منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - نور الدين شكردة,القلم الذهبي في دفترنا الادبي
عرض مشاركة واحدة

نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 466
افتراضي
قديم 29-01-2009, 10:09 المشاركة 8   

وحتى لا أحيد عن التقليد الجاري به العمل في موضوع الاحتفاء ..وجوابا على سؤال المبدع الفاضل محضار إليكم مختصرا عن سيرتي وبداياتي القصصية...
نشأت في أسرة محافظة يمارس رجالها التجارة وترتاد نساؤها المدارس-أسرة نووية متعددة الأفراد-تحضنها أم رؤوم اجتمعت فيها أعظم خصال الأمومة من عطف ورفق وحرص ورعاية-ككل أمهات الجميع بالطبع-التحق والدي بالرفيق الأعلى وأنا ابن سنة ونصف مما يعني أنني لا أذكر يوما تفوهت فيه بكلمة أبي ..لكن الله حباني بأخ فاضل مكافح رجل ونعم الرجل قام بتولي أمر سفينة الأسرة وقيادة شؤونها نحو بر الفضيلة والأمان والاستقرار ولقد وفقه الله تعالى في ذلك بحكمتة ورويته وبعد نظره ...تشكل العائلة لدي أثمن هدية وكنز نلته في حياتي وأفضل مدرسة تلقنت بداخلها أصول الحياة والمعاملات والعبادات وخبرت وسطها كل أخبارالدنيا والتاريخ والسلف والخلف والحكماء والمجانين...وزادت عائلتي امتدادا بعدما حباني الله مؤخرا-سنتين خلتا-بزوجةحكيمة؟!غيرأن حكمتها هذه تتلاشى أمام كائن خطير اسمه /الحاسوبة/مما يضطرنا أنا والسيدة حاسوبة والانسة وحدة مركزية والفاضلة طابعة للخضوع -جميعا-لافتحاص وتفتيش يومي ومباغثات يومية مفاجئة...كما من الله علي بطفلة دفعتني لفك عقدتي مع المكتب الوطني للكهرباء كونها أنارت غربتي-بين جبال الريف-وآنست والدتي وخففت عنها وعنا ألم فقدان إحدى أعز وأروع وأتقى الأخوات -تغمدها الله بواسع رحمته-غير أن ابنتي دفعتني بالمقابل إلى عقد صفقات مفتوحة مع كل شركات حفاظات العالم ...
كنت -ولا زلت -أصغر إخوتي ولم أضطر يوما لاقتناء كتاب مدرسي أو قصة أو منجد أو كتاب تراجم الشعراء...كنت أستمتع بقراءة مراجع إخوتي والاستماع لاستظهارهم وأشعارهم ودروسهم كما كنت أترقب -وأنا ابن خمس سنوات-دخولهم من الإعداديات والثانويات لالتقاط يومياتهم والتلذذ بأخبار حصصهم ومغامراتهم ...
قرأت كل شيء وأي شيء ...مجلة ماجد..وما أدراك ما ماجد...*مرة ربحت أنا وأخي في إحدى مسابقاتها ثلاثون درهما إماراتيا*لكل واحد منا وفي نفس العدد.. عند الصرف تحولت إلى ستين درهما مغربيا ...أكلنا يومها الحلوى كما لم نأكلها من قبل...وأرجعنا معنا في المساء دراهم معدودة أكلنا بعدد ريالاتها *قتلة* كما لم نأكلها من قبل من الوالدة لتأخرنا ولتبديرنا*لا زلنا نتذكرها أنا وإياه إلى يومنا هذا..قرأت كل أعداد محمد عطية الأبراشي والمكتبة الخضراء والمغامرون الخمس ورجل المستحيل..وملف المستقبل...وكنت مدمنا على قراءة مجلدات روائع الأدب العالمي وطرزان والرجل العنكبوت بألوانها الزاهية وفقاعاتها الآسرة التي تضم كلام الأبطال وحواراتها الصاخبة...وأذكر أن كتاب اللجنة لصنع الله إبراهيم -والذي كان مقررا لإحدى أخواتي في تعليمها الجامعي-قد شكل نقلة نوعية في جهازي المفاهيمي وتفكيري وإدراكي وجعلني أعتقد وأنا ابن السادسة عشرأنه بإمكان أي كان أن يبدع ويكتب...
ولا أنسى أنني نهلت من كل أمهات الكتب ووجدت فيها ضالتي لسنين عدة - إبان فترة تعليمي الثانوي-فقرأت للأئمة الأربع ولابن قيم الجوزية ولابن الجوزي ولعبد القادر الجيلاني وللغزالي ...وهذا بالطبع يأتي كله بعد كتاب الله الذي أحرص-كما كنت وسأظل أحرص-على قراءته يوميا....
أما قراءتي لبعض قصص المغاربة فهي من شجعني وأنا ابن العشرين أن أكتب أولى محاولاتي القصصية..ليس لجمالية تلك القصص ولكن لأنها لم تقنعني ولم تجب عن كل تساؤلاتي وهذا لا يعني أنني قدمت النموذج ..فأين أنا من رواد القصة المغاربة؟
كنت أنتظر من القصة القصيرة ان تروي لي حدثا أو عبرة أو طرفة غير أنني كنت أصطدم بلغة غارقة في التعتيم والترميزوالتورية والإحالة وبنهايات تصيبني بالفقسة والدوار...فكتبت وقتئذ أولى قصصي وعنونتها هكذا* احذروا بليزو*وقد مزقتها بعد ذلك ..وسخن لي راس القيطان في غربتي فكتبت جيلاليات تقدر بالعشرات حتى لا أقول المئات ...
لا أحب الشعر والخواطر ولا أجد فيهما ذاتي ...وحتى عندما أكتبهما فإنني أقصد الانتقاص من بنيتهما ولغتهما..غير أنني أعترف أنه و بعدما تورطت فيهما في *ليلة من سنة-1-2-3-*وبعدما كنت أكتبهما نكاية وانتقاما اكتشفت أنهما أصدق وسيلة للتعبير عن أفكار ورؤى ووضعيات لا يمكن البتة التعبير عنها بجنس القصة القصيرة...وخصوصا خصوصا الزجل والذي بدأت مؤخرا في قرضه .....


التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين شكردة ; 30-01-2009 الساعة 10:23