[samirchah]

تحية للرفاق على طرح الموضوع، و هنا سأحاول أن أدلي بدلوي بهذا الصدد من خلال تتبعي للمشهد السياسي عموما و المشهد النقابي خاصة كممارس و كدارس، أود الإشارة إلى أن جدلية النقابي و السياسي في المغرب تستعصي التحليل نظرا لخلط جل الممارسين بين النقابي و السياسي، و هنا لا أريد جعل تمايز قطيعي بقدر ما أشير إلى ضرورة التمييز في الوظائف و الوسائل في إطار التكامل المنطقي و الحتمي بين المجالين النقابي و السياسي دون توظيف طرف للطرف الآخر، إلا أن هذا لا ينفي بروز نوع من الاقتناع بضرورة الاستقلالية النقابية و التخلص من الوصاية الحزبية لكن ذلك يمشي ببطء نوعا ما خصوصا بالنسبة للمركزيات، و في محاولة للتعاطي مع إشكالية ما مدى صدق خطاب الاستقلالية النقابية لابد من الاستشهاد بالوقائع، و تفاديا لكل صدام فكري سأطرح هنا التجربة الكونفدرالية و بالضبط النقابة الوطنية للتعليم، وبرصد التغيرات الظارئة على مسار هذه النقابة سنجدها هيمنت ما قبل حكومة التناوب بفريق واحد و حاليا بفريقين (كدش-فدش) لكن المحير كما أشار المتدخل السابق - السيد اشباني- هو كيف حافظت الكدش على المقدمة رغم التفتيت المخطط له و الداخلي (تداخل الأسباب الداتية و الموضوعية)؟ هنا أقول أن السر في التوازن الداخلي الذي تعرفه النقابة إذ لا يهيمن أي تيار على مستوى القواعد أو الوطني، فكل مكون من المكونات الكونفدرالية له مكانته و قوته، و هو ما تفتقد إليه بعض المركزيات مما يجعل النقابة إما موجه للحزب (و هذا نادر) أو موجهة من طرف الحزب و هذا هو الطاغي في التجربة المغربية.
على سبيل الختم أطرح تساؤل منطقى من وجهة نظري، ألم يحن الوقت للتفكير في تشكيل أقطاب نقابية؟ و هنا تصوروا معي لو أننا كنا بصدد تكتلات نقابية تجد نفسها إما في الصف اليساري أو اللبرالي / اليميني، دون الحديث عن التي لم تجد بعد لها مقاربتها الخاصة، حتما سنكون أمام اكتساح للطرف المتواجد في المعارضة و هو ما سينعكس إيجابا على مسار الحركة العمالية من جهة و المسار الديمقراطي عامة. و لكم الرأي.
بصدد هذه النقطة الأخيرة أدعو كافة المناضلين إلى الدفع في اتجاه تأسيس تحالف عمالي يجمع الإطارات النقابية التي تنهل من نفس المنطلقات، خصوصا تلك التي ترفع نفس الشعارات من قبيل: الديمقراطية-التقدمية-الجماهيرية-الوحدوية-الاستقلالية.