مصطفى البكار
أثارت مذكرة لمديرية التربية الوطنية بتزنيت إلى رؤساء المؤسسات التعليمية بالإقليم بشأن الحالات التي يسمح فيها بمنح الرخص الإدارية لفائدة الموظفين قصد مغادرة التراب الوطني، غضب فئة عريضة من الشغيلة التربوية التي اعتبرت هذا الإجراء تحديا للمقررات القضائية، بعدما أصدرت محكمة إدارية حكمها في قضية مماثلة.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الطيب البوزياني، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي بتزنيت، إن "مذكرة المدير الإقليمي للتربية والتعليم في شأن الترخيص بمغادرة التراب الوطني تدخل في باب تحدي وتحقير المقررات القضائية، وتنم عن عقلية متحجرة لا يجب أن يتصف بها المدبر في زمن شعارات الحكامة الجيدة".
وأضاف البوزياني في تصريح لهسبريس أن "ربط المسؤول الإقليمي الترخيص بمغادرة التراب الوطني بالاستفادة من إحدى الرخص الإدارية الست كما أوردها في مذكرته بمراجعها، هو نفسه مضمون الجواب الذي أدلى به في المحكمة الإدارية ضد أحد الأساتذة ولم تقبله منه هيئة الحكم وأصدرت حكمها القطعي بإجباره على تسليم الأستاذ شهادة الترخيص بمغادرة التراب الوطني واستجاب له مكرها ومتأخرا يوم 27 يناير الماضي".
وتابع المسؤول النقابي ذاته قائلا: "لقد تفاجأنا بهاته المذكرة التي لا ندري هل هي تحد للمحكمة أم تحريض لنساء ورجال التعليم على هدر الزمن القضائي من أجل انتزاع حقوقهم أم شخصنة للصراع ومزاجية يمارسها المدير الإقليمي لتزنيت ضد القضاء كما مارسها ضد أسرة التعليم في الإقليم بكل مكوناته؟".
من جهته، قال مصدر مقرب من مديرية التربية الوطنية بتزنيت، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح أدلى به لهسبريس، إن "مصلحة تدبير الموارد البشرية تعمل وفق مقرر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة بخصوص منح الرخص الإدارية للموظفين الراغبين في مغادرة التراب الوطني، الذي يخول لها إعطاء رخص من هذا النوع في الحالات الواردة ضمن المذكرة فقط دون غيرها".
جدير بالذكر أن مذكرة مديرية أمزازي بتزنيت تطرقت لست رخص إدارية تسمح للموظفين بمغادرة التراب الوطني، يتعلق الأمر بأداء فريضة الحج، والأسباب العائلية الخطيرة، والرخص السنوية، والترخيص لممثلي الجمعيات والنقابات والتعاضديات، والموظفين المدعوين إلى تداريب إعدادية، والمشاركة في منافسات رياضية.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المحكمة الإدارية بأكادير كانت قد حكمت يوم الجمعة 24 يناير 2020 على المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت بتسليم أستاذ شهادة إدارية ترخص له بقضاء عطلته الممتدة من 19 إلى 26 يناير 2020 خارج الوطن، وذلك بعد شكاية رفعها الأستاذ المذكور ضد المدير الإقليمي.