منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - صيد السمك بالقصبة مع الشريف السلاوي ...متجدّد
عرض مشاركة واحدة

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1248
افتراضي
قديم 12-03-2014, 18:39 المشاركة 7   

حكاية صياد السمك ...صاحب القصبة

يغادر فيها اليابسة نحو بحر متقلب لا يستقر على حال إلا لينقلب إلى غير المتوقع.. المارية طالعة أو هابطة.. لكن ظروف معيشة أغلب الصيادين في مغرب الواجهات جد متردية يطوقها الفقر من كل جانب .. ويؤطرها أفق انتظار قاهر.. تضيع معه الهوية.. لينشأ في دواخل النفس المقهورة شعور بالإغتراب والفقدان قبالة بحر هائج أو هادىء ..

فإذا هزمتك الأقدار وخذلتك الشواهد والدبلومات.. وتنكرت لك آمالك وأحلامك.. وتفرق الجميع من حولك .. فلا تتريث يا صاحبي في البحث عن قصبة بلدية.. لتهاجر إلى عالم البحر كي تتعلم دروسا عليا في الصبر الأيوبي.. فكلما سألته عن أحوال الزمن إلا وقدم لي هاته النصيحة الطويلة .. ليفاجئني بعدها بسمكة طرية.. تواصل احتجاجها على اصطيادها بالمكر والخديعة .. أو بحكمة رائعة تعلمها من رحلته الدائمة بين أهوال بحر يجود أحيانا ويبخل في كثير من الأحيان ..

صار ظهره مقوسا بفعل انحناءاته اليومية.. انغرست رأسه المحملة بغدر الزمان في عنقه .. فيما بين كتفيه.. فلم يعد يبدو منه إلا قصبته السوداء وبعض ملابسه البلاستيكية المبللة دوما .. يواجه قوة الأمواج المتلاطمة مع كل صبح ومساء .. يحارب البحر وينتزع منه قوته اليومي.. بل قوت أبنائه العشرة الذين عشقوا المكان الساحر مثله .. فتاهوا في كهوفه وجرفه يبتغون رزقا من بلحه المسموم أو طحالبه الرخوية أو من خلال بيع الممنوعات لمن وجد فيها حلا لمشاكله وآلامه ..

يا لصبر هذا الرجل .. تمضي ساعات عدة.. وصنارته في الأعماق تنتظر سمكة جائعة أو متهورة تناور الطعم وتسقط في الفخ.. فتغرق قطعة الفرشي في الماء.. وتنجذب الشعرة ذات اليمين وذات الشمال فيتقوس رأس القصبة.. حينذاك يدخل بغير إرادته في معركة تنتهي بانتصاره في مطلق الأحوال على سمكة بريئة لا حول لها ولا قوة كتب عليها أن تزور اليابسة ..

ويا لشجاعة الرجل فعندما يشح البحر نهارا فإنه يخرج حاملا قصبته على كتفه وسلته على ظهره المقوس.. يخرج ليلا للصيد.. وفي لبه تثور حكايات جدته المتوفية، عن عيشة قنديشة وماما غولا.. وما إلى ذلك من أهوال الليل البحري.. لكنه يهزم كل الهواجس الملعونة ويتقدم برفقة مصباحه اليدوي نحو الجرف المهجور لمناورة الأسماك.. ومع مطلع الفجر يتوجه نحو اليابسة .. تاركا وراءه هديرا صاخبا لأمواج تبكي أسماكها الضائعة منها واصوات النوارس المستيقظة باكرا.. يتوجه نحو الطريق الساحلية أو سوق السمك كي يعرض صيده المتواضع لعشاق السمك الطري ..

هذا إذن هو صاحب القصبة.. صياد السمك..

يقول المثل الشعبي : " إلى حفات حفات , دير قصبة و ارجع حوّات "
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ