منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - رسالة إلى الملك محمد السادس: لا إصلاح للتعليم دون إصلاح للقائمين عليه.
عرض مشاركة واحدة

abou sarah
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 9 - 9 - 2008
المشاركات: 306

abou sarah غير متواجد حالياً

نشاط [ abou sarah ]
معدل تقييم المستوى: 222
افتراضي
قديم 29-12-2012, 22:51 المشاركة 5   

مرت سنوات عديدة على استقلالنا و مازلنا لحد الآن لم نخرج برؤية واضحة المعالم حول آفاق ومستقبل منظومتنا التربوية .لحد الآن حقلنا التعليمي لايختلف عن حقل زراعي للتجارب ,في السنوات الماضية ومع كل وزير يستغل الحقل لزراعة معينة زرعنا كل انواع المزروعات ,هذا وزير في عهده زرعت البطاطس وبعده وزير آخر زرع الباذنجان ومع آخر زرع العوسج وفي كل زرع وكل مرة المردودية لاشيء .الم يحن الوقت ليفطن أصحاب القرار إلى حقيقة أن كل زرع ناجح يتوائم مع تربة خاصة به,ويتطلب دراسة الخصائص المميزة للتربة,إذا بقينا على هذا الحال سيتم في يوم ما زرع هذه التربة بالألغام,لأن ه لحد الآن لا نرى تقدما حقيقيا في التعليم ,وان ما تم التقدم فيه هو إهدار ميزانيات تقدر بالملايير من أجل استنساخ مخططات ومرجعيات مستوردة ثبث فشلها وتم طرحها في مطارح النفايات ,إنها تجارب ومخططات لم نرى منها إلا جعجعة يغيب عنها الطحين.ما رأيناه هو زيادة عدد الدوائر الرسمية الجهوية والإقليمية والمركزية من نيابات وأكاديميات ووزارة تناسلت مديرياتها كتناسل الفطر بدون ان يكون لها الأثر الإيجابي والفعال في تدبير الشأن التعليمي على أكمل وجه,كثرة الكوادر وكثرة منظري التعليم التي يحتضنها المجلس الأعلى للتعليم,كل هذه الدوائر والمؤسسات وعلى كثرتها غثاء كغثاء السيل,والغريب في الأمر لاتتم مسائلتها وتحميلها المسؤولية في أزمة التعليم ,فالمسولية يتحملها كلها رجال ونساء التعليم علما ان هؤلاء ما هم إلا منفذين ل
سياسات المسؤولين الكبار.
إن هذه السياسات الفاشلة جعلت من نظامنا التعليمي والتربوي نظاما لا ينسجم مع الخطط والرؤى الإقتصادية أو الإجتماعية إن وجدت.التعليم في واد والإقتصاد في واد ومن يتحمل المسؤلية في البطالة والتخلف هو الأستاذ,غريب ولله أمر هؤلاء العباد.دعوا عنكم رجال التعليم المصنفون عندكم كصغار ولاتحملوهم أخطاءمنظريكم ومسؤوليكم الكبار.فهل هؤلاء المسؤولين الكبار أسسوا لخطط وطنية واستراتيجيات تنموية ثابثة ومعلنة ومتفق عليها ومن تم البناء لنظام تعليمي يتماشى منسجما ومتناغما مع هذه الإستراتيجيات والمخططات الإقتصادية.
إن من يدعون الصلاح والإصلاح في هذه البلاد هم من خربوها وخربواتعليمها , على مراكز القرار تحول كل شيء إلى البزنس والكولسة واصطياد المناصب القيادية من خلال عمليات الإنزال المظلي دون مراعات مبدأ الكفاءة والقدرة على امتلاك خبرات حسن التسيير والتدبير ,كل شيء أصبح متاجرةوهذا ما ادى إلى هذا الإنحدار في منظومة القيم والعدالة والأخلاق عند الكبار .فهذا ما أفسد التعليم عند الصغار,بعدما أقام الكبار لهم مؤسسات تكرس الجهل والتجهيل فأصبح الجهل يعلم ويكتسب في المؤسسات التعليمية والبيئة الثقافية من مباريات كرة القدم على طول الأسبوع وبرامج تلفزيونية هزيلة ومسلسلات رديئة ومهرجانات كلها استحمار واستدحاش للأجيال.
لن يتم أبدا إصلاح التعليم مع الفساد وغياب الإرادة السياسية للمسؤلين على قطاع التربية في البلاد.