منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - ذكرى /ثمن الشرف
الموضوع: ذكرى /ثمن الشرف
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية souad.1.2
souad.1.2
:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 24 - 2 - 2008
السكن: حيث الأمان
المشاركات: 236
معدل تقييم المستوى: 221
souad.1.2 على طريق الإبداع
souad.1.2 غير متواجد حالياً
نشاط [ souad.1.2 ]
قوة السمعة:221
قديم 10-01-2009, 14:34 المشاركة 1   
افتراضي ذكرى /ثمن الشرف

ذكرى.

كان ذلك مما اعتادت أن تفعله كل صباح ، ترفع كفها المقوس و تردد شفتاها ألفاظا منحصرة في دائرة الفم ، أغلبها لا تعي حتى مغزاها لكن ضرورة العيش و قساوة القمة الطرية كانتا ترغمانها على التظاهر واصطناع البؤس.حكايتها ليست غريبة في ذاكرتنا بقدر ماهي غريبة في واقعنا,حكاية امرأة رفضت المغريات,رفضت المال وارتضت لنفسها حياة بئيسة تلتحف الشوارع و تتوسد الأرصفة ,قانعة بشرذمة الجرذان عائلة و فتاة خبز حاف قوتا.

كانت
راضية ساخطة ,قانعة طامعة ,متشائمة متفائلة, إذا صادف و طالعت وجهها قرأت سطور حكايتها المبهمة ورأيت ظلال أسرارها بين السطور و حقيقة أحزانها بين الظلال ,وإذا ما حاولت فهم الحكاية لا تجد أن هناك حكاية إنما مجد لحكاية لم تكتب بعد و لم ترو قط.
عرفتها عن بعد امرأة ساكنة واجمة لا تحركها عواطف ولا تنال من تعاليم سحنتها أحزان,تطلب فتاة خبزو قطرة ماء تروي ظمأ سنين و حرقة شهور,تطل على حينا بنفس الهندام و نفس الهيأة الرثة كل يوم ، لم يتجرأ أحد من أبناء الحي أو صبيانها اللهو أو العبث بشعرها المنكوش، لأن أغلب محاولاتهم في السابق كانت لا تنال منها شيئا إلا تلك النظرات الثاقبة التي أوقعتهم في شراكها وأوهمتهم أنها ربما كانت خاطفة أطفال تبيعهم أو تصنع ما تصنع بأجسادهم الطرية .
ذات مرة، حاولت إمدادها بكوز ماء علني أعقد صداقة معها ,طبعا لم تكن من الطينة المطلوبة لكني تعطشت لسماع حكايتها و إشباع فضولي وقتها ,,لكني في آخر مرة سألتها :ربما الآن تعتبرينني صديقة؟
نظرت إلي
بعينين جامدتين وأرخت رموشها في إيجاب .جلست قربها , وسألتها ما حكايتك؟
....طال الصمت حتى مللت الانتظار,
وهممت بالمغادرة وكلي عزم على مواصلة المغامرة لكنها أمسكت طرف ثوبي آمرة إياي بالجلوس, ففعلت.
أخرجت
من تحت حزامها الملتف حول بطنها رزمة من الأوراق و الصور وبعثرتها أمامي وأردفت:
- هذه أنا
.
لم أفهم ماذا
تقصد، و أمعنت النظر في ما أمامي....ورقة زواج....صور ألـم بها الضياع وعبثت بها يد الزمان فلم يبق منها إلا على الأطلال....وحولت بصري نحوها.
-أوراق ؟
-أجل حياتي مجرد ذكرى لأوراق
وصمتت.
هاجت
دخيلتي وازداد فضولي.
أردفت
: ذكرى هو اسمي ,أحببت شابا تقدم لوالدي قبل 20 سنة وتزوجنا ، بعدها بشهور تلقيت اتصالا من ضابط الشرطة ينبئني بسجنه ,لم أدر ما الذي حصل لي ولا كيف وصلت مخفر الشرطة ووقتها عرفت أنه هناك بتهمة السرقة وخيانة الأمانة ومن الذي اتهمه؟ زوجة والدي ,صرخت وتوسلت فلم تنفع محاولاتي.
رجعت
خائبة أشكو همي ولوعتي لربي ,فوجدت أمامي نفس الضابط، أمرني بالصعود للسيارة وأوهمني أنه سيفرج عن زوجي(وتضحك…),بسذاجة تبعته وجلست قربه,سرنا في صمت مطبق تتخلله نظرات خبيثة إلي ,وفجأة مد يده ومسح على رقبتي ثم انحدرت ناحية خصري ,انتفضت من مكاني وكتمت صرختي في صدري ودفعته بكل ما أملك ,أوقف السيارة وصفعني صفعة في منتهى الحقد و الكراهية,وقتها منحني ربي قوة وشراسة ,فمزقت بمخالبي اللينة وجهه ,وخرجت في عنف معلنة سخطي واحتقاري لشخصه.
سرت للبيت بخطى
متذبذبة وحيرة تعقد لساني وبت ليلتي على نفس الحال ,كنت أريد صيانة شرفي و الحفاظ عليه ليس لأنه زوجي ,بل لأني أحبه, أتدري ما الذي صنعوا به؟
قتلوه أمامي ولطخوا بدمائه ثوبي ,مزقوا عذريته
بسوط الظلم ,لدغوني بسم القهر و حملوني على نعشي قبله
-أتدري
لم؟ورفعت رأسها للسماء،لأني رفضت بيع العفة, فدفعت الثمن ,ثمن الشرف.
- لكن ما دخل زوجة والدك بالموضوع
,
- لأن القاتل
عشيقها وأرادت التخلص مني ووالدي .





وفي الغد, كتبت بعنوان بارز* ذكرى * في صفحة من جريدتي اعترافا بشخصها ، وتعمدت أن ألقي الصفحة الأولى بين يديها ووليت الخطى ونظري عالق بتقاسيم وجهها أنتظر الرضا أو السخط ,لكنها أهدتني ما هو أروع من مجرد كلمة إنها الدموع .....دموع فرحة ذكرى التي حركتها بعد أن جمدت 20 سنة مضت.









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
لون حياتك ...بألوان التفائل...وبالسعادة ..والفرح ....لتغدو أكثر جمالا.
آخر مواضيعي

0 ....لعبة بين يديك
0 جزيرتي الوحيدة
0 يوميات طفل من الشارع(2)
0 يوميات طفل من الشارع
0 رجل شقي حتى النخاع
0 إحساس صعب
0 إلى أين تريد الوصول ياإنسان؟؟؟؟
0 إلى أين تريد الوصول ياإنسان؟؟؟؟
0 ....بعزة وكرامة.
0 هكذا كنت...


التعديل الأخير تم بواسطة souad.1.2 ; 11-01-2009 الساعة 15:01 سبب آخر: تصحيح