خالد اسْلي مخرج الفيلم التربوي"هدر" الفائز بجائزة السيناريو خلال المهرجان الوطني الثامن:
لمدينة وجدة من الطاقات السينمائية ما يمكنها أن تدخل المنافسة وتفوز بالجوائز
وجدة : عبد القادر كتـــرة
فازت نيابة وجدة أنجاد ممثلة بالنادي السينيمائي لمدرسة جمال الدين الأفغاني بجائزة السيناريو خلال المهرجان الوطني الثامن للفيلم التربوي الذي نظم أيام 17و18و19 أبريل 2009 بفاس بالفيلم القصير "هدر" والذي حصل كذلك على تنويه بالإخراج،كما فاز بجائزة
تنويه خاص خلال المهرجان الوطني الرابع المنظم بالدارالبيضاء أيام 6و7و8و9 ماي الجاري تحت شعار "من اجل مدرسة مواظبة" رغم أن الفريق الذي أنجز الفيلم شارك لأول مرة في مهرجان وطني أمام متنافسين راكموا تجربة خلال الدورات السبع للمهرجان ورغم أن الإمكانيات التي رصدت لفيلم "هدر" كانت أكثر من بسيطة. قصة وسيناريو الفيلم وإخراج للفنان المصور والأستاذ خالد سلي...
ولتقريب القارئ الكريم من هذه التجربة الناجحة ارتأت الأحداث المغربية إجراء هذا الحوار مع المخرج خالد سلي...
■ في أي إطار يدخل هذا العمل السينمائي؟
■■ هذا العمل يدخل في إطار الفليم التربوي الذي يعالج قضايا تربوية. وظاهرة الهدر المدرسي هي إحدى الظواهر التي تنخر الجسد التعليمي المغربي وإذا لم تتظافر الجهود فلن يتم حلّ هذا المشكل. فيلم "هدر" لم يعالج ظاهرة الهدر بمعزل عن باقي الظواهر التي تسود وسط المدرسة المغربية بل هناك ظواهر أخرى مرتبطة بالهدر، كظاهرة تشغيل الأطفال وظاهرة اغتصاب الفتيات وظاهرة العنف ضد النساء، هذه كلها ظواهر مرتبطة ومتشابكة تؤدي في آخر المطاف إلى الهدر المدرسي بمعنى الانقطاع المبكر عن الدراسة.
■ كيف جاءت فكرة المشاركة لأول مرة في هذا المهرجان ؟
■■ ففي الحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع الكاميرا. فلي تعامل مع الكاميرا على الأقل منذ 15 سنة، وسألني بعض الإخوان المشاركين في المهرجان عن سبب عدم مشاركتنا في الدورات السبع السابقة بحكم توفر المدينة على مستوى ومؤهلات...حقيقة لم نشارك وكان هناك غياب إعلامي لم نكن من خلاله نتواصل، لكن هذه المرة استطعنا ، وأقولها بكل صراحة، بتتبعنا لمراحل المهرجان وتوقيته وكيفية المشاركة عبر موقع وجدة سيتي وتغطية الأخ عزيز باكوش وتواصلنا إداريا، المشاركة بفيلم "هدر" ترك صدى طيبا في هذا المهرجان الثامن للفيلم التربوي الذي عرف مشاركة أفلام ذات مستوى...والحقيقة أنا أتأسف بشدة لأننا لم نشارك في الدورة السابعة حتى نستفيد لأن على هامش المهرجان كانت هناك عدة ورشات للتركيب وإدارة الممثل أمام الكاميرا من تأطير خبراء، والحقيقة أننا استفدنا واستفدنا كثيرا...
■ كيف انتقلت من فن التصوير إلى الإخراج؟
■■ الفنان بالفطرة وعلاقتي بالكامير وطيدة ولما أشاهد فيلما ، لا أشاهد الفيلم بنظرة عادية كأي شخص يتتبع القصة، لكن أتتبع حركات الكاميرا، أتتبع إدارة المخرج للممثلين وكنت دائما أتعامل مع آلة التصوير الفوتوغرافي وآلة الكاميرا فيديو منذ 15 سنة وتتطورنا وأصبح لنا آلات تصوير وكاميرات متطورة جدا ومحترفة نتعامل معها...والفنان له إحساس ومؤهلات ولا ينقصه في بعض الأحيان إلا من يصقل موهبته ولهذا كنت دائما جدّ سعيد لحضور الورشات حتى نتطور ونبدع أكثر...وأنا أطالب بتكثيف الدورات..
■ لماذا تم تصوير الفيلم بهذه المدرسة وبهذا الحي؟
■■ تم التصوير في فضاءات متعددة ، بمدرسة جمال الدين الأفغاني حيث حصلنا على جميع التسهيلات من طرف المدير، ولن نقتصر مستقبلا على مدرسة واحدة، ولأن المدرسة معنية بظاهرة الهدر المدرسي بحكم تواجدها بحي شعبي وهامشي ، حيث إن هناك أطفال يتعاطون لبيع علب المناديل الورقية، وأكياس البلاستيك ومسح الأحذية وغيرها من الأعمال...
■ في أي ظروف تم التصوير؟
■■ تم التصوير في ظروف عادية بفضل تسهيل السلطات المحلية بحكم أننا نشتغل في الحقل التربوي، واشتغلنا في بعض المدارات والشارع العمومي ، داخل المدرسة وخارجها وبحي المساكين وهو حي شعبي يحمل اسمه...كما كان الأطفال ظاهرة هذا العمل بحيث تم انتقاؤهم حسب ملامحهم والوجوه التي تتناسب مع الموضوع وقام هؤلاء الأطفال بأدوارهم على أكمل وجه...وعلى كل حال أمامنا من الوقت الكافي ما سيجعلنا ننتج حيث إن هناك مجموعة من الطلبات من الممثلين وكُتّاب السيناريو، وكنا ننتظر هذا الاعتراف الوطني، كما وعدنا أنفسنا بأن تكون وجدة حاضرة في الدورات المقلبة، إن شاء الله.
■ برع الأطفال في أدوارهم، هل لقيت صعوبات معهم؟
■■ لم ألق أي صعوبة مع الأطفال لكن لقيت صعوبات مع الكبار رغم أنني كنت متخوفا في بداية الحصة. لقد أبدع الأطفال وبرعوا وبلغ الأمر بالطفلة التي لعبت دور الخادمة أن أبكت القاعة كلها وهو ما يشكل صدقا في الأداء، وهو ما تم التنويه به من طرف الحاضرين...
■ هل يمكن الحديث عن قصة الفليم بإيجاز؟
■■ يتحدث الفليم عن أسرة فقيرة يعمد فيها الأب إلى تشغيل أطفاله، 6 بنات وطفل، الفتيات كخادمات في البيوت والطفل في بيع علب المناديل...وخلال لقاء الأب مع ربّ أسرة أخرى أب لطفل وطفلة في ضائقة مالية ينصحه بتشغيل طفليه...ومن هنا تتولد المشاكل في الأسرة على رأسها العنف الزوجي ضد المرأة التي ترفض تشغيل طفليها، وهي الوضعية التي تنتهي بمأساة تتمثل في تشتيت الأسرة حيث تتعرض الطفلة لاغتصاب في بيت كانت تشتغل فيه كخادمة من طرف المشغل، ويلقى الطفل حتفه في حادثة سير بينما كان يبيع المناديل وسط الطريق. وبهذه المناسبة أشكر التقنيين الذين اشتغلوا معي بحيث تم إنجاز مشهد الحادثة وتصويره بنجاح كبير قريب من الواقع بحث صدم القاعة التي صرخت وقتها...كان التنويه بالتقنية والصورة والصوت وتسلسل الأفكار، وبهذا تم تسويق مدينة وجدة وتم إبراز مؤهلاتها وصورتها من حيث المشاريع التي أنجزت أو هي في طور الإنجاز من شوارع وطرقات ومدارات، كما تم كذلك إبراز وجه بعض الأحياء الهامشية والفقيرة والتي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة حيث تم التركيز على التناقضات...
■ هل شارك إلى جانب الطاقم أشخاص آخرون؟
■■ بالطبع، كان هناك الإشراف المباشر للنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية وتتبعه لجميع المشاهد، ونظرة الطاقم التربوي للمفتشين...لنا من الطاقات ما يمكننا من الإبداع ولا ينقصنا إلا الاشتغال رغم قلة الامكانيات حيث إن فيلم هدر لم يكلف أكثر من 2000 درهم في الوقت الذي بلغت كلفة بعض الأعمال المشاركة 15 مليون سنتيم... للإشارة ، الفيلم التروبي "هدر" من إنتاج النادي الثقافي لمدرسة جمال الدين الأفعاني بوجدة والإشراف العام للناجي شكري، وقصة وسيناريو وإخراج خالد سلي،ومساعدة الإخراج كريمة بنميمون وتمثيل موثر قادري وبلال الحوزي وإسماعيل عمراوي وكريمة بنميمون ومحمد بنعبيد ويوسف بوزغبة وعبدالقادر توري وعبدالقادر فريحة وبنيونس مربوح ومحمد حسيني وشارك في التمثيل عائشة سلامي وحسن سعادي ولحسن بوعياد وسعاد دخيسي وجميلة محيات وخديجة بنفضل ولطيفة كمو ومصطفى صالحي، مدير التصوير رشيد لعتابي ، وتصوير ومونتاج إلياس يحياوي، وهندسة الصوت جميد دخيسي، والمحافظة العامة محمد بنعبيد.