[amine al oumma]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على من اتبع الهدى، وسلم قلبه من النفاق ، ولسانه من الكذب، وعينه من الخيانة. السلام على من نور الله قلبه وعقله بنور التقى، السلام عليكم ورحمة الله جميعا.
قال أحد علماء الاجتماع المغاربة متحدثا عن وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، ووصفها ب(les nouvelles technologies non adaptées à la societé). وبالفعل نجدها اقتحمت المجتمع المغربي بشكل قوي وعنيف، حتى أصبحنا أمام إغراق تكنولوجي من نوع آخر ، فقد المجتمع معه بعض حيويته ومعياريته،اليوم أصبح الكل مثلا يمتلك هاتفا نقالا أو هواتف نقالة، ففي البيت الواحد قد يصل المتوفرين على هذا الساحر العجيب (4) هواتف، لكل عالمه الخاص، والفلك الذي يسبح فيه لوحده، دون أن يحسن في كثير من الأحيان استعماله واستثماره فيما صنعت له هذه الأدوات، نجده في الأقسام والإدارات والمساجد... إنه فطر غابوي ينتشر بكثرة ، وللأسف أصبحت هذه الأدوات اليوم مصدرا للخطر والفزع، إن على المستوى الاجتماعي أو الصحي كذلك.
الحواسيب ، هي الأخرى دخلت كل بيت وتسلطت على الأسر، ولكن هل تستغل فيما ينفع؟؟؟ حسب أحد المهتمين قال بأن الحواسيب المنزلية لا تستغل ( الونداوز) بكل إمكانياته إلا بنسبة قليلة، الغالب يستعمل الحاسوب إلا في الأعمال المكتبية أو ترى الشباب يستعمله في أعمال الموسيقى والصور ... أمور بسيطة وسهلة... والغريب ، الغريب، أن ترى حاسوبا في بيت بمواصفات عالية ولكن لقراءة أقراص الموسيقى الهابطة ومشاهدة الأفلام....إلغ.
النت وسيلة مهمة في العصر الحالي، وكلما قصدت مقاهي النت، إلا وأثارك عدد الشباب والشابات وهم في تواصل ودردشة ليس من ورائها طائلة إلا المعصية والخطايا، في حين النت بحر من العلوم، يقول ( المهدي المنجرة) أن كل يوم يشهد إصدار حوالي 240 ألف مقالة علمية، أين نحن من ذلك؟؟؟ إلا ما رحم ربك.
الخلاصة، أن الوسائل الحديثة نعمة تحمل في طياتها نقمة، فمن كان على استعداد ووعي بأهميتها جعلها مطية للانتفاع والإفادة، ومن فرغ جوفه من اللب الحقيقي كانت مصدرا للقتل الأخلاقي والإصابة المرضية، وهنا وجب التحسيس بأهميتها وخطورتها في نفس الوقت، وهذا قد يجعل من الاستهلاكية السلبية في تراجع.
السؤال: ما هي الطرق التي يجب اتباعها لإدماج التقنيات الحديثة في حياة المجتمع بشكل إيجابي بذل ما هو حاصل اليوم؟؟؟؟؟