منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - المديح النبوي ..(بين الإعتدال والغلوّ..).
عرض مشاركة واحدة

خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1869
افتراضي
قديم 15-08-2019, 15:01 المشاركة 3   



- خصائص المديح النبوي مضمونا:
من أهم مميزات المديح النبوي أنه شعر ديني ينطلق من رؤية إسلامية، ويهدف إلى تغييرالعالم المعاش وتجاوز الوعي السائد نحو وعي ممكن يقوم على المرجعية السلفية
بالمفهوم الإيجابي. كما أن هذا الشعر تطبعه الروحانية الصوفية من خلال التركيز على
الحقيقة المحمدية التي تتجلى في السيادة والأفضلية والنورانية. ويعني هذا أن
المديح النبوي يشيد بالرسول (صلى الله عليه وسلم) باعتباره سيد الكون والمخلوقات،
وأنه أفضل البشر خلقة وخلقا، وهو كذلك كائن نوراني في عصمته ودماثة أخلاقه. لذلك
يستحق الممدوح كل تعظيم وتشريف، وهو أحق بالتمثل واحتذاء منهجه في الحياة، كما أن
عشق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القصيدة النبوية يتخذ أبعادا روحانية وجدانية
وصوفية.

. ويسافر شعر المديح النبوي في ركاب الدعوة المحمدية وشعر الفتوحات الإسلامية ليعانق التيارات السياسية والحزبية فيتأثر بالتشيع تارة والتصوف تارة أخرى. ولن يجد هذا الشعر استقراره إلا مع شعراء القرن التاسع الهجري مع البوصيري وابن دقيق العيد. بيد أن
شعر المديح النبوي سيرتبط في المغرب بعيد المولد النبوي وشعر الملحون والطرب
الأندلسي ليصبح في العصر الحديث شعرا مقترنا بالمعارضة في غالب الأحيان.
وعلى أي حال، يتميز المديح النبوي بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) طمعا في شفاعته ووساطته يوم الحساب. وما حب الرسول
في القصيدة المدحية إلا مسلك للتعبير عن حب الأماكن المقدسة والشوق العارم إلى
زيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) والوقوف على جبل عرفات والانتشاء بكل
الأفضية التي زارها الحبيب أثناء مواسم العمرة والحج.
8- خصائص المديح النبوي شكلا:
تستند أغلب قصائد المديح النبوي إلى القصيدة العمودية القائمة على نظامالشطرين ووحدة الروي والقافية واعتماد التصريع والتقفية في المطلع الأول من القصيدة. وتتسم القصائد النبوية والمولدية الحديثة ذات النمط الكلاسيكي أو التراثي بتعدد الأغراض والمواضيع على غرار الشعر العربي القديم، والسبب في هذا التعدد هو معارضة
القصائد الأصلية كقصائد البوصيري وقصائد ابن الفارض وقصيدة كعب بن زهير وغيرها.
وهذه المعارضة تدفع الشاعر إلى انتهاج نفس البناء والسير على نفس الإيقاع والروي
والقافية واستخدام نفس الألفاظ والأغراض الشعرية. ومن ثم، فالقصيدة النبوية تتكون
على مستوى البناء من المقدمة الغزلية ووصف المطية ومدح الرسول (صلى الله عليه
وسلم) والتصلية والدعاء والاستغفار والتوبة. وهذا ما أفقد المديح النبوي الوحدة
الموضوعية والعضوية على الرغم من وجود الاتساق اللغوي على مستوى السطح الظاهري
والانسجام على مستوى العمق الدلالي. وفيما يخص الإيقاع الخارجي، تعتمد قصائد المديح النبوي على البحور الطويلة الجادة التي تتناسب مع الأغراض الجليلة الهامة كالمديح النبوي والتصوف الروحاني والتشيع
لآل البيت، لذلك يستعمل شعراء المديح النبوي البحر الطويل والبحر البسيط والبحر
الكامل والبحر الوافر والبحر الخفيف. وبعد البحر البسيط من أهم البحور المفضلة لدى
شعراء المديح النبوي ولدى شعراء المعارضة. ومن المعلوم أن البردة التي نظمها
الشاعر البوصيري كانت على البحر البسيط، لذلك أصبحت هذه القصيدة نموذجا يقتدى به
في الشعر العربي الحديث من قبل شعراء المديح النبوي موضوعا وإيقاعا وصياغة.
ومن أهم القوافي التي استعملت كثيرا في الشعر النبوي الميم والسين واللام والتاء والهمزة والجيم. وهي قوافي صالحة وطيعة لرصد التجربة الشعرية المولدية أو النبوية
أو الصوفية الروحانية ماعدا قافية الجيم التي تثير جرسا خشنا ونشازا شاعريا. وعلى مستوى الإيقاع الداخلي، فشاعر المديح النبوي يستعمل بكثرة ظاهرة التصريع والتوازي الصوتي والتكرار الإيقاعي والجمع بين الأصوات المهموسة والأصوات المجهورة. وينسجم
هذا الإيقاع الشعري بكامله مع الجو الموسيقي والنفسي والدلالي للقصائد المدحية. وتمنح اللغة الشعرية ألفاظها المعجمية في قصيدة المديح النبوي من حقل الدين وحقل الذات وحقل العاطفة وحقل الطبيعة وحقل المكان وحقل التصوف. كما يمتاز المعجم
الشعري بالجزالة وفخامة الكلمات وقوة السبك ورصانة الصياغة وهيمنة المعجم التراثي
وغلبة الألفاظ الغريبة غير المألوفة. لذلك يغلب الجانب التراثي والبيان السلفي على
هذا الشعر الديني كتابة وتعبيرا وصياغة. ويستخدم هذا الشاعر المادح لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجمل الفعلية الدالة على التوتر والحركية والجمل الاسمية الدالة على الإثبات والتأكيد، ونجد كذلك
المزاوجة بين الأساليب الخبرية والإنشائية قصد خلق الوظيفة الشعرية بمكوناتها
الإيحائية والمجازية. وغالبا ما يستوجب مكون السيرة وسرد المعجزات الأسلوب الخبري،
بينما يفترض تدخل الذات وإظهار المشاعر والانطباعات الانتقال من أسلوب إنشائي إلى
آخر حسب السياقات المقصدية والوظيفية.
ويشغل شعر المديح النبوي الصور الشعرية الحسية القائمة على المشابهة من خلال استخدام التشبيه والاستعارة، والاستعانة بالصورة المجاورة عبر المزج بين المجاز المرسل
والكناية الإحالية في التصوير والبيان. ويمكن أن تتخذ الصور البلاغية ذات النطاق
الحسي طابعا رمزيا خاصة في المقاطع الصوفية العرفانية. ويتراوح البديع في المديح النبوي بين العفوية المطبوعة والتصنع الزخرفي في القصائد المدحية البديعية
التي نظمت في العصور المتأخرة كما عند ابن جابر الأندلسي في ميميته البديعية.

خاتمــــة:
ويتضح لنا - مما سبق ذكره - أن شعر المديح النبوي شعر صادق بعيد عن التزلف والتكسب،يجمع بين الدلالة الحرفية الحسية والدلالة الصوفية الروحانية. كما يندرج هذا الشعر
ضمن الرؤية الدينية الإسلامية، ويمتح لغته وبيانه وإيقاعه وصوره وأساليبه من
التراث الشعري القديم. مما أسقط هذا الشعر في كثير من الأحيان في التكرار
والابتذال والاجترار بسبب المعارضة والتأثر بالشعر القديم صياغة ودلالة ومقصدية. وعلى الرغم من ذلك، فقد استطاع بعض الشعراء أن يتفوقوا في شعر المديح النبوي كمحمودسامي البارودي وأحمد شوقي و الشاعر المغربي إسماعيل زويريق في مجموعته الشعرية
الطويلة المتسلسلة" على النهج…". وعليه، فالمديح النبوي شعر ديني يركز على سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وفضائله النيرة، وقد رافق هذا الشعر مولده وهجرته ودعوته، كما واكب فتوحاته وحب آل البيت
فانصهر في شعر التصوف ليصبح فنا مستقلا مع البوصيري وابن دقيق العيد. وفي العصر
الحديث، ارتبط هذا الشعر بالمناسبات الدينية وعيد المولد النبوي، وفي نفس الوقت
خضع لمنطق المعارضة المباشرة وغير المباشرة.

====================================


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

Mohammed Al-Ameri


هذا البحث يعود الى شقيقي الاكبر وقد نقلته لكم للفائدة


الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م