إنه الشوق واللهفة في قراءة عمودك اليومي على صفحات جريدتك هو ما يجعلني أقلب أوراق الجريدة بسرعة حتى أصل الى عمودك المكتوب على آخر صفحة بالجريدة وكلي لهفة لأقرأ كلماتك الجريئة ولغتك القوية وأسلوبك المستفز والساخر، وفي نفس اللحظة لأتذوق نشوة الثورة ضد الظلم والاستبداد والقهر والجوع وكل المخططات السياسية التي مللنا السماع والحديث عنها.
و حين وصلت الى عمودك اليوم، شعرت بسعادة غريبة وأنا أقرأ عنوان العمود *رسالة الى الرئيس أوباما*، "إنه نفس العنوان الذي كتبت به إحدى مقالاتي الأخيرة"، فقلت في نفسي معجبة : "يا للعجب هل أفكر في نفس مايفكر به الأستاذ رشيد نيني؟"
وأخذت اقرأ الرسالة , المقدمة...جميل ....السطرالأول ...والثاني ... والثالث .. معقول.. والعاشر ...رباه...والحادي عشر الى أن انهيت العمود. وأعدت مرة أخرى أقرأ الرسالة، كل السطور تجاوزتها الا هذه السطور.
أستاذي الفاضل : قلت أنهم شيدو للحرية تمثالا. أوافقك لكني لا أراه سوى تمثالا مزيفا لدولة تطالب بحرية شعبها و يسجن على يد طفلتها المدللة مئات الفلسطينيين لعشرات السنين، فقط لأنهم يطالبون بالحرية.
أيضا نحن نقدر دعم أمريكا لنا باعطائنا الحليب حتى تشتد سواعدنا، لكني أقول أن الحليب الذي يتساقط من فاكهة التين أفضل لنا من أن ترافق شاحنة الحليب القادمة من امريكا عشرات الشاحنات من المخدرات لأبنائنا.
أما فيما يخص اللقاحات التي تجلبها لنا أمريكا من أجل مقاومة الأمراض، فهي نفسها وباء على البشرية حينما تنادي باحتكار السلاح حتى تقتل الشعوب.
أستاذي الفاضل: أحز في نفسك أن نتجند ضد الولايات المتحدة الأمريكية ؟ أما حز في نفسك منظر الأطفال المقتولين في فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان؟
أما فيما يخص القرعة التي ينظمونها لنا، فهم لا ينظموها لنا لسواد عيوننا، وإنما من أجل أن نتخلى عن هويتنا العربية ومرجعيتنا الاسلامية.
أستاذي الفاضل: أي قواعد هذه التي سيشيدونها على أراضينا ؟ أتقصد القاعدة التي سوف يشيدونها عما قريب في إحدى مدن الجنوب؟ أم آلاف القواعد التي توجد بأرض فلسطين؟ انهم بهذا لايحتلون الأرض فقط بل إنهم يحتلون الأرض والشعب والحق.
أستاذي الفاضل: رغم ان بيوتنا آيلة للسقوط فنحن متشبتون بالبقاء فيها، ليس لأننا لانملك سوى ترابها الذي أكلناه عندما كنا أطفالا، بل لأن في هذه البيوت دفئ الجدة ودعم الزوجة لزوجها وذكريات طفولة الأبناء.
أستاذي الفاضل : نحن لبسنا الحجاب والجلباب وأطلق شبابنا اللحي، حتى نكمل رسالة السلام التي جائت بها الرسالة المحمدية، أما أولئك الذين تتحدث عنهم، فهم بعيدون عنا ونحن بعيدون عنهم، فنحن لسنا أغبياء ولسنا حمقى ولسنا بلا ضمائر، ولكن هذا لا يمنع من أن نذيق العدو الطعام من نفس الطبق حتى يتذوق نفس الطعم الذي ذقناه نحن.
في أخر الرسالة كتبت أستاذي الفاضل: ماذا نستحق منكم ياسيادة الرئيس غير قنبلة نووية تقتلعنا من هذه الأرض إلى الأبد. هكذا يخلو لكم الجو وتحققون السلم في هذا الكوكب الصغير الذي لم يعد يتسع لأحد غيركم.
وانا أقول اذا سمحت لي: ماذا نستحق منكم يا سيادة الرئيس غير أن تتركونا وشأننا، نريدكم أن تنصرفو من كل شيء وتتركونا مع فقرنا وجوعنا وأميتنا ومرضنا وخيانتنا ووووو... لا نريد مساعدة من عدو يساهم في تقتيل وتذبيح إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان لأن دماء العروبة التي تجري في أجسادهم هي نفسها التي تجري في دمنا، أما أنت حتى و إن قيل إن في دمك شيء من دم العرب فهذا ضرب من المحال.
أستاذي الفاضل: اعلم أن المعنى الذي اردت ان توصله في رسالتك للقارئ عن أمريكا بعيد نوعا ما عن ماأردت أن أعبر عنه، ولكن صراحة أنا لاأحتمل أن أقرأ شيئا بالايجاب عن حليف عدونا الصهيوني، وإن كان لا بد من تغيير للشعب المغربي فلا بد أن يأتي منا وليس من عدونا، حيث قال الله عز وجل : " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ". وما يجب أن تفهمه أستاذي أنت وكل مغربي، هو أننا لن نستطيع تحرير أقصانا قبل أن نتخلص من التبعية لقوم هدفهم إذلالنا وإخضاعنا واحتلالنا عبر مر العصور.
أرجو أستاذي ألا تعتبر هذا نقدا، فقلمي لن يتجرأ أبدا على نقد صحفي مثلك، فهو كالنملة أمام الفيل ولكن اعتبرها دعابة من قارئ يحترمك أشد الاحترام.
ايوا شــــــوف تشــــــــوف
ملاحظة: العمود بالعدد رقم 844 بتاريخ الاثنين 08/06/2009
نادية بن مسعود
حماة الأقصى
مقتطف من أحد المواقع .