[ابو ندى]

الرواية الكاملة لسقوط طالب جامعي جثة هامدة داخل المدرج بكلية الحسن الأول بسطات


سطات/ محمد منفلوطي

من هنا بدأت حكايته…إنه أستاد للتعليم الابتدائي وطالب جامعي بالسداسي الخامس قانون فرنسي بكلية الحقوق بجامعة الحسن الاول بسطات…اسمه الحقيقي طارق الكبوري 34 سنة يتيم الأم والأب، متزوج وأب لطفل لم يتجاوز سن السابعة من عمره، ولآخر لازال في أحشاء أمه في شهرها السابع، ينحدر طارق من مدينة الكارة إقليم برشيد، التحق بسلك التعليم الابتدائي، وتعين كأستاد لتدريس اللغة الفرنسية بمجموعة مدارس الكوشة التابعة لجماعة بني يكرين نيابة إقليم سطات، هناك نسج علاقة حب وإخاء مع باقي زملائه في العمل، قرر متابعة دراسته الجامعية رغبة منه في تحسين ظروفه الاجتماعية والمعرفية، حيث كان يزاوج بين عمله داخل الفصل الدراسي بمؤسسته التعليمية، وبين دراسته الجامعية، هدفه الوحيد هو الحصول على شهادة الماستر…هناك بين أصدقائه الطلبة وبشهادة أستاده الجامعي، كان طارق طالبا جامعيا بامتياز، في قمة الأدب والإحترام والاجتهاد، وفي خضم الجو الدراسي الجامعي، قرر دات يوم صحبة أصدقائه وتحت إشراف أستاده الدكتور محمد جمال معتوق، تنظيم يوم دراسي حول ظاهرة الرشوة بالمغرب، فاتفق الجميع على أن يكون موعد اللقاء التواصلي هو يوم الجمعة 09/12/2011، انطلقت فعالياته على الساعة العاشرة صباحا تحت شعار(جميعا ضد الرشوة)، بمشاركة أساتدة و طلبة السداسي الخامس شعبة القانون باللغة الفرنسية بكلية الحقوق و العلوم الاقتصادية مسلك القانون الخاص بجامعة الحسن الأول بسطات، و بحضور رئيس جامعة الحسن الأول وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وبعض رؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني وطلبة الكلية، هدا اللقاء الدي يندرج في إطار تسليط الضوء على الرشوة بإعتبارها ظاهرة خطيرة لها تأثيرها المباشر على تقدم المغرب ونمائه حسب منظميه،…كان طارق آنداك ضمن أفراد اللجنة اللتنظيمية المشرفة على السير العادي لهدا اللقاء، حيث اتخد بالقرب من مدخل المدرج مكانا له، ظل يراقب مجريات الأحداث عن كثب، يستقبل المدعوين وينظمهم داخل المدرج، متمنيا النجاح لهدا اللقاء التواصلي حتى يوصل الرسالة المتوخاة منه، ألا وهي محاربة الرشوة بجميع المؤسسات والإدارات العمومية….وفي خضم دلك، وحوالي الساعة الحادية عشرا صباحا، جاءت اللحظة الحاسمة واليوم الموعود، حين سقط طارق أرضا مغشيا عليه…قفزتُ من أعلى الكرسي المخصص لي وأنا أتابع موضوع اللقاء، حيث حملناه رفقة مجموعة من الطلبة خارجا، وهناك حاولنا إسعافه عن طريق الرش بالماء والتهوية، ضنا منا أن الأمر يتعلق بمضاعفات أحدثها الضغط الدموي، لم نكن حينها بعلم بأن طارق يودعنا بنظراته المتثاقلة، وبشخيره الدي ملأ الدنيا، هناك وأمام هول الفاجعة، ربطتُ الإتصال وبشكل فوري بسيارة الاسعاف التي انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان، حُمل طارق وأُدخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، وحالته تدعو إلى القلق، قُدمت له هناك جميع الاسعافات الضرورية لإنقاد حياته….لكن طارق لبى نداء ربه وفارق الحياة، إثر أزمة قلبية لازمته طيلة حياته، حسب ما أكده الطاقم الطبي بقسم المستعجلات…وفور ورود نبإ الوفاة، انتقلت حشود المواطنين من أساتدة جامعيين وطلبة، وزملاء العمل الضحية إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المدكور، حيث ساد نوع من الحزن والأسى جميع أرجائه، أحيل عى إثرها طارق إلى مستودع الأموات، ليوارى الثرى بعد صلاة العصر لليوم داته، لتطوى بدلك صفحة شاب طموح، الكل يشهد له بحسن أخلاقه وشهامته، وإيمانه بالقدر، حيث كان نمودجا للشباب المؤمنين بالله….مداوما على صلاته وصائما للنوافل قبل الفرائض…إنها كلمة حق أنا قائلها، إنه شاب في منتهى الأخلاق والأدب، رحم الله طارق…وأسكنه فسيح جنانه…وإنا لله وإنا إليه راجعون.