في كل البلدان التي تحترم نفسها وشعوبها نجد ان بناء المنظومة التربوية يتم بعيدا عن التجييش السياسي..بعيدا عن الخطابات الطوباوية ..المرحلية والهادفة بالاساس الى الكسب السياسي وليس البناء المجتمعي .
عندنا ..الاية معكوسة ...فهناك اصرار كبير لجر المنظومة التربوية في قاطرة سياسية ..تتناوب عليها تيارات لا تملك من امرها شيئا ...تؤسس لنظام تربوي لا افق له ..بل توجهه الى الهاوية بسرعة الريح في تحد سافر لكل الطموحات الشعبية ......
لا يمكن ان تسير الامور بهكذا عقليات ...لا يمكن ان تشعل نار هادئة في "جمر " حكومي لتعديل تربوي ""هشيش"" ....المنظومة التربوية وجب ان تكون اعلى من الجميع...اعلى بكثير من طموح ساستنا الذين هم على باب الله ...وجب ان تكون هما وطنيا موحدا ...وجب تعميق النقاش مع الشعب كي يثق في منظومة ينتجها ....
منذ الاستقلال ...وجميع من تمكنوا من مفاتيح وزارة التربية والتعليم..يحاولون /عبثا/ اسقاط ""مجامرهم"" من عل ....بشكل عمودي ..لا ولم ولن تستقيم الامور ...
اثناء السقوط الحر ...تتبخر ابخرتهم ..يفقد "الجمر" وهجه ..فقط لان الجمر السياسي مغشوش اصلا ..اما وان كان يسقط بشكل عمودي ...فهي الطامة الكبرى ...يلمع في الاعالي..ولاوقع له على القاعدة العريضة التي تعيش جهلا مدقعا...او بالاصح تجهيلا ممنهجا....
الى حين توفر الارادة السياسية الحقيقية بان تتخلى الطبقة المتحكمة للتخلي عن المنظومة التربوية
كمطية سياسية ....حينها فقط ستبدا المرحلة الجنينية للاصلاح الحقيق