وبقيت وحدي تحت اللحاف .. عاصفة قوية كادت تنـزع عني ما تبقى من جلد و صبر .. رنات الرياح توقر سمعي .. عيناي تنظران إلى الأفق حيث تبدو هامة السماء قد انطبقت بالأرض..كل أوراقي تبعثرت.. حاولت لملمتها ، لكن الماضي البعيد أيقظ ثورتي العارمة ..
فتاة في عز أيام عمرها رمى بها القدر بين أنياب الزمن.. كلها نشاط و حيوية .. في فكرها ، حركاتها ، حديثها .. رزينة لا تنبس بكلمة .. تدخلاتها غالبا ما تكون صائبة ..في لحظة ..بل في ثانية تغير كل شيء .. سعادة ينبض لها القلب وتعاسة يرتعش لها الفؤاد.. فرحة ونشوة يليها حزن الحقيقة .. نوم تتوسطه أحلام كابوسية .. كان ظِلَّها الذي لا يفارقها في حركاتها و سكناتها ..في ذهابها و إيابها .. لكنها كانت ترغب في لسعات شمس علها تدفئ حياتها .. فالظل أذبل بدنها وامتص عافيتها .؟؟
جهلُها بقساوة الحياة جعلها ترتمي بكل عفوية في أحضانها، لكنها آلمتها رغم أنها قاسمتها كل لحظات عمرها الجميلة .. رمتها بسهامها لتقتل فيها ذرة الخير الكامنة بداخلها.. جردتها من مشاعرها و رمت بها في درب الانهزام ..
انتظرت القطار طويلا .. سنوات .. شهورا ..دقائق .. ثوان ..وسنوات العمر تتكسر متساقطة كأوراق الخريف اليابسة ..تأخر كثيرا و هي ما تزال تنتظره .. وفاءً لهذه الوسيلة التي تعودتْ عليها .. علمها أن لا وفاءَ في زمن الغدر الا وفاء الكلاب!! انتظارٌ انتشل منها كلَّ شيء جميل .. و الغريب أنها مازالت تنتظر دون أمل...لا تنتظر القطار !! تنتظردون أمل... و بأمل كبير.. بأحلام وردية .. بذكريات لا تبلى ..
طيف المغرب
05/02/2009