منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   الأرشيف (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=148)
-   -   كيف يؤدي الموظف السؤولية حق أداء ؟"الحلقة الختامية" (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=44780)

الاستاذ المتدرب 13-12-2008 13:48

كيف يؤدي الموظف السؤولية حق أداء ؟"الحلقة الختامية"
 
سلام عليكم, لعلي أطلت عليكم في هذا الموضوع ولكن والله الدافع لي هو الغيرة على هذه المهنة الشريفة , وتتميما لموضوعنا أقول:

كبار المسؤولين قدوة في الجِدِّ أو الكسل لصغارهم

إذا قام كبار الموظفين بواجباتهم على التمام والكمال، اقتدى بهم في ذلك الموظفون التابعون لهم، وكلُّ رئيس في العمل سيُسأل عن نفسه ومرؤوسيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راع ومسؤول عن رعيَّته، فالأمير الذي على الناس فهو راع عليهم وهو مسؤول عنهم، والرجلُ راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبدُ راع على مال سيِّده وهو مسؤول عنه، ألاَ فكلُّكم راع وكلُّكم مسؤول عن رعيته» رواه البخاري (2554) ومسلم (1829) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

وإذا حافظ المسؤولون الكبار على الأعمال في جميع أوقاتها صاروا قدوةً حسنة لِمَن دونهم، يقول الشاعر:
وإنَّك إذ مَا تَأتِ ما أنتَ آمِرٌ به تُلْفِ مَن إيَّاه تأمُرُ آتِيَا


المعنى: إذا أمرت غيرَك مِمَّن هو دونك بأن يقوم بواجبه وكنتَ سابقاً إلى قيامك بالواجب، فإنَّ غيرَك يستجيب لك ويقوم بما أمرتَه به.

معاملة الموظف غيره بمثل ما يحب أن يُعامَل به

النصيحة شأنها في الإسلام عظيم، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدِّين النصيحة، قالوا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم (55) عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، وقال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: «بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكلِّ مسلم» رواه البخاري (57) ومسلم (56).

وكما أنَّ كلَّ موظف أو عامل إذا كانت له حاجة عند غيره يحب أن يعامله غيرُه معاملة حسنة، فإنَّ عليه أن يُعامل غيرَه معاملة حسنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «فمَن أحبَّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنَّة فلتأته منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتى إليه» رواه مسلم (1844) في حديث طويل عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، والمعنى: عامِل الناسَ بمثل ما تحبُّ أن يُعاملوك به، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» رواه البخاري (13) ومسلم (45) عن أنس رضي الله عنه.

وقد ذمَّ الله مَن يُعامل غيرَه على خلاف ما يحبُّ أن يُعامَل به في قوله: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» أخرجه البخاري (2408) ومسلم (593) عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وفي هذا الحديث ذم الجَموع المنوع الذي يأخذ ولا يُعطي، وقد ذكَّرَ اللهُ أولياءَ اليتامى بأنَّهم يخشون على ذريَّتهم الصغار لو تركوهم، فقال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا﴾، والمعنى: كما أنَّهم يُحبُّون أن يُحسَن إلى ذريَّتهم الضعاف من بعدهم، فإنَّ عليهم أن يُحسنوا إلى اليتامى الذين لهم ولاية عليهم.

تقديم الموظف الأسبق فالأسبق من أصحاب الحاجات

من العدل والإنصاف ألاَّ يؤخِّر الموظفُ متقدِّماً من أصحاب الحاجات، أو يقدم متأخِّراً، بل يكون التقديم عنده على حسب السبق، وفي ذلك راحة للموظف وأصحاب الحاجات، وقد جاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بينما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مجلس يُحدِّث القوم، جاءه أعرابيٌّ فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّث، فقال بعضُ القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضُهم: بل لَم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة» رواه البخاري (59).

ووجه الدلالة من الحديث أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لَم يُجب السائل عن الساعة إلاَّ بعد فراغه من تحديث مَن سبقوه، قال الحافظ ابن حجر في شرحه: «ويؤخذ منه أخذ الدروس على السبق، وكذلك الفتاوى والحكومات ونحوها».

وجاء في ترجمة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في لسان الميزان للحافظ ابن حجر قوله: «وأخرج ابن عساكر من طريق أبي معبد عثمان بن أحمد الدينوري قال: حضرتُ مجلسَ محمد بن جرير وحضر الفضل بن جعفر بن الفرات الوزير، وقد سبقه رجل، فقال الطبري للرجل: ألا تقرأ؟ فأشار إلى الوزير، فقال له الطبري: إذا كانت النوبة لك فلا تكترث بدجلة ولا الفرات، قلت: وهذه من لطائفه وبلاغته وعدم التفاته لأبناء الدنيا».

اتصاف الموظف بالعفَّة والسلامة من أخذ الرشوة والهدية

يجب على كلِّ موظف أن يكون عفيفاً عزيزَ النفس غنيَّ القلب بعيداً عن أكل أموال الناس بالباطل، مِمَّا يُقدَّم له من رشوة ولو سمي هدية؛ لأنَّه إذا أخذ أموال الناس بغير حقٍّ أكلها بالباطل، وأكل الأموال بالباطل من أسباب عدم قبول الدعاء، فقد روى مسلم في صحيحه (1015) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناس! إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلاَّ طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، ثم ذكَرَ الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!».

ومن أوضح التنفير من أكل المال بالباطل ما رواه البخاري في صحيحه (7152) عن جندب بن عبد الله قال: «إنَّ أوَّل ما ينتن من الإنسان بطنه، فمَن استطاع أن لا يأكل إلاَّ طيباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم هراقه فليفعل»، وما رواه أيضاً (2083) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليأتيَنَّ على الناس زمان لا يُبالي المرء بما أخذ المال، أمِنْ حلال أم من حرام»، وعند هؤلاء الآخذين غير المبالين أنَّ الحلال ما حلَّ في اليد، والحرام ما لم يصل إليها، وأما الحلال في الإسلام، فهو ما أحلَّه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والحرام ما حرَّمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد ورد في سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث تدلُّ على منع العمَّال والموظفين من أخذ شيء من المال ولو سُمِّي هدية، منها حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: «استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأسد، يُقال له: ابن اللتبيَّة على الصدقة، فلمَّا قدم قال: هذا لكم، وهذا لي أُهدي لي، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم، وهذا أُهدِيَ لي؟! أفلاَ قعدَ في بيت أبيه أو في بيت أمِّه حتى ينظرَ أيُهدَى إليه أم لا؟! والذي نفسُ محمد بيده! لا ينال أحدٌ منكم منها شيئاً إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على عُنُقه، بعير له رُغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعَر، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتَي إبطيه، ثم قال: اللَّهمَّ هل بلَّغت؟ مرَّتين» رواه البخاري (7174) ومسلم (1832)، وهذا لفظه، وفي صحيح البخاري (3073) ومسلم (1831) ـ واللفظ له ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فذكر الغلولَ فعظَّمه وعظَّم أمرَه، ثم قال: لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حَمحمة، فيقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً؛ قد أبلغتك».

والرقاع في الحديث الثياب، والصامت الذهب والفضة.

ومنها حديث أبي حميد الساعدي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هدايا العمال غلول» رواه أحمد (23601) وغيره، وانظر تخريجه في إرواء الغليل للألباني (2622)، وهو بمعنى حديثه المتقدّم في قصة ابن اللتبية.

ومنها حديث عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من استعملناه منكم على عمل فكَتَمَنا مخيطاً فما فوقه، كان غلولاً يأتي به يوم القيامة» الحديث، أخرجه مسلم (1833).

ومنها حديث بريدة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول» رواه أبو داود (2943) بإسناد صحيح، وصححه الألباني.

وفي ترجمة عياض بن غنم رضي الله عنه من كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي (1/277) وكان أميراً لعمر رضي الله عنه على حمص أنَّه قال لبعض أقربائه في قصة طويلة: «فوالله! لأن أُشقَّ بالمنشار أحبُّ إليَّ من أن أخون فلساً أو أتعدَّى!».

قال ابن القيم في إعلام الموقعين (3/154) في أدلة سدِّ الذرائع «الوجه الخامس والعشرون: أنَّ الوالي والقاضي والشافع ممنوع من قبول الهدية، وهو أصل فساد العالم وإسناد الأمر إلى غير أهله وتولية الخَونة والضعفاء والعاجزين(1)، وقد دخل بذلك من الفساد ما لا يحصيه إلاَّ الله؛ وما ذاك إلاَّ لأنَّ قبول الهدية ممن لم تجر عادته بمهاداته ذريعة إلى قضاء حاجته، وحبُّك الشيء يعمي ويصم، فيقوم عنده شهوة لقضاء حاجته مكافأة له مقرونة بشَرَهٍ وإغماص عن كونه لا يصلح».

وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفِّق كلَّ موظف وعامل من المسلمين إلى أداء عمله على الوجه الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، ويعود عليه بالثواب والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه.



(1) كذا، ولعل الصواب: (وأصل فساد العالم إسناد الأمر إلى غير أهله وتولية الخَونةوالضعفاءوالعاجزين)، ويدل لذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي تقدم قريباً،وفيهجواب النَّبيِّ لمن سأله عن الساعة بقوله:«فإذاضُيِّعت الأمانة فانتظرالساعةقال: كيف إضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة»


والموضوع استفدته من بعض أهل العلم حفظهم الله وبارك فيهم
وأقبل كل الانتقادات التي قصدها الفائدة والبناء, اللهم وفقنا للعمل فيما يرضيك.

نورالدين شكردة 15-12-2008 09:57

أخي لو كنت أنت من صمم الموضوع واقتبس واضاف وعلق فأنت لست الأستاذ المتدرب بل لعلك مدرب الأساتذة....إما إذا كنت قد أمتعتنا بموضوعك هذا بجلبه من مواقع أخرى فشكرا كل الشكر على اختيارك الموفق...
تحياتي


الساعة الآن 20:02

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها