كان
الشهيد مهدي بن بركة – حسب
محمد الحيحي- يراهن في البداية مع المرحوم عبد الكريم الفلوس على اعادة بث الروح و الحيوية في الكشفية الحسنية لتقوم بدور المصهر للشبيبة ، حيث حاول دفع الحيحي و رفاقه الى الالتحاق بتلك الهيئة ، غير أن استمرار فكرة تنظيم غير كشفي ظلت متوقدة في المجموعة المدكورة ، وهو ما جعل مهدي بن بركة ييسر سبل التنسيق مع مجموعة الدار البيضاء منذ فبراير 1956 ،حيث التقى محمد الحيحي بعبد السلام بناني و عبد اللطيف بناني و محمد بنسعيد ليضعوا الجمعية على سكة التأسيس .
و هكذا شهد يوما 18 و 19 ماي من السنة ذاتها حدث انطلاق احدى أعرق الجمعيات الشبابية ، التي تبنت الاسم الذي سبق و ابتدعته مجموعة عبد السلام بناني سنة 1949 ( الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ) المسمى اختصارا ( لاميج ) ، بشعارها الشبابي المتضمن لشمس فجرية ، تسطع بأشعتها المشرقة على فتى و فتاة محلقين بجناحين نحو المستقبل ، و الكل محاطا بسنبلتي الأمل المكللتين باسم الجمعية .
كانت المبادئ التي تأسست عليها الجمعية – ولا تزال – تستند الى قيامها على مبدأ التطوع ، و على استقلاليتها عن الجهاز الحكومي
كجمعية شبابية تربوية ثقافية تستهدف المساهمة في تنشئة الطفولة والشباب ، و تؤهلهما للمشاركة في خدمة الصالح العام من خلال ارشادهما و توجيههما في مختلف المجالات التربوية و الفكرية و الاجتماعية و البدنية ، وفقا للقيم و المثل الوطنية العليا ، مع احترام المشارب الحضارية و التعدد الثقافي ، و غايتها في ذلك فتح الافاق أمامهم للانخراط الايجابي ، و الاسهام البناء في خلق مجتمع متحرر مستشرف للغد الواعد القائم على التكامل و السلم و الاخاء .
و من هذا المنطلق نحتت الجمعية منذ البداية شعارها الرباعي :
مبدئية – ملتزمة – تطوعية – هادفة ، الشعار الذي يقيدها بالعمل على اشاعة و تعميم مفاهيم المواطنة والديمقراطية و الانفتاح على المستقبل ، مثلما على التصاقها الشاد بأوسع الجماهير ، ولا سيما طفولة و شبيبة الفئات الفقيرة و المعوزة المحتاجة رأسا لخدماتها ، و على أسس العدالة و المساواة بما تؤسس له من توازن مسؤول بين الحقوق و الواجبات داخلها ، ان على الصعيد العمودي { الافراد } أو على الصعيد العمودي { الهياكل } باعتبار ذلك النهج العملي التطبيقي لخلق ثقافة تقدمية ملتزمة و مناهضة لثقافة الاجترار و التقليد و الانتظارية .
برزت لاميج منذ لحظة الميلاد كمدرسة اجتماعية تغطي الفراغ التربوي و الثقافي الذي عانت منه شبيبة المغرب فجر الاستقلال ، ولاقت انذاك دعما لا مشروطا من كافة المكونات الفعالة داخل المجتمع ، سياسيين ، و مربين ، و مسؤولين رسميين ، و نخبة الشباب الى جانب دعم الدولة التي راهنت على تحديث القطاع التربوي و الترفيهي على ضوء تجربة الحماية السابقة .