|
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,115
معدل تقييم المستوى:
7535
|
|
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7535
|
|
03-10-2016, 23:15
المشاركة 1
|
|
في رحاب سورة الزلزلة
في رحاب سورة الزلزلة في رحاب سورة الزلزلة
الحمد لله رب العالمين على كل حال ، المتصف سبحانه بالعزة والعظمة والجلال ، القيوم الحق الأزلي الدائم ، نحمده تعالى بالغدوّ والآصال ، الطّاهر المطهّر الموافق فعله لما سن وقال .
وبعد :
سنتناول سورة الزلزلة التي من قرأها عدلت له بنصف القرآن ، هكذا قال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، وسورة الزلزلة مُختلف فيها مكية هي أم مدنية ، ويرجَّح أنها مدنية ، وفيها يصف ربنا تبارك وتعالى نهاية الدنيا ، و" الزلزلة " يقصد بها : حركت الأرض واضطربت بشدة ، وقد نسب زلزالها إليها رغم أن المُزلزل هو الله للمبالغة ، وكأنه يقول زلزلت الزلزال الجدير بها و لا فوقه زلزال لأنه تناها بقوة .
"إذا زلزلت الأرض زلزالها " فهي من علامات الساعة الكبرى ، " وأخرجت الأرض أثقالها " أي أخرجت أمواتها وكل كنز مصون ، " وقال الإنسان مالها " فهناك رأيان :
الأول يرى بأن الإنسان يقصد به عموم الإنسان مؤمن وكافر ، كل يتعجب من أحوالها ، وإخراج ما في باطنها إلى ظاهرها ، وفئة أخرى ترى بأن الإنسان يُقصد به الكافر إذا كانت الزلزلة بعد النفخة الأولى لأن المؤمن يوقن بالساعة وأما الكافر فهو مكذب لها، " يومئذ تحدث أخبارها " أي تحدث أخبارها بلسان الحال ، أي حال الأرض والدنيا التي انتهت ، والجبال التي سويت بالأرض ،فكل جبل راسخ سيدك ، وهناك من يرى بأن الله تبارك وتعالى يجعل الأرض تتكلم وتنطق وتخبر الإنسان بأن الدنيا قد انتهت وبدأت الآخرة ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص الآية " أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال صلى الله عليه وسلم فإن أخبارها بأن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، فتقول عمل يوم كذا ، كذا وكذا . قال هذه أخبارها .
" يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم " يوم يصدر الناس أشتاتا بمعنى متنوعين : آمن أو فزع وخائف شقي أم سعيد ليروا أعمالهم أي ليروا ما جمعوه من الدنيا ، فمن سعى وراء المال والجاه فسيقول : " هلك عني سلطانية ما أغنى عني ماليه" أما من ملأ صحائفه بالعمل الطيب فسيقول ها كم اقرؤوا كتابيه ..
وما من أحد يوم القيامة إلا ويندم ، هكذا أخبرنا الرسول ، فإن كان محسنا قال : لِمَ لَمْ أزدد إحسانا ، وإن كان غير ذلك قال : لِمَ لَمْ أنزع عنه المعاصي ..
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والذرة هي أصغر نملة حمراء في الوجود . والله يقول: " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " إن بعض الناس يستهون بالذنب ، والبعض الآخر يستهون بالخير ، ولا يعرف أن ذرة شر قد تقذف به في النار ، وذرة خير قد تقذف به للجنة ، وهذه الآية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآية الجامعة والفاذة .
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " تخص السعداء فتبشرهم ،" ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " تخص الأشقياء ......
فمن أراد الحياة الدنيا وفى له الله أعماله فيها ، ثم يوم القيامة لا يجد شيئا . فهذه الآية تجعلنا بأن نكون حريصين في كل قول وفي كل عمل .
ذة/ خديجة قدارة
الحمد لله رب العالمين
|