[ابن خلدون]

وجهة نظر: تساؤلات حول التعيينات الجديدة بوزارة التربية الوطنية

عرفت وزارة التربية الوطنية خلال الأسبوع الأخير تعيينات مهمة شملت المديريات المركزية وبعض الأكاديميات، وإذا كان الجميع يتفق على ضرورة ضخ دم جديد لتعويض الأطر"المهترئة"، فإن المثير في الموضوع هو مصدر هذه الدماء الجديدة. حيث أن كل الأطر التي عينت أخيرا استقدمت من وزارات أخرى وفي مقدمتها وزارة المالية، وتتخوف أوساط التربية والتكوين من انتكاسة قد تشهدها الوزارة بسب وافدين عليها لا يعرفون أدنى شيء عن المنظومة التربوية التي تتميز بخصوصيات عن باقي القطاعات. بالمقابل يعتبر البعض الآخر أن هذه الخطوة طعنة من الخلف، كيف يقضي أطر الوزارة فترة طويلة من العمل والجهد سيما الفترة الأخيرة التي تطلبت جهدا ماراطونيا لإعداد البرنامج الاستعجالي ثم يأتي وافدون لتقلد المناصب، ثم ما موقع بعض الأطر التي تم إغراؤها ببعض المناصب الفارغة من قبيل مدير مساعد، سيما في مديرية الشؤون الإدارية والعامة؟.... إنه مع التسليم بأن الأمر طبيعي، وأن أطر الوزارة الحاليين، والمديرين بالتحديد لم يعطوا ما كان منتظرا منهم، ألم يكن حريا بالوزارة أن تعلن عن الترشيح لهذه المناصب لفسح المجال أما م الجميع والمنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص، ألا يشكل هذا السلوك إجحافا كبيرا في حق أطر أفنت زهرة شبابها في خدمة هذه الوزارة، وهل الأطر التي تم تعيينها أكثر تجربة وتكوينا ورغبة في العمل؟. ثم نتساءل أيضا هل كان من المعقول أن يتم تعيين أطر في مديريات في الوقت الذي نتحدث فيه عن قرب وضع نظام هيكلي جديد للوزارة، أم أنها ضربة استباقية، القصد منها احتلال المواقع المهمة داخل إدارة الوزارة. كما يتساءل آخرون، هل تخلت كاتبة الدولة عن بعض الأطر التي سبق أن استقدمتها ولكن في تلك المرة من داخل الوزارة، هل تهميشها عائد إلى كونها وصلت مرحلة "الاندثار" بلغة الاقتصاد، حيث أن تلك الأطر قادمة من عالم مادة الاقتصاد؟؟؟ هل الذين سمحوا بخروج أجود أطر الوزارة في إطار المغادرة الطوعية، حتى أصبحت هذه الوزارة شبه فارغة يملكون ذرة من الغيرة على القطاع و يفقهون شيئا في منظومة التعليم؟ أمام هذا الواقع هل ستقبل أطر الوزارة بالواقع. ثم هل للنقابات النشيطة في حقل التعليم رأي في الموضوع؟، وهل المجلس الأعلى للتعليم رغم دوره الاستشاري والذي يسعى إلى تطوير المنظومة التربية هل هو معني من قريب أو من بعيد بما يحدث داخل هذه الوزارة؟؟؟ أم أنه منهمك في الاستطلاعات والتقارير....
12/5/2009