[nasser]

جديد بريس : 7/5/2015==== أستاذة تنجح في تحويل حجرة درس مهترئة إلى فضاء جميل بأحد دواوير جبال الأطلس أوقدت مصباح الحياة والأمل بدل أن تلعن الظلام

استأثرت قصة أستاذة للتعليم الابتدائي، والتي حولت حجرة درس مهترئة إلى فضاء جميل للتمدرس، باهتمام واسع من المسؤولين والمتتبعين والساكنة المحلية، زادمن ذلك أنها أستاذة حديثة التخرج وتدرس بدوار معزول بأحد مناطق الأطلس الكبير المتوارية.

وقال رضوان الرمتي وهو مسؤول نقابي وجمعوي في تصريح لجديد بريس إن “ياسمين”، عينت بالحوز بمدرسة تقايوت بمجموعة مدارس إكرماون بجماعة ستي فاضمة حوالي 70كلم عن مدينة مراكش بها 26 كلم طريق غير معبدة وجبلية وصعبة الولوج، وحين وصولها إلى مقر عملها فوجئت بالوضعية الكارثية التي وجدت عليها حالة الوحدة المدرسية المكونة من “قاعتين” و”سكنا” وظيف.

وأضاف رضوان أن ياسمين الحاصلة على إجازة في الدراسات الألمانية من جامعة محمد الخامس بالرباط، لم تتصور أنها ستعمل في منطقة بظروف مزرية في غياب تام لمركز للاستشفاء وليس بها شبكة هاتفية، أما “المدرسة” فالنوافذ مكسرة والأبواب مهشمة والأرضية بها شقوق غائرة. كما اكتشفت غياب الكهرباء بالقاعتين رغم وجود أعمدة كهربائية بالقرب من “المدرسة”.

وأوضح الرمتي أن الأستاذة، والرغم من أنها في سنتها الأولى من العمل وعليها أن تتهيأ لامتحان الكفاءة العملية، لم تستسلم للظروف و أطلقت نداء على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي وصورت “المؤسسة” وربطت الاتصالات بعدة جمعيات. ووصل نداؤها إلى مسؤولين من أعلى مستوى.

ونوه الرمتي بالتجاوب السريع لوزارة التربية الوطنية، حيث اتصل بها الكاتب العام للوزارة يتأكد من صحة خبر مشكل الكهرباء وتم حل هذا الإشكال في ظرف وجيز جدا.

وبعدها تقاطرت على الأستاذة اتصالات من كل الجهات لمساعدتها، لكنها اكتفت فقط بثلاث جمعيات ، حيث شرعت في تبليط الأرضية وصباغة القاعات وإصلاح النوافذ والسبورات والخزانات، كما وزعت ملابس لتلامذة المنطقة وقامت بأنشطة ترفيهية استفاد منها أيضا سكان المنطقة.

وأبرز الرمتي أن ياسمين “أوقدت مصباح الحياة والأمل في المنطقة بدل أن تلعن الظلام، ملتمسا من نيابة الحوز وأكاديمية مراكش أن تشجع هذه النماذج التي تزرع القيم الإيجابية في نفوس موظفي القطاع وتلامذة المؤسسة العمومية، اعتمادا على مجهوداتها الشخصية.
============ عبد الغني بلوط