منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - بنك معلومات مادة الفلسفة. (لكل الطلاب، المرجو الدخول)
عرض مشاركة واحدة

ayoub mh
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية ayoub mh

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: Béni Méllal
المشاركات: 57

ayoub mh غير متواجد حالياً

نشاط [ ayoub mh ]
معدل تقييم المستوى: 197
هام رونيه ديكارت
قديم 08-03-2009, 13:56 المشاركة 53   

رونيه ديكارت
ولد ديكارت (RenéDescartes) سنة 1596 في بلدة "لاهى" من بلدان مقاطعة "الثورين" قرب نهر "الكروز" بفرنسا. وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار الأشراف الفرنسيين، كان أبوه مستشارا ببرلمان "بريتاني"، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرا.
تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة "لافليش" إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، تعلم فيها العلوم والفلسفة، وقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة، والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقيا.
قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر جندي في أوروبا موريس دوناسو وكان قد سبق ديكارت إلى البلاد الهولندية كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله أن يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي العظيم الذي حقق الكثير من الانتصارات. توجه ديكارت بعد ذلك إلى "بريدا" في هولندا فلقي هناك طبيبا مثقفا ذا علم واسع بالرياضة والطبيعة اسمه اسحق بيكمان فصادقه.
وفي ليلة 10 نوفمبر سنة 1619 تم الاكتشاف الديكارتي العظيم والذي يذهب الفيلسوف فيه إلى أن مجموع العلوم واحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.
غادر ديكارت بلدة نويبرج على نهر الدانوب حيث تم هذا الاكتشاف وقضى السنوات التسع التالية متنقلا في البلاد، متفرجا على مسرح الدنيا. وفي سنة 1628/ 1629 كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقيا موضوعها "وجود الله ووجود الروح" والقصد منها أن تبسط شيئا من قواعد الطبيعيات الديكارتية. وهذا يدلنا على أن ديكارت كان يشتغل منذ سنة 1629 بتحرير كتاب "التأملات الفلسفية" الذي لم يظهر إلا في عام 1641. نشر في عام 1637 ثلاث رسائل هي "البصريات" "والآثار العلوية" و"الهندسة" وصدرها جميعها بمقدمة هي "المقال في المنهج"، حاول أن يبين فيه انه استعمل منهجا آخر غير المنهج الشائع وان هذا المنهج ليس أسوأها ولا أقبحها. ونشر ديكارت في سنة 1641 كتاب "تأملات في الفلسفة الأولى" باللغة اللاتينية وفيه يبرهن على وجود الله وخلود الروح. ولقد كانت آخر مؤلفات الفيلسوف "رسالة في أهواء النفس" نشرت عام 1649.
سافر إلى السويد بدعوة من الملكة كرستين ليلقنها بنفسه فلسفته ولم يكن الجو هناك يلائم صحته. وكانت الملكة هناك قد حددت الساعة الخامسة صباحا وقتا للتحدث معه في الفلسفة وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدا على الفيلسوف، فأصيب بالتهاب رئوي وتوفي صباح 11 شباط ن عام 1650.
فيلسوف و عالم و رياضي فرنسي أحد مؤسّسي العقلانيّة المعاصرة. ولد في لاهاي من أب مستشار في برلمان ران
Rennes.. زاول تعلّمه بمعهد لافلاش لليسوعيّين حيث درس الرّياضيّات و الفلسفة و القانون. ثمّ بعد ذلك و منذ سنة 1625 قام بجولة في مختلف أنحاء أوروبا قادته من إيطاليا إلى ألمانيا ثمّ إلى هولندا حيث استقر و أصدر فيها أغلب أعماله.
وحدة المعرفة:أكّد ديكارت و ذلك منذ مؤلّفه الأوّل المتمثّل في " قواعد لقيادة الفكر " ( 1628 ) وحدة المعرفة المتأسسة على وحدة الفكر الإنساني. فكلّ العلوم هي تابعة لعلم أوّل هو الرّياضيّات الشّاملة
Mathésisuniversalis و هو العلم الكوني بالنّظام و بالقياس. و تعكس التّسمية الأولى لكتاب " مقالة في الطّريقة " أهمّية مسلّمة وحدة المعرفة هذه في الفلسفة الديكارتيّة. فالعنوان الأصلي للكتاب هو: " مشروع علم شامل قادر على السّموّ بطبيعتنا إلى أعلى درجات الكمال ". كتاب " مبادئ الفلسفة " يشدّد هو أيضا، من جهته، على هذا التّرابط و التّماسك الوثيق بين مختلف فروع المعرفة الفلسفيّة التّي تمثّل حينئذ شجرة " جذورها الميتافيزيقا، جذعها الفيزياء و فروعها هي بقيّة العلوم الأخرى التّي يمكن إرجاعها إلى ثلاث أساسيّة و هي الطّب و الميكانيكا و الأخلاق."
المنهج: يعتبر ديكارت أنّ اكتشاف الحقيقة في العلوم مشروط بالتّقيّد ب" قواعد صارمة ". و تكمن جدّة ديكارت في هذه القواعد ذاتها التّي بها يقطع مع الإرث الفلسفي الأرسطي الذّي يعتبر أنّ الأدوات المنطقيّة و أهمّها القياس هي التّي تسمح ببناء المعرفة. غير أنّ ديكارت نقد هذا التّوجّه و نعت القياس الأرسطي بالعقم إذا ما اتّخذ سبيلا إلى المعرفة.
إنّ أساس المنهج الدّيكارتي يتمثّل في التّخلّص من كلّ المعارف الظّرفيّة التّي لم تصدر عن الذّات، و الالتزام بقاعدة أساسيّة هي قاعدة " البداهة " ( " عزمت على أن لا أقبل أيّ شيء على أنّه يقيني جدّ اليقين، إلاّ إذا تعرّفت قبلا بشكل بديهي على أنّه كذلك " ). و هذا ما يلزم المسيرة العلميّة عند ديكارت بتتبّع تمشّ يبدأ من أكثر المفاهيم بساطة، لأنّها بحكم بساطتها الأكثر بداهة ( " أي وضوحا و تميّزا " ) إلى أن تصل، عبر الاستدلال، إلى أكثر الأشياء تعقيدا و تركيبا.
واضح، هنا، أنّ ديكارت يستعير هذه الطّريقة من علم الرّياضيّات و بالتّحديد من الهندسة التّي تقدّم على نحو ما، نموذجا منهجيّا على بقيّة المعارف أن تتقيّد به إذا ما أرادت الوصول إلى حقيقة تضاهي في يقينها و صرامتها الحقيقة الرّياضيّة.
الميتافيزيقا: على الميتافيزيقا، في حدّ ذاتها، أن تلتزم بقواعد المنهج التّي وقع تحديدها سالفا. ففي مؤلّفات " مقالة في الطّريقة " و " التّأمّلات الميتافيزيقيّة " استنجد ديكارت بحجج الرّيبيين حتّى يلقي جانبا كلّ المعارف التّي لم تثبت أمام فعل الشكّ. لكن ما يميّز ديكارت عن الرّيبيّين هو أنّه قام بتجاوز شكّهم بفضل الكشف عن حقيقة أوّليّة و يقينيّة و هي حقيقة الكوجيتو " أنا أفكّر إذن أنا موجود " التّي تحوّلت إلى دعامة أولى و متينة للمعرفة. و هذا ما مكّن ديكارت من إثبات أنّ الفكر أو الشّيء المفكّر
Res cogitans بما هو " جوهر كلّ ماهيّته أو طبيعته قائمة على الفكر وحده "، مستقلّ و متميّز بشكل كلّي عن الجسد الذّي يرتبط به. و بالاستناد إلى هذه الحقيقة تمكّن الفيلسوف من استرجاع بقيّة الحقائق التّي شكّ فيها قبلا، فأثبت وجود اللّه و وجود الأشياء المادّية ( العالم ).
أمّا فيما يتعلّق بالحقائق العقليّة و الرّياضيّة فقد اعتبر ديكارت أنّها رغم خلودها و أبديّتها فهي نتيجة خلق إلهي. كلّ حقيقة هي إذن رهينة الإرادة الربّانيّة و ليس العكس. إنّ الحقيقة هنا هي وضع و إنشاء إلهي اعتباطي. فاللّه، بما هو قدرة غير مفهومة، هو الذّي أراد أن يكون حاصل اثنين مع أثنين أربعة و أن يستحيل الإقرار بالنّقيضين في نفس الوقت، و لئن كان بإمكانه أن يريد العكس.
و هذا ما يجرّ إلى اعتبار الحقيقة من وجهة نظر ديكارتيّة تعبّر عن قيمة إنسانيّة تؤسّسها الإرادة. فالحقيقة إستتباع للإرادة. و سنجد في فلسفة نيتشه، التّي تقرّ بأنّ الحقيقة هي تعبير عن إرادة القوّة، تتويج لهذا المسار الذّي حدّد معالمه الأولى ديكارت
.