نقابيون: لا نية للحكومة في إصلاح أنظمة التقاعد
حمل متدخلون، في مائدة مستديرة نظمت صباح أول أمس السبت بالرباط، حول أنظمة التقاعد بالمغرب، المسؤولية للحكومة فيما آلت إليه هذه الأنظمة، مشيرين إلى أن «لا نية لها في الإصلاح ما دامت تحاول تغليب مصالحها المالية على حساب تهميش المصلحة العامة للطبقة العاملة».
واعتبر حسن المرضي، عضو المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد، أن تردي أوضاع صناديق التقاعد يعود بالأساس إلى غياب هيئة خاصة بالمراقبة واللاحكامة في تدبير الصناديق الخاصة بالتقاعد...، محملا المسؤولية للحكومة، بوصفها تلعب دور الخصم والحكم في تدبير هذا المجال. وأشار عضو المجلس الإداري للصندوق والكاتب العام للنقابة الشعبية للمأجورين، إلى أن إصلاح أنظمة التقاعد ليس بالأمر الهين نهائيا، لكن إجراءات المتخذة حاليا من الطرف الحكومة لا تدل على قرب إيجاد حلول ممكنة لحل المشاكل المتعلقة بالتقاعد.
من جهته، اعتبر العربي الحبشي، عضو المكتب التنفيذي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، خلال تدخله في الندوة التي خصصت لموضوع أنظمة التقاعد وسبل إصلاحها، أن إشكالية التقاعد تأتي في سياق صعب، دوليا، يعرف هيمنة الأسواق المالية، ووطنيا، من خلال محاولة الحكومة خلق توازنات مالية على حساب الطبقة العاملة على حد تعبيره. وأكد الحبشي أن أنظمة التقاعد بالمغرب لها عدة مميزات، من بينها أنها أنظمة متباعدة ولا تحكمها مرجعية مؤسساتية وقانونية واحدة، إلا أنها تعرف عدة اختلالات لم تكن وليدة اليوم، فالحكومات السابقة لم تكن لها إجراءات استباقية لما سيؤول إليه نظام التقاعد بالمغرب، مشيرا إلى انتقال المؤشر الديمغرافي من 12 ناشطا لمتقاعد واحد سنة 1986 إلى 3 نشطاء سنة 2012.
إلى ذلك، عبر المهدي الداودي، الرئيس السابق للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، عن استنكاره الشديد لتدخل الدولة في التسيير المادي بالخصوص لصناديق التقاعد، مؤكدا أن أموال هذه الصناديق هي من جيوب الطبقة العاملة، وهي التي لها الحق في تسيير شؤونها بدون تدخل من الدولة.
وقد خلصت الندوة إلى استعراض الأطراف المشاركة مجموعة من اقتراحات حلول من شأنها التخفيف من حدة المشاكل التي تعرفها أنظمة التقاعد بالمغرب، من بينها أن يكون سن التقاعد في المرحلة الأولى إما اختياريا أو اختباريا أو مبنيا على التحفيز، إضافة إلى ضرورة إحداث هيئة مستقلة للمراقبة، وكذلك إعادة النظر في الضرائب على الدخل والأجور بالنسبة للطبقة المتوسطة.
عبد الرحيم الشرقاوي (صحفي متدرب)