[nasser]

أي تقييم لإجراءات الحكومة للحدّ من انتشار فيروس كورنا بالمغرب؟
الجمعة 13 مارس 2020


منذ انتشار فيروس كورونا "كوفيد -19"، على صعيد عدد من دول العالم، أخذت الحكومة المغربية، بتنسيق منظمة الصحة العالمية، الأمر على محمْل الجدّ، حيث تم تشكيل لجنة قيادة تضم عددا من المتدخلين وتجتمع بانتظام واستمرار، وباستعجال كلما اقتضت الضرورة ذلك، من أجل اتخاذ إجراءات فعالة ومباشرة وسريعة بهذا الخصوص.

إجراءات احترازية

وأعلنت عدد من القطاعات الحكومية، عن تأجيل وإلغاء عدد من التظاهرات المحلية والدولية، حتى إشعار آخر، بالنظر للتطورات التي يعرفها انتشار هذا الفيروس، الذي شغل الرأي العام العالمي والوطني، كما أعلن المغرب عن تعليق الرحلات الجوية و البحرية مع عدد من الدول المجاورة، بالإضافة إلى إنشاء خلايا أزمة على مستوى قنصليات وسفارات المملكة بالدول التي طالها للوباء للتواصل مع أفراد الجالية المغربية ومدهم بنصائح الوقاية والحماية.

ووضع المغرب وحدات العزل الصحي، وأعلن أنه سيتكفل بكل الحالات المشتبه بإصابتها خلال مدة الحجر، وكذا بالتحاليل المخبرية في كل جهات وأقاليم المملكة، كما تمت مراقبة أكثر من 35 ألف شخص في كل نقاط العبور الجوية والبحرية والبرية للمملكة، فضلا عن تزويد المختبرين الوطنيين المرجعيين (المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور- المغرب) وكذا مختبرات الصحة العسكرية، بالتجهيزات الطبية للتحاليل المخبرية، كما تم تعبئة سيارات إسعاف مجهزة على مستوى نقط العبور ووحدات العزل الصحي.

وعلاوة على ذلك، جرى تفعيل الرقم الاقتصادي (ألو يقظة 0801004747) من أجل استقبال استفسارات المواطنين حول فيروس كورونا المسجد – كوفيد-19، إلى جانب الرفع من عدد الأسرّة المخصصة للتكفل بالحالات المشتبه بإصابتها.

تدابير مقدّرة

وحول نجاعة هذه الإجراءات والتدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا بالمغرب، أوضح الأخصائي في الفيزياء الإحيائية بالمعهد الوطني للصحة بالرباط رضا شروف، أنه بالنظر للوضع الحالي، يمكن القول إن هذه الإجراءات مقدرة ومقبولة، ومن شأنها التقليص من إمكانيات انتقال الفيروس وانتشاره بالمغرب، داعيا في مقابل ذلك، إلى مواكبة الإجراءات الحكومية، بإجراءات احترازية فردية، من خلال التقيّد بمختلف الضوابطو النصائح التي قدمتها وزارة الصحة بهذا الخصوص.

وقال شروف، في حديثه لـ " pjd.ma"، إن المغرب، يوجد حاليا في المرحلة الأولى من تفشي فيروس كورونا، لأن الأمر يتعلق إلى حد الساعة بحالات إصابة لأشخاص قادمين من الخارج، مشددا على ضرورة تجنب التهويل من هذا الأمر، في مقابل الحرص على عدم إهماله أو التقليل من تداعياته.

إجراءات إضافية

وبالرغم من إشادته بمختلف الإجراءات الحكومية المتخذة، للتعاطي مع انتشار فيروس كورنا بالمغرب، إلا أن الأخصائي في الفيزياء الإحيائية، أكد على ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية الأخرى، من قبيل تعليق الدراسة في المدارس والمؤسسات الجامعية، على غرار عدد من الدول، خاصة بعد تسجيل سابع حالة إصابة به بالمملكة.

وسجل المتحدث ذاته، أنه لا ينبغي الاستهانة بهذا الفيروس، الذي ينتشر بسرعة خيالية، حيث نبّه إلى إمكانية ظهور حالات جديدة، بالنظر إلى أنه يتعذّر رصد الإصابة بالفيروس في مرحلة "الحضانة"، ومع العلم أنه لا يمكن التأكد من كل الذين ظهرت عليهم أعراض الفيروس توجهوا للمستشفى للكشف عن مدى إصابتهم به.

ودعا شروف، إلى اتخاذ تدابير أكثر احترازية، خاصة على مستوى وسائل النقل العمومي، من قبيل القطارات وحافلات النقل الحضري التي تنقل يوميا ألآلاف الأشخاص، مضيفا أنه يتعين على المغرب القيام بإجراءات استباقية، لتطويق انتشار الفيروس بين الأفراد لاسيما على مستوى الفضاءات العامة.

تعامل جدّي

وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، جدد التأكيد على أن الحكومة تتخذ الإجراءات الضرورية في الوقت المناسب، لاسيما أن هذا الوباء يستوجب تعاملا جديا، لكن بدون مبالغة أو تهويل لتفادي الإضرار بمصالح المواطنين وبالقطاعات الاقتصادية وبالبلد ككل.

وأوضح العثماني، أمس الخميس خلال انعقاد المجلس الحكومي، أنه بناء على التطورات المسجلة في المحيطين الإقليمي والدولي، وبناء على التطور الوبائي للمرض في المملكة، الذي لازال في المرحلة الأولى، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حينها.

وسجل رئيس الحكومة، أن لجنة اليقظة والرصد تتابع الوضع عن كثب وأن جميع الذين خالطوا الحالات التي تأكدت إصابتها بفيروس كورونا، تم إحصاؤهم وتتابع وضعيتهم السلطات الصحية.


=====================