[شدى القوافي]

خِلْفَةُ الصِّيام(قصيدة شخصية)

خُلُوفُ التُّقى هَلْ لي عَلَيْكِ خِلافُ***فَإِنَّكِ مِسْكٌ وَالْعُطورُ تُعافُ

فُرُوجُ السَّما أَغْشَتْ دُجاها الأَهِلَّةُ***وَفَرْجُ الْفَتى غَطّى هَواهُ عَفافُ

سَتَسْطو على كَنْزِ الأُجورِ صِغارُنا***وَتَجْني الْعُلا رَغْمَ الْعُتِيِّ عِجافُ

فَلَمْ يُعْلِنوا إِلاّ تَصَدُّعَ مُضْغَةٍ***لَبِسوا التُّقى قَبْلَ الثِّيابِ فَخافوا

وَأَشْواقُهُمْ مِنْ قَبْلِ شَعْبانَ أَوْرَقَتْ***لِتَوْرِيقِها بَعْدَ الصِّيامِ قِطافُ

فَلا يَمْنَحُونَ اللَّغْوَ حَظّاً لِأَنَّهُمْ***نُفوسٌ على غَيْرِ السُّكوتِ ضِعافُ

وَلا تَعْرِفُ الأَحْشاءُ إِلاّ رَشاقَةً***لِأَمْعائِها عِنْدَ الصَّلاةِ طَوافُ

وَلِلْعَيْنِ في سِجْنِ الثُّغورِ غِشاوَةٌ***وَلِلرِّيقِ في بَطْنِ اللِّسانِ سُلافُ

وَكَيْفَ يَذُمُّ النّاسُ مَا الْجُوعُ فاعِلٌ***وَلَيْسَ بِهِمْ إِلاّ عِظامٌ خِفافُ

عُرُوقٌ إِذا ابْتَلَّتْ وَفارَ وَتِينُها***فَلَيْسَ لَها بَعْدَ السَّقاءِ سُهافُ

تَراهُمْ إِذا مَا اللَّيْلُ يَخْضَلُّ خَدُّهُ***لِأَرْواحِهِمْ فَوْقَ الْجِباهِ شُعافُ

وَلا وَكْسَ يَجْلو أَوْ غُلًوَّ يُكِلُّهُمْ***فَحاجاتُهُمْ فَيها النِّصابُ كَفافُ

ولا عابِرٌ إِلاّ تَغَشَّتْهُ سُبْحَةٌ***تَشَبَّهْتُهُ بِالْمُهْرِ وَهْيَ إِكافُ

وَلِلنُّورِ غاياتٌ بِجِذْعِ الْحَناجِرِ***كَأَنّي بِهِ قَلْبٌ سَقاهُ خُشافُ

إِذا صُمْتَ قَدْ يَكْفِيكَ أَنَّكَ نَيِّرٌ***فَهَلْ مِنْ مَزِيدٍ لِلضِّياءِ يُضافُ

فَإِنَّ نَصِيبَ النّاسِ في الشُّرْبِ زائِلٌ***وَنَهْرُ اللَّظى لا تَحْتَوِيهِ ضِفافُ

فَقَدْ تَنْفَدُ الدُّنْيا تَؤُولُ إِلى الْفَنا***وَيَأْتِيكَ حَقٌّ لَيْسَ عَنْهُ سِجافُ

فَيا قانِتاً لِلَّهِ دُونَ تَرَدُّدٍ***ظَفِرْتَ بِكَاْسِ الْخُلْدِ وَهْيَ صِحافُ

يُسَوِّيكَ يا ظَمْآنُ داءُ الرَّمْضَةِ***فَإِنَّ الشَّوى لِلسّالِكِينَ تِقافُ

فَبادِرْ إِلى الْمِحْرابِ لَيْتَكَ فاعِلٌ***تُباهى بِكَ الأَمْلاكُ وَهْيَ لِطافُ

شرح بعض المفردات

السهاف: داء لا يروى صاحبه من العطش. الشعاف: جنون ووله. الكفاف: مقدار الحاجة من الرزق دون زيادة أو نقصان. الإكاف: برذعة الحمير. الخشاف: شراب يتناوله الناس في شهر رمضان المبارك.