صرخة استغاثة من رجل تعليم بالمهجر
[IMG]http://www.************/vb/images/no.jpg[/IMG]
حمزة العرباوي
Thursday, May 14, 2009
لقد وصل السيل الزبى كما يقول المثال،وأن شعار المغرب الجديد،ومغرب الشفافية والانتقال الديمقراطي والعهد الجديد مجرد شعارات رنانة وجوفاء تتطلب التمحيص والتدقيق لأن الواقع الميداني يكذب ويفند ذلك. أي مغرب جديد ورجال التعليم العاملين بالخارج يعانون أقسى المعاناة؟، أي مغرب الشفافية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تجول فسادا برواتبنا ؟، أي مغرب الانتقال الديمقراطي، والسلطات المغربية لم تتدخل لتضع حدا لتلاعب هذه المؤسسة ؟ هل هي فوق القانون أم ماذا؟ هذه مجرد أسئلة مشروعة نطرحها علنا نجد من يجيب عنها.لقد جفت الأقلام حول موضوع رحال التعليم بالخارج وحول وضعيتهم المزرية ولا أحد حرك ساكنا، ما نسمعه هنا وهناك أن المسؤولين واعون بمشاكلكم، وأن ملفكم نفض عنه الغبار،وأصبح يتداول بين المسؤولين.
أي مسؤولية ورواتبنا لم نتوصل بها لحد كتابة هذه السطور، ألا يمكن اعتبار هذا السلوك استهتار بالمسؤولية ؟ كيف لهذا المعلم أن يشتغل ولم يتوصل براتبه الشهري. من أين يؤدي فاتورة الكراء، والماء والكهرباء......والبنزين...؟ بالله عليكم أجيبوني أيها المسئولين؟ أيها المطبلون والمزمرون لمغرب اليوم والجديد؟ كيف له أن يشتغل وراتبه الشهري لا يفي لأبسط ضرورية العيش ؟ ومن باب الإعلام فثلث الراتب الشهري يلتهمه الكراء في بعض المناطق وقد يصل في بعض الأحيان إلى النصف. فالأرض ليست مفروشة بالورود كما يعتقد البعض . بكل صدق وصراحة, فالراتب الذي يتقاضاه رجل التعليم بأوربا لا يرقى إلى راتب عامل نظافة. كيف لهذا المدرس أن يشتغل وليس بحسابه البنكي ما يعول به أبنائه؟ كيف له أن يشتغل وهو مدين بأكثر من 600 أورو ؟ لدا نطالب الجهات المسؤولة أن تبحث في قاموسها السياسي عن أجوبة مقنعة لهذه الأسئلة التي تدور في خالد كل رجل تعليم بالخارج . إن هذا الوضع لن يستقيم إلا بمحاسبة المسؤولين عن هذه المؤسسة، مع العمل على سحب هذا الملف من يد مؤسسة لأنه لا يعقل أن يرهن مصير موظف في يد أشخاص تحركهم أهوائهم ورغباتهم الشخصية، لا يعقل أن ينقل مصير موظف من وزارة إلى مؤسسة لا رقيب عليها ولا حسيب .
فمن هذا المنبر الإعلامي أطالب الجهات المسؤولة في البلاد أن تفتح تحقيقا جديا ونزيها في أسباب نازلة التأخير الذي تعرفه رواتبنا الشهرية بين الفينة والأخرى، والضرب على أيدي المتلاعبين لأن هذا التأخير تترتب عنه عواقب وخيمة عن المعلم هنا بالديار الأوربية، منها فاتورة الكراء و الكهرباء والماء (وبالمناسبة توصلت برسالة من وكالة الماء تطالبني بتسديد فاتورة الماء وإلا نوقف عليك التزود بالماء مع ذعيرة قدرها 3.46 أورو).....والبنزين وهلم جرا. ألم يفكر هذا المسؤول عن التأخير فيما سيترتب عن ذلك ، خصوصا وأن ظروف العيش هنا صعبة و جد قاسية لأن المبلغ الشهري لا يساير القدرة الشرائية التي عرفت ارتفاعا صاروخيا وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ، فهؤلاء المسؤولون لم يضعوا هذا في الحسبان ، بل واصلوا تجاهلهم لوضعيتنا. ومما زاد الطين بلة فحتى زيجاتنا محرومون من العمل بدعوى نوع بطاقة الإقامة الممنوحة لنا التي لا تسمح لهم بالعمل.لهذا نتساءل أي تشريع في العالم يمنع المرأة من العمل؟ أليست المرأة مستقلة عن الرجل ؟ أليس الشغل حق تكفله المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ؟
لذا أعود وأرفع صوتي من خلال منبركم الإعلامي هذا وأصرخ بكل مرارة وألم في وجه أولائك المسؤولين المتلاعبين بمصائرنا ومصائر أبنائنا وأقول لهم : يكفينا ما نحن فيه ، لا تثقل كاهلنا أكثر مما لا يطيق.كما أدعو كافة العاملين بالخارج التفكير بشكل جدي في بلورة مشروع نضالي حتى نتمكن من فرض شروطنا ونعيد الكرامة لهذه الشريحة التي افتقدتها عند التحاقها بالخارج.فعلى الجميع التفكير في خلق لجن جهوية للتنسيق وطنيا لخوض معارك على المستوى الأوربي أولا أمام العمالات والقنصليات والسفارات حتى نسمع صوتنا للسلطات الأوربية أولا والمغربية ثانيا، حتى نرفع أولا الغبن والمهانة التي لحقتنا عند التحاقنا بالاشتغال بالخارج، فالخوف من العودة إلى المغرب لا يرهبنا. ويجب النضال على المطالب العاجلة التالية:
1- تسوية وضعيتنا المادية في السلم 11 وفي الرتب أسوة بزملائنا العاملين بالمغرب.
2- التسريع بالرفع من الأجور أسوة بزملائنا الذين التحقوا هذه السنة مع تعميمها على كافة المعلمين دون تجزيء.
3- الضغط على السلطات الأوربية بالسماح لزيجاتنا للاشتغال لأن الشغل حق تضمنه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
فالمطالب عديدة وعديدة جدا سوف نخصص لها مقالا خاصا نعرج فيه عن جميع المطالب والمشاكل التي نعيشها بالديار الأوربية، وقد تناولت بعض الجرائد المغربية الموضوع . وفي الأخير أدعو كافة رجال التعليم للتعبئة ورص الصفوف من أجل انتزاع مطالبنا المشروعة والعادلة لأن الحق ينتزع ولا يعطى.
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=12856