[nasser]

"أفضل مدرّسة في العالم" تعلن الفخر بالانتماء إلى التعليم العمومي المغربي

الأربعاء 8 نونبر 2023 - 13:00
“ضرورة الالتفات إلى المدرس، عمود المنظومة التربوية، والعناية بالمدرسة العمومية التي تزخر بالكفاءات والتتويج باللقب كان فخرا ومفاجأة”؛ هكذا عبرت فاطمة الزهراء المهدون، أستاذة مادة الفلسفة بثانوية لكسوس التأهيلية بالعرائش، عن فخرها بنيل لقب “أفضل مدرس في العالم” ضمن منافسة نظمت في الهند.

هذا التتويج الذي حظيت به المهدون، وزميلها في المهنة محمد فتاح من مدينة مكناس، يأتي في سياق جائزة تنظمها منظمة تعنى بتطوير التعليم وبكل الأمور المتعلقة بهذا المجال في الهند، وهي منافسة تنظم على مستوى أزيد من 130 دولة عبر العالم، ضمنها المغرب، يترشح إليها المدرسون بتقديم مشاريع تربوية.

وأكدت المغربية المتوجة باللقب، في تصريح لهسبريس، أن اللجنة التي تقيم المشاريع تركز على المشاريع الرائدة المجددة التي تدمج التكنولوجيا والرقميات والذكاء الاصطناعي والمبادرات التربوية النوعية.

وكان خبر التتويج مفاجأة لها، تقول الأستاذة المهدون، مبرزة أن “الجائزة معنوية، تعمل على تحفيز الأساتذة وتشجيعهم على العطاء والتجديد والممارسات المهنية الفضلى”، مضيفة: “أفتخر بأنني ابنة المدرسة العمومية وممارسة داخلها، وطالما كانت هذه المدرسة تزخر بالكفاءات”.

وذكرت المتحدثة باعتزاز كون هذه الجائزة كانت من نصيب مغاربة آخرين توجوا باللقب خلال السنوات الماضية، أساسا سنوات 2019، 2021 و2022، هم: عبد الله وهبي، مصطفى جلال، آسية زهير، أمال أبو مسلم، لطيفة الأصفر، ومحمد قسو.

وقالت فاطمة الزهراء المهدون إن “المنظومة التعليمية المغربية تواجه إشكالات عدة، إلا أن هذا الاختلال لا يبخس من كفاءة رجال ونساء التعليم”، مبرزة أن “المدرس والمدرسة هما العمود الأساس لإنجاح أي عملية تعليمية وأي إصلاح كيفما كان، ولا يمكن التحدث عن الإصلاح دون تحفيز المعلم أو في ظل تهميشه”.

وتعليقا على الاحتقان الذي تشهده منظومة التعليم، والمسيرات والإضراب عن العمل، قالت المتحدثة إن “الأساتذة يعبرون عن احتجاجهم على خلفية بنود تضمنها النظام الأساسي الجديد، الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا، وهي بنود يعتبرونها مجحفة في حقهم ويرون أنها أضافت مهاما أخرى للمدرس، حيث لم نعد نتحدث عن نظام 2003، ولم تعد مهمة الأستاذ هي فقط التدريس، وإنما بموجب القانون الجديد أضحى مطالبا بمهام أخرى بالإضافة إلى مهامه، دون الحديث عن العمل الشاق الذي يقوم به في المنزل لتحضير الدروس وكل ما يلزم العملية التعليمية التي يقوم بها داخل الفصل الدراسي”.

وأشارت “أفضل مدرّسة” إلى نقطة أخرى تعد محط انتقاد الأساتذة، تتعلق بـ”العقوبات، وبتحديد ساعات العمل التي أصبحت مفتوحة، وبإشكالية مرتبطة بعدد أيام العطلة السنوية”، داعية إلى تعديل هذا النظام ومراجعة مجموعة من المواد، بالإضافة إلى إدماج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، مشددة على أنه “من المهم إن كنا نرغب في إصلاح منظومة التعليم والحصول على الجودة المنشودة، الالتفات إلى العمود الأساس، وهو المدرس، عبر تحفيزات معنوية ومادية، كباقي القطاعات، خاصة أن مهنة التعليم رسالية وقنطرة تمكن المجتمعات من الانتقال والتطور”.

ابنة المدرسة العمومية التي ترعرعت في طفولتها في مدينة وجدة، حاصلة على باكالوريا علوم فزيائية سنة 2008، بعد ذلك انتقلت إلى مدينة فاس لدراسة علم النفس، ثم إلى العاصمة الرباط لمتابعة دراستها بسلك الماستر تخصص علوم التربية، وتترقب حاليا نتيجة ترشحها لمباراة من أجل مواصلة مسارها العلمي في سلك الدكتوراه.

هسبريس - سكينة الصادقي

===========================