منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - المديح النبوي ..(بين الإعتدال والغلوّ..).
عرض مشاركة واحدة

خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1869
افتراضي
قديم 15-08-2019, 14:58 المشاركة 2   

- شعر المديح النبوي في الأدب المغربي والأندلسي:
إذا انتقلنا إلى الأدب المغربي لرصد ظاهرة المديح النبوي، فقد كان الشعراء المغاربةسباقين إلى الاحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) ونظم الكثير من القصائد في
مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتعداد مناقبه الفاضلة وذكر صفاته الحميدة وذكر
سيرته النبوية الشريفة وذكر الأمكنة المقدسة التي وطئها نبينا المحبوب. و كان
الشعراء يستفتحون القصيدة النبوية بمقدمة غزلية صوفية يتشوقون فيها إلى رؤية
الشفيع وزيارة الأمكنة المقدسة ومزارات الحرم النبوي الشريف، وبعد ذلك يصف الشعراء
المطية ورحال المواكب الذاهبة لزيارة مقام النبي الزكي، وينتقل الشعراء بعد ذلك
إلى وصف الأماكن المقدسة ومدح النبي (صلى الله عليه وسلم) مع عرضهم لذنوبهم
الكثيرة وسيئاتهم العديدة طالبين من الحبيب الكريم الشفاعة يوم القيامة لتنتهي القصيدة
النبوية بالدعاء والتصلية.

ومن أهم الشعراء المغاربة الذين اشتهروا بالمديح النبوي نستحضر مالك بن المرحلكما في ميميته المشهورة التي يعارض فيها قصيدة البوصيري الميمية :

شوق كما رفعت نار على علم
تشب بين فروع الضال والسلـــم
ويقول في قصيدته الهمزية مادحا النبي (صلى الله عليه وسلم) :

إلى المصطفى أهديت غر ثنائي
فيا طيب إهدائي وحسن هدائي

أزاهير روض تجتنى لعطـــارة
وأسلاك در تصـــــطفى لصفاء

ونذكر إلى جانب عبد المالك بن المرحل الشاعر السعدي عبد العزيز الفشتالي الذي يقول في إحدى قصائده الشعرية :

محمد خير العالميــن بأســرها
وسيد أهل الأرض م الإنس والجان
أما القاضي عياض فقد خلف مؤلفات عديدة وقصائد أغلبها في مدح الرسول (صلى اللهعليه وسلم) والتشوق إلى الديار المقدسة كما في قصيدته الرائية :

قف بالركاب فهذا الربع والدار
لاحـــت علينــــــا من الأحباب أنوار

ومن شعراء الأندلس الذين اهتموا بالمديح النبوي وذكر الأماكن المقدسة لسان الدين بن الخطيب الذي يقول في قصيدته الدالية :

تألق "نجديا" فاذكرني "نجدا"
وهاج لي الشوق المبرح والوجدا

وميض رأى برد الغمامة مغفلا
فمد يدا بالتبــــــــر أعلمت البردا
6- المديح النبوي في العصرالحديث:
من يتأمل دواوين شعراء خطاب البعث والإحياء أو ما يسمى بشعراء التيار الكلاسيكي أو الاتجاه التراثي فإنه سيلفي مجموعة من القصائد في مدح الرسول (صلى الله عليه
وسلم) تستند إلى المعارضة تارة أو إلى الإبداع والتجديد تارة أخرى. ومن الشعراء
الذين برعوا في المديح النبوي نذكر: محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم
ومحمد الحلوي وآخرين كثيرين…

فمن قصائد محمود سامي البارودي قصيدته الجيمية التي يقول فيها:

يا صارم اللحظ من أغراك بالمهج
حتى فتكت بها ظلما بلا حـرج

مازال يخدع نفسي وهي لاهية
حتى أصاب سواد القلب بالدعج

طرف لو أن الظبا كانت كلحظته
يوم الكريهة ما أبقت على الودج
وهذه القصيدة هي في الحقيقة معارضة لقصيدة الشاعر العباسي الصوفي ابن الفارض التي مطلعها:

ما بين معترك الأحداق والمهـــج
أنا القتيل بلا إثم ولا حــــــــرج

ومن قصائد محمود سامي البارودي في المديح النبوي قصيدته "كشف الغمة فيمدح سيد الأمة" وعدد أبيات هذه القصيدة 447 ، ومطلع القصيدة هو:

يا رائد البرق يمم دارة العلــــــم
واحد الغمام على حي بذي سلم
ومن الشعراء الآخرين الذين نظموا على منوال البردة الشيخ أحمد الحملاوي في قصيدته التي سماها كذلك بـــ "منهاج البردة" ومطلعها:

يا غافر الذنب من جود ومن كرم
وقابل التوب من جان ومجترم
ويحذو أحمد شوقي حذو البارودي في معارضة الشعراء القدامى في إبداع القصائد المدحية التي تتعلق بذكر مناقب النبي وتعداد معجزاته وصفاته المثلى كما في همزيته الرائعة
التي مطلعها:

ولد الهدى فالكائنات ضيــــــاء
وفي فم الزمــان تبسم وثناء
ويقول في مولديته البائية:

سلوا قلبي غداة سلا وتـــــابا
لعل على الجبــــال له عتابـــا
ومن أحسن قصائد أحمد شوقي في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) قصيدته الميمية التي عارض فيها قصيدة البردة للبوصيري ومطلع قصيدة شوقي هو:

ريم على القاع بين البان والعلـــم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

ومن الشعراء المغاربة المعاصرين الذين مدحوا النبي (صلى الله عليه وسلم) نذكرالشاعر المراكشي إسماعيل زويريق الذي خصص كتابين لسيرة الرسول (صلى الله عليه
وسلم) تحت عنوان: "على النهج" يعارض فيهما شعراء المديح النبوي. ومن القصائد التي نظمها في المدح نذكر القصائد التالية:

1- قصيدة "بانت سعاد" التي يعارض فيها قصيدة كعب بن زهير:

بانت سعاد فما للحزن تمهيــل
الدمع منسجل والجسم مهزول
2- قصيدة "البردة ياشاكي البان" يعارض فيها قصيدة البوصيري:

يا شاكي البان كم في البين من سقم؟
شكواك تنساب لحنا دافــق الألم
3- قصيدة"المرتجية" كما في مطلع قصيدته الجيمية التي يعارض فيها القصيدة
"المنفرجة" لابن النحوي:

إن ضـــاق الأمـــــر فلا تهج
فغدا قد يأتــي بالفـــــــرج
4- قصيدة "في رحاب المدينة" التي عارض فيها قصيدة الهمزية للبوصيري :

هاتها، ما للنفس عنها غناء
جابني الشوق حين عز الدواء
5- قصيدة "السينية في مدح خير البرية"، التي عارض فيها الشاعر سينية البحتري، ومطلع القصيدة هو:

يجهر البين ما تخفى بنفسي
فسقاني كأس الشجا بعد كأس
6- قصيدة "كل مديح فيه مختصر" وهي رائية الروي ومطلعها:

رأيت كل مديح فيه مختصرا
فما تعد سجاياه وتختصر
7- قصيدة "الدالية في الرد على من أساء إلى الرسول برسوماته الكاريكاتورية" عارض فيها دالية أبي
العلاء المعري ومطلعها:

أما أعنى الذي رسموا الفؤادا
فما للصمت يلزمني الحيادا
وللحديث بقية بأمر الله.............

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م