[nasser]

مُتابعة من عبد الرحمان عدراوي
الخميس 09 فبراير 2017
قبل سنة، تناقلت عدد من وسائل الإعلام، والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارا تفيد بأن أشخاصا سمعوا أصواتا قادمة من السماء، دون أن يتم الجزم في مصادرها، ولا في مدى صحة وقوعها، لتتم إحالة الموضوع على النسيان.

الموضوع عاد للتداول بقوة في الأيام الأخيرة، وهاته المرة بكندا، إذ أفاد شهود عيان بمنطقة "بي دي شالوغ" بأنهم سمعوا أصواتا قوية جدا، وبشكل متكرر، ما يطرح أسئلة عدة حول ماهية ومصدر تلك الأصوات، التي حيرت عقول سكان المنطقة.

الموقع الإلكتروني لـ"راديو كندا" خص الموضوع بمقال تفصيلي، في محاولة لتبين حقائق الموضوع، وخلص إلى كون الأصوات التي سمعها المواطنون الكنديون حقيقة لا شك فيها، إلا أن الأجهزة الكندية الرسمية المكلفة بالمناخ لم تجد تفسيرا علميا للظاهرة.

في الفترة الممتدة بين 27 يناير و4 فبراير، أفاد مواطنون كنديون يتواجدون على مساحة كبيرة من منطقة بي دي شالوغ، الواقعة في الشمال الشرقي لمحافظة كيبيك، والمعروفة بـ"كاسبيزي"، بأنهم سمعوا ولمرات متعددة أصواتا قوية لم يتسن لهم تحديد مصدرها.

أحد الفلكيين من كيبيك، يدعى جينو أوديت، استطاع رصد عشرات الأصوات في أسبوع واحد، في أماكن متفرقة من بي دي شالوغ، وخلص إلى كون الأمر قد يتعلق بشهب طائرة، أو حجر نيزكي، إلا أن هذا الاحتمال تم تفنيده من طرف أحد الأخصائيين، حسب راديو كندا.

وأنشأ أوديت صفحة على موقع "فيسبوك"، أطلق عليها اسم "Boom en Gaspésie"، ليبادر عدد من سكان المنطقة من رواد الفضاء الأزرق إلى توثيق شهاداتهم التي تؤكد سماعهم أصواتا قوية تصم الآذان؛ فيما أفاد آخرون بأنهم رأوا ضوءا سريعا وقت سماع تلك الأصوات.

يوم 27 من شهر يناير الماضي، سمع لأول مرة صوت قوي في فترة الظهيرة، حسب شهود عيان، وتسجيل إحدى كاميرات المراقبة معطيات جعلت السيد أوديت يرجح فرضية مرور شهب طائرة، أو حجر نيزكي على مقربة من الأرض.

أستاذ العلوم الفيزيائية بجامعة مونتريال غوبيغ لامونتاني فند نظرية أن تكون الأصوات المدوية في سماء بي دي شالوغ نتيجة ظاهرة فلكية، لأن حدوث كم هائل من الظواهر الغريبة في زمن قصير أمر يصعب تصديقه.

وردا على فرضية أوديت، يقول الأستاذ لامونتاني: "عند مرور شهاب طائر في الجو يمكننا سماع صوت صادر عن ذلك، لكن شريطة أن يكون حجمه ضخم جدا؛ وهاته حالة ناذرة، تحصل مرات قليلة في السنة. لكنني أستبعد أن تكون هاته الظاهرة سببا في الأصوات التي سمعتموها في منطقتكم"، وختم رده متسائلا إن كان الأمر مجرد حادث مناخي.

تحاليل أخرى ذهبت إلى إمكانية حدوث انصهار جليدي في القطب المتجمد شمالا، نتج عنه تساقط جبل جليدي تسبب في إصدار أصوات قوية، لكن هاته الفترة من السنة تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، ما يجعل فرضية الانصهار الجليدي ضعيفة جدا.

النفي نفسه طال أصحاب فرضية التدريبات العسكرية، ذ علم أن القوات المسلحة الكندية المرابطة بالمنطقة كانت في مهمة مد يد المساعدة لسكان المحافظة المجاورة نوفو برانسويك، والتي كانت تعاني من انقطاع في الكهرباء بـعدة مناطق؛ ليبقى الجواب عن مصدر الأصوات معلقا إلى أجل قد يكون بعيدا. .................................................. هسبريس