييهما, فالسلوك المدني مطلب نحن في أمس الحاجة إلى تحقيقه إذا أردنا فعلا الرقي بمستوى أولادنا و بالتالي وطننا ,باعتبارهم رجال الغد الذين سيحملون مشعل التنمية.
لكن السؤال المطروح هو كيف نرسخ هذا السلوك لدى أطفالنا؟ هل يكون ذلك بترديد الشعارات الفضفاضة فقط ؟ هل المدرسة وحدها معزولة عن بقية المؤسسات الإجتماعية كفيلة بتحقيق هذا الهدف؟ كيف سيقتنع هؤلاء الأطفال بجدوى السلوك المدني و هم يرون يوميا سلوكات مخالفة تمارس من أناس كان من المفترض أن يكونوا مثالا و قدوة لهؤلاء الأبرياء..بدءا من الأبوين ,مرورا ببعض المدرسين و وصولا لرجال الشرطة و غيرهم ممن يزاولون عملا ذو رسالة نبيلة و هادفة ... و إن اقتنعوا بجدواها ,هل سيتمكنون من الإلتزام بها في ظل هذه الظروف؟؟
لكي نحقق هذا المطلب,لا بد من تظافر الجهود و تغيير وضعيات الظلم الإجتماعي السائدة في بلادنا بكافة تمظهراتها و أشكالها...


الساعة الآن 20:55

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها