[nasser]

وهم معدلات “الباك” المرتفعة


الخميس 1 غشت 2019

تلاميذ حصلوا على ميزة حسن جدا رتبوا في ذيل اللوائح بمؤسسات الولوج المحدود

تغرق أقسام التسجيل بكليات الولوج المفتوح بآلاف التلاميذ والتلميذات الحاصلين على شهادات الباكلوريا بمعدلات عامة تتجاوز 17/20، استدراكا لـ “أمل” أخير، بعد أن تعذر عليهم الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي ذات نظام الترشيح والاختبارات الكتابية والشفوية.
و”يتسابق” آلاف التلاميذ، الحاصلين على معدلات وميزات مشرفة في العلوم الرياضية والعلوم التجريبية والحياة والأرض، وباقي الشعب الأخرى، لوضع ملفاتهم للظفر بمقعد في “مدرج”، قبل انتهاء المواعد القانونية للتسجيل إنقاذا لموسم دراسي من الضياع، حتى لا تكون الخسارة خسارتين.
واكتشف هؤلاء، بكثير من الصدمة، أن الحصول على معدلات “كبيرة” في المغرب لا يمكنك حتى من أكل كسرة خبز حافية، والأحرى إيجاد مقعد في مؤسسة من مؤسسات وكليات الولوج المحدود بجميع تخصصاتها، إذ وجد تلاميذ حاصلون على معدلات بين 17.5 و18 على 20 أنفسهم في ذيل لوائح المترشحين الذين وصلت أعدادهم إلى الآلاف. وتفحصت “الصباح” لوائح التسجيل في عدد من مؤسسات التعليم العالي التابعة لوزارة التربية الوطنية، إذ عثرت على تلاميذ حاصلين على معدلات بين 18.20 و18.50/20 مرتبين في الخانة بين 4520 و4580 في المدرسة العليا لعلوم الصحة، في حين يوجد أصحاب معدلات 15/20 و14.80/20 في ذيل الترتيب دون أدنى حظ للمرور إلى المراحل المقبلة، في مدرسة تقبل ما بين 400 و450 طالبا في الموسم.
وغرقت المدارس الوطنية للتجارة والتسيير بأعلى المعدلات والميزات المشرفة جدا، إذ لا صوت يعلو على 19/20 وما فوق لتأهيل المسجلين إلى مرحلة الترشيح، ثم المرور إلى الاختبارات الكتابية والشفوية، والأمر نفسه بالنسبة إلى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان التي سجل بموقع البيضاء وحده 7 آلاف تلميذ لفرز 400 طالب و200 في لائحة الانتظار.
ووجد تلاميذ المعدلات المرتفعة أنفسهم في موقف حرج أمام “تسونامي” المعدلات والنسب، كما أصيبت الأمهات والآباء وأولياء الأمور بدوخة شديدة، إذ طرحوا سؤال: ما العمل الذي كان من المفروض أن ينجزوه (مثلا)، أكثر من سهرهم وتعبهم والتضحية بمصاريف وأموال بلا حصر على مدى سنوات، من أجل حصول أبنائهم على معدلات نفتح لهم أبواب المستقبل؟
وقطعت عدد من الأسر عطلتها وتفرغت للتنقل في عدد من المدن والمواقع والكليات في رحلة ماراثونية تقطع الأنفاس، متشبثة بأمل صغير في حصول أبنائها على مقعد في مدرسة، أو مؤسسة ذات الولوج المحدود، دون أن تتمكن من ذلك، علما أن بعض الإدارات تعمدت هذا الموسم تحديد مواعد للتسجيل والترشيح متقاربة جدا، ما أضاف متاعب جديدة لها. وتكبر المأساة، حين يصطدم تلاميذ بشروط تعجيزية أخرى في المدارس العسكرية وشبه العسكرية التي لا تقبل التسجيل في لوائحها سوى التلاميذ الذين بلغوا سن 18، ما يعني أن التلاميذ الذين لم يكملوا هذه السن، رغم حصولهم على شهادة الباكلوريا بمعدلات خرافية، سيضطرون إلى الانتظار إلى السنة المقبلة.
حينذاك سيقال لهم: إن المؤسسة لا تقبل إلا “الباك الجديد”…
يوسف الساكت

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°°°°°°°°°°°°°