[ساعي البريد]

إن المتتبع لما يجري في شوارع مدننا ليصاب بالذهول جراء ما تقترفه أيدي قوات التدخل السريع ـ عفوا ـ وحوش التدخل العنيف التي تطبق توصيات وزارة الداخلية، لتزيد عليها نافلة من الشتم والضرب الذي قد يصل حد القتل مع سبق الإصرار و الترصد.
إن هذا العمل الوحشي يجعلني أطرح سؤالا ظل يؤرقني لسنوات مفاده: أنه كيف يمكن لعصا مستوردة من كوريا الجنوبية و مصنعة طبقا للمعايير الدولية المعمول بها في مجال مكافحة الشغب، و التي تقتضي فقط توليد الإحساس بالألم في أقصى الحالات، أن تحدث مختلف أنواع الكسور المعروفة لدى أطباء جراحة العظام و كدمات تشكل كافة ألوان الطيف على ظهور المحتجين التي أصبحت عبارة عن لوحات تشكيلية تنتمي للمدرسة "المخزنية الهرماكية" و التي كانت تعرض أمام البرلمان و أمام مختلف الوازارات بالعاصمة الرباط، لتتسع دائرة عرضها لكافة جهات وأقاليم المملكة تماشيا مع اللامركزية وشعار تقريب العصا من المواطنين.
إن خريجي "المدرسة الهرماكية" يخضعون لتكوين لايزيد عن ستة أشهر خلافا لمدارس الفنون الجميلة المعروفة و مع ذلك فهم يشكلون بعصيهم لوحات تعجز ريشة فنانين تشكيليين أمثال محمد سعود و محمد الشابي أن تأتي بمثلها، لأن الفرق يكمن في البرنامج الصارم لوزارة الداخلية و الذي يضرب عُرض الحائط مقولة : الفنان مخلوق مرهف الحس.
إن عصا كوريا الجنوبية بريئة براءة الرئيس "لي مايونغ باك" من دم الشهيد كمال العماري لسبب واحد وهو عدم إلتزام خريجي المدرسة "المخزنية الهرماكية" بدليل الإستعمال المصاحب للعصا و الإكتفاء بما تمليه عليهم مقررات السادية التي تخطها وزارة الداخلية بحبر من دم.


ساعي البريد