منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - مـعـلـم في الأرياف: مـدرسو القـرى..."أبطال بـلا مجـد" .
عرض مشاركة واحدة

التربوية
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2008
المشاركات: 10,765
معدل تقييم المستوى: 1293
التربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداع
التربوية غير متواجد حالياً
نشاط [ التربوية ]
قوة السمعة:1293
قديم 30-09-2012, 07:48 المشاركة 1   
افتراضي مـعـلـم في الأرياف: مـدرسو القـرى..."أبطال بـلا مجـد" .

مـعـلـم في الأرياف: مـدرسو القـرى..."أبطال بـلا مجـد"
الصباح التربوي

زاوية يكتبها الزملاء الصحافيون والمراسلون بالتناوب ترصد واقع التدريس بالعالم القروي من خلال شهادات حية لمدرسين ومدرسات ينحتون الصخر لإنجاح هذا الشيء الذي اسمه "مدرسة النجاح"..فتحية لهم ولهن.
إنها حرب أخرى. خلفت معطوبين ومعتوهين ومشردين وقتلى. حرب التعليم في بوادي ومداشر وأرياف المغرب. معلمة عضتها الكلاب، في الحوز، حتى ماتت.
معلمون جاعوا في بولمان وطاطا. وآخرون استجدوا قطع خبز من تلاميذهم.كانوا "أبطالا بلا مجد"، وهم يتوجسون من الأفاعي والثعابين، ويخافون من زحف الليل واللصوص.
رماهم مجهولون بالحجارة. قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى المدارس.
عانوا قسوة البرد وسواد الليل وعواء الذئاب. ناموا على طاولات الدرس.
كانت المدن بعيدة عنهم. كانوا يعدون الأيام في معسكرات العبث والجنون والغبار والقسوة.
كانوا يحملون مصابيح في ليل البطش و"التقليد" و"الشيوخ" و"الفقهاء" والدرك.
كانوا يعلمون الأبجدية في العراء، نكاية بجبروت الطبيعة وسلطة "الأولياء" واليباب. كانوا يعلمون صغار المغرب الآخر، المشي في الطريق الطويل إلى النور.
كانوا يقرؤون معهم قصائد المطر والوطن، ويعلمونهم كتابة الحرف والعدد وتربية الأمل النادر. للبلاد سنوات رصاصها، ولمعلمي الجبل سنوات حزنهم، وذاكرة ليست للنسيان. لهم الجوع والخوف من "النائب" والمدير و"الرباط".
لهم الخوف من البطالة والضياع و"كل ما من شأنه".
لهم الغبار ووأد الأحلام وانتظار آخر الشهر لعتق الروح. لهم فراق الأحبة والمسافات الطويلة والعزلة والحنين إلى خبز الأم وضحكات الخلان.
رمتهم دولة الخوف إلى بلدات النسيان.لهم "نعال من ريح" وعقود من الإبعاد.
كانوا بأوراقهم وأقلامهم وصبرهم يزرعون ما لا يرى.
كانوا يقرؤون نبوءات الغيم ويعلمون سر الحروف. كانت الكلاب تطاردهم والعقارب تلسعهم وكائنات مجهرية تمص دمهم وتنخر العظام . امتطوا سيارات مجنونة وركبوا على دواب عرجاء ليصلوا إلى الأعالي. هناك كانوا منفيين في صحراء الجنون ورصاص الأيام، ينتظرون الآتي المخيف ورسائل من المدن العامرة قبل ظهور "المحمول".
إنها حرب وحكايات. "تَمَارة" كما قال معلم كريم في فاس. إنها جغرافية شاسعة أكلت أبناءها. إنها "السوسيولوجيا" بالفعل كما قال معلم آخر في الجبل.
إنها ثمن معرفة أريد لها الشقاء. خمسون عاما وهم يشعلون الشموع. كتبوا على الهامش أسماءهم وصاحبوا الأعشاب والقبرات. وتركوا وصايا للصعود و"أخذ الكتاب بقوة" والإيمان ببلاغة الشجر ونداء الأفق البعيد.
لهم الحكايات الموشومة على البلاد والأجساد. هم المغمورون بالجحود. هم أصدقاء الصباحات البيضاء والحليب. هم شرفاء البلاد. هم المعلمون في الأقاصي والتاريخ الفقير.

محمد مفيد









آخر مواضيعي

0 ورشة التقاسم و التعميق و التصويب في مجال tice
0 مقاربة النوع بمنظومة التربية والتكوين الدورة الخامسة لمسابقة الفن والآداب في خدمة المساواة
0 مشروع دعم تكوين المكونين في اللغة الفرنسية
0 المراسلة رقم 006-15 الصادرة بتاريخ 26 يناير 2015 بشأن تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية و الإنقاذ
0 'الدروس الخصوصية' تسقط 18 أستاذا في نيابتي سطات وسلا
0 المراسلة رقم 225-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن تنظيم المسابقة الوطنية الخامسة لفن الخطابة
0 المراسلة رقم 227-14 الصادرة بتاريخ 11 دجنبر 2014 بشأن الاحتفال بأسبوع الساحل
0 المراسلة رقم 226-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن الثقافة المقاولاتية
0 هذه خطة بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم في أفق 2030
0 غاز البوتان يتسبب في مقتل معلمة شابة باقليم شفشاون