منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - حين تتحول محن أشرف مهنة للرسل إلى طرائف ونوادر "تقتل" بالضحك:كيف دفعت العقارب والأفاعي و"الحلوف" والعزلة معلمين إلى مواقف غريبة
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1386
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1386
قديم 18-07-2014, 22:16 المشاركة 1   
افتراضي حين تتحول محن أشرف مهنة للرسل إلى طرائف ونوادر "تقتل" بالضحك:كيف دفعت العقارب والأفاعي و"الحلوف" والعزلة معلمين إلى مواقف غريبة

حين تتحول محن أشرف مهنة للرسل إلى طرائف ونوادر "تقتل" بالضحك:كيف دفعت العقارب والأفاعي و"الحلوف" والعزلة معلمين إلى مواقف غريبة

سعيد الحنبلي


حينما يتم الحديث عن أزمة التعليم في المغرب تتوجه الأنظار غالبا إلى البرامج المعتمدة والمناهج والمقررات الدراسية ونسيان أهم فاعل أساسي في العملية التعلمية/ التعليمية والمرتبط أساسا بالموارد البشرية التي هي محور أي ...تنمية، نقصد هنا رجال ونساء التعليم، وفي سياق الحديث عن أزمة التعليم التي فجرها الخطاب الملكي في عشرين غشت الماضي مشرحا مسالك هذه الأزمة وسبل الخروج بهذا القطاع إلى تنمية الموارد البشرية وربطها بسوق الشغل .
"الهدهد" اختار زاوية أخرى للحديث عن طرائف ونوادر وقعت لأطر التعليم خاصة المُعينين في قرى نائية والمنفيين إلى هوامش منسية، دون أن تكون لهم الظروف المساعدة لأداء رسالتهم التربوية النبيلة..
إذا تحدثنا عن الطرائف التي تبدو مضحكة وأحيانا مبكية فإن "كثرة الهم وحدها كضحك" وشر البلية ما يضحك، لأن الوجه الآخر للعملية يبدو سيئا بل ويعكس مرارة عميقة ومعاناة قاسية لهؤلاء الذين شبهوا بالرسل كما ذهب إلى ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي.
تعددت المواقف الغريبة والطريفة التي مر بها معلمون وأساتذة لوحت بهم الأقدار بعيدا، فوجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها غرباء في قرية أو مدشر أحيانا لا يحسنون حتى التواصل بلهجة قاطنيها، وبين مرارة التعيين والرغبة في أداء الرسالة النبيلة لهؤلاء الأطر حدثت مواقف ظلت محفورة في ذاكرتهم، لا تغادرها، إذ لا يمكن أن تجد معلما أو أستاذا دون أن تكون في جرابه حكايات طريفة وأحيانا غريبة، سواء وقعت له شخصيا أو حدثت لزميل له بسبب طبيعة المهنة والاحتكاك المباشر واليومي بين المدرس و تلاميذه أو بسبب علاقته بزملائه أو بالمدير أو المفتش.

المعلم والأفعى

محمد معلم حديث التخرج من مدرسة المعلمين ابن العاصمة الرباط في آخر شهر يوليوز جاءه التعيين بنيابة أزيلال، وحين ذهب إلى هناك وجد نفسه مُعينا بإحدى فرعيات أيت بوكماز في الطرف القصي من الجبل حيث لا طير يطير ولا وحش يسير، قسم خرب، طاولات لا تصلح للجلوس، سبورة نصفها مكسور، سقف مهترئ لا نوافذ أو أبواب، وعليه أن يدرس التلاميذ من مستويات متعددة في نفس القسم، وأن يقضي حاجته في الخلاء هو والتلاميذ سواء، وأن ينام في نفس القسم بل إنه كان حين يدرس التلاميذ في الصباح يعد وجبته على قنينة الغاز داخل القسم، حيث يدرس "ومرة مرة تيقلب المريقة" أو يتكلف أحد من التلاميذ بعملية التقليب.
مرة في بداية الصيف كان المعلم منهمك في درسه فإذا بالتلاميذ بعضهم يفر وبعضهم يصيح مذعورا، وحينما التفت المعلم إلى السقف متأخرا سقطت بين يديه أفعى.. المعلم إياه حدثت له صدمة نفسية أُدخل على إثرها مستشفى الأمراض العقلية، وهو اليوم يعاني الويلات منذ ذلك اليوم فقد حاسة الاتصال بالعالم الخارجي الذي لم يعد يرى فيه إلا الأفعى..

الحلوف والتكيف مع النوم في أعلى الشجرة

في إحدى نواحي الأطلس كان معلم يقطع مسافة 16 كيلومترا مشيا على الأقدام، حيث ينتهي النقل وتنتهي معه الطرق المعبدة الإسمنتية و "البيست" على حد سواء، فقط الجبل بمسالكه الوعرة وتشعباته الكثيرة، كان المعلم حينما يعبر هذه المسافة كما لو أنه يعبر فصلا من فصول الجحيم، خاصة حينما تهطل الأمطار فيحمل الواد الذي جرف أكثر من تلميذ.
في بداية التسعينيات في القسم الذي يدرس فيه وينام فيه بطبيعة الحال في أحد الدواوير كان يهجم عليه "الحلوف" الذي كان ينتشر كثيرا بالمنطقة ليلا، وأصبح مهددا في حياته، وكل صباح يتفقد هل مازال حيا يرزق ولم يتحول بعد إلى غداء للحلوف، فتعلم المعلم المسكين أنه كلما حل الليل يصعد إلى أعلى شجرة كانت هي التي تظل المكان الآمن له، فكان يحتمي بها إلى أن يمر الليل بسلام، وكما في الأفلام الأمريكية حيث يتم بناء بيت للأطفال أعلى الشجرة، أنشأ هذا المعلم لنفسه مسكنا حيث صنع له دُرجا يسهل عليه الصعود إلى أعلى الشجرة وكيف جسده مع وضعية النوم على الشجرة، وقد قضى على هذا الوضع أكثر من ثلاث سنوات من عمره على هذه الشاكلة، بل إنه أصبح مُبدعا في جلب الكارتون وتشذيب أغصان الشجرة لكي لا تزعجه أوراقها أثناء نومه.

معلم يبيع القسم لأداء ديونه

شاءت الأقدار أن يتعين حسن في منطقة جبلية منعزلة وبعيدة عن كل ما يمكنه من التواصل مع العالم الخارجي، قضى المعلم موسما دراسيا كله معاناة جراء البرد و"القطرة" في القسم الذي يدرس فيها ويتخذه مأوى للنوم، لكن الأدهى من ذلك أن المعلم لم يكن يتوصل براتبه الشهري، فاضطر إلى الاقتراض من بعض أصدقائه وأقاربه إلى أن يأتي فرج الله وتسوى وضعيته.
تأخر الفرج وانتظر المعلم الإفراج عن الرواتب الشهرية التي في ذمة الوزارة لكن دونما جدوى، مرت الأشهر تلو الأخرى، وكان في كل عطلة يقترض النقود وينتقل إلى مدينة الدار البيضاء قاطعا مئات الكيلومترات لإيجاد مخرج لوضعيته.
لم يجد هذا المعلم أمام حاجته الماسة ومحاصرة الديون له غير أن يبيع القسم بطاولاته المهترئة ومكتبه لأحد القرويين بنفس الدوار واستخلص من قيمة المبيعات ماله في ذمة وزارة التعليم، وبعث عبر البريد رسالة مفصلة للوزارة شارحا فيها حيثيات وأسباب الواقعة، وفضل أن يختار مهنة جديدة ويبتعد عن التدريس.

معلم يستدفئ بحطب الطاولات

يتذكر يونس، وهو أستاذ بالتعليم الابتدائي، ذلك اليوم الذي وجد نفسه مضطرا لتكسير بعض طاولات القسم والتدفئة بأخشابها بعد أن حوصر داخل قاعة دراسية منعزلة في منطقة جبلية.
هذا الحادث الطريف الذي يعود لأزيد من عشر سنوات، لازال موشوما في ذاكرة يونس وكيف أنه دخل في مشادات كلامية مع المفتش الذي زاره، قبل أن يجد الاثنان نفسها في مجابهة الثلج، نظرا لغياب وسائل النقل فإن الوافدين على المنطقة كانوا يستقلون شاحنة عسكرية تأتي صباح كل يوم وتعود بهم عند المساء.
لم يمض إلا عدة أشهر على تعيين المعلم ليقرر المفتش زيارته، استقل هذا الأخير الشاحنة العسكرية التي أقلته للقسم اليتيم بين الجبال، فوجئ المفتش بالقسم دون تلاميذ والمعلم يستدفئ بالأخشاب الموقدة، جال المفتش بناظريه في القسم فلاحظ أن الأخشاب التي يستعملها المعلم هي أخشاب طاولة، فجن جنونه وتوعد المعلم بتقرير يقضي عليه، ولم تنفع كل المبررات والحجج التي ساقها المعلم في إقناع المفتش بأنه منذ التحق لم ير وجوه التلاميذ إلا مرتين، وأنه يعاني أشبه بوضع النفي "جوع، صقيع، وحشة ووحدة"..
لم يلق المفتش بالا لوضع المعلم وجلس قرب باب القسم ينتظر عودة الشاحنة لتقله إلى خارج المنطقة، مرت الدقائق فالساعات، وحل الليل دون أن تأتي وسيلة النقل، اشتد البرد واستبد الجوع بالمفتش فبدأت عباراته تلين تجاه المعلم إلى أن وجد نفسه مضطرا للاقتراب من فضاء المعلم الساخن، وطلب منه تكسير طاولة أخرى لضمان ليلة دافئة داخل القسم الكئيب.

"دير الصف ألضاسر"

هذه طرفة أخرى عاشها عبد العالي الذي يتذكر ضاحكا قصته " كنت ما أزال في بدايتي الأولى ولم أعتد بعد على جو التدريس، ولا أحد يعرفني بعد في الإعدادية التي عينت فيها أستاذا للغة الفرنسية... حدث مرة أن فوجئت بأحد الأطر التربوية داخل المؤسسة يمسك بعصا ويأمر التلاميذ بالوقوف والتراص في صف منتظم قبل أن يتوجه نحوي و يصرخ في وجهي بحدة: "ادخل للصف ألضاسر"، وهو الموقف الذي انتزع قهقهات التلاميذ عاليا، ولم يهدأ الرجل الذي كان على وشك أن يضربني إلا بعد أن أخبرته بأني أستاذ اللغة الفرنسية الجديد". يتابع عبد العالي روايته وكيف تغير لون الرجل و"أخذ يعتذر لي أمام التلاميذ وهو يردد "سمح ليا أولدي خلطتك مع التلاميذ"، عذرت الرجل الذي كان هذا الحادث بداية صداقة حقيقية بيني وبينه".









آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !