المغرب.. حملة مقاطعة نشطة ضد إسرائيل
عبد الرحمن خيزران
اسلام اون لاين 19-2-2009
تظاهرة حاشدة بالمغرب تضامنا مع غزة (أرشيف)
الدار البيضاء- أظهر تقرير إسرائيلي حديث ارتفاع قيمة التجارة البينية بين المغرب وإسرائيل خلال العام 2008 المنصرم إلى 30.2 مليون دولار، مقارنة مع 18.9 مليونا خلال العام 2007. يأتي ذلك في الوقت الذي تتوسع فيه الأنشطة الشعبية المطالبة بمقاطعة السلع الإسرائيلية، خاصة بعد العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة.
وبحسب التقرير الصادر عن مركز الإحصاء الإسرائيلي، فإن قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب خلال سنة 2008 بلغت حوالي 26.6 مليون دولار مقارنة مع 16.4 مليون دولار في 2007، بنسبة زيادة تقدر بنحو 62.2%، بينما لم تكن تتجاوز 12 مليون دولار سنة 2006.
أما قيمة الصادرات المغربية إلى إسرائيل فقد بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2008 ما يناهز 3.6 ملايين دولار، مقارنة مع 2.5 ملايين في ذات الفترة من العام 2007، بنسبة زيادة تقدر بنحو 44%.
وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين المغرب وإسرائيل، وقرار المغرب إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط في 23 أكتوبر 2000، استمرت الحركة التجارية بين الجانبين في الازدهار، فبحسب أرقام المركز الإسرائيلي فقد ارتفعت التعاملات التجارية بين المغرب وإسرائيل خلال الفترة من العام 2003 وحتى العام 2006 بنسبة 150%.
لكن تقديرات مغربية وعربية تشير إلى أن هذه الأرقام المعلن عنها من قبل المركز تبقى تقديرية، مع تكتم بعض الشركات المغربية والعربية في كثير من الأحيان، على معاملاتها التجارية مع إسرائيل، ولجوء البعض الآخر إلى رموز وعلامات تجارية أو وسطاء أوروبيين لتغطية تعاملاتها مع إسرائيل، بحسب تقارير لجامعة الدول العربية.
وحسب نشطاء مغاربيين لـ"إسلام أون لاين.نت"، فإن شركات أوروبية، وبخاصة بلجيكية وإسبانية، تنشط في تصدير العديد من المنتجات الإسرائيلية إلى المغرب، كما توجد شركات إسرائيلية لها نشاط بالمغرب في مختلف المجالات، تحت غطاء شركات أوروبية، ولاسيما في المجالات الزراعية.
ويوجد في المغرب فروع لبعض الشركات الإسرائيلية العالمية العاملة في هذا المجال، ومن بينها شركة "هاي تيك" المتخصصة في الآليات الزراعية.
حملات مقاطعة
في المقابل أكد أنيس بلافريج عضو "المبادرة الوطنية لمقاطعة إسرائيل"(شعبية) بالمغرب أن وثيقة توجد في الموقع الإلكتروني لوزارة الفلاحة والشئون القروية المغربية تبين أن الوزارة في غضون السنوات الـ15 الماضية تعاملت مع 70 حالة استيراد لبذور إسرائيلية.
وقدم بلافريج، خلال ندوة صحفية عقدت في الدار البيضاء الأسبوع الماضي، مجموعة مما وصفه بـ"أدلة" على وجود مواد زراعية ذات منشأ إسرائيلي في الأسواق المغربية، من بينها مواد كيماوية وأسمدة بعضها من صناعة شركة "نيطافين" الإسرائيلية، وتستخدم في تقنية الري بالتنقيط.
وبحسب بلافريج، فإن "نيطافين" هي من أهم ممولي المعرض الفلاحي الدولي الذي يقام كل سنة بمدينة أغادير جنوب المغرب.
وخلال الندوة قال الناشط المدني والحقوقي اليهودي المغربي سيون أسيدون: "إن رقم المعاملات بين المغرب وإسرائيل أكبر من الرقم المصرح به، وهو يناهز تقريبا 50 مليون دولار، معتبرا أن الشارة التي كانت توزع في الدورة الماضية من المعرض الفلاحي بمدينة أغادير، والتي تحمل اسم شركة إسرائيلية بمثابة شارة عار وذل".
من جانبه قال عبد الرحيم الحجوجي رجل الأعمال المغربي إن المبادرة دخلت في اتصالات مع دول عربية وإسلامية "لمحاربة كل تطبيع اقتصادي أو سياسي أو ثقافي مع الكيان الصهيوني".
الحكومة المغربية من جهتها نفت أية علاقات تجارية مع إسرائيل، ونشرت الصحف المغربية بيانا لوزارة الفلاحة مؤخرا تكذب فيه الأنباء التي تتحدث عن وجود علاقات تعاون مع إسرائيل.
غزة
وحول تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة في دعم مثل الأنشطة المناهضة للتطبيع، قال عبد الإله المنصوري عضو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين: "مختلف القوى المناهضة للتعامل مع كيان الاحتلال ينبغي أن تستثمر الحالة الجديدة التي أحدثتها حرب غزة الأخيرة، خاصة أن الشعب المغربي أثبت يقظة واستعدادا للدفاع عن حقوق أبناء قطاع غزة".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت": "ملحمة غزة دفعت بقوى أخرى لم تكن معروفة بانخراطها في أنشطة مقاطعة إسرائيل إلى أن تلتحق بساحة المقاومة ومحاربة التطبيع، ومن ضمنه التطبيع التجاري".
وأكد المنصوري أن عددا من رجال الأعمال والمثقفين المغاربة "وقفوا على حقيقة هذا الكيان الذي يقتل الأطفال والنساء، وانخرطوا أثناء وبعد الحرب في محاربة التطبيع، وهو الشيء الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على ميزان التعامل التجاري بين المغرب وإسرائيل".
وعن الآليات التي ينبغي اعتمادها للحد من التعامل التجاري مع إسرائيل، رأى المنصوري أنه من الضروري القيام بحملة دعائية لكشف الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تقوم بالتطبيع مع إسرائيل "وفضحها وعدم التعامل معها".
وشهد المغرب خلال فترة العدوان الذي انتهى في 18 يناير الماضي تظاهرات ومسيرات عديدة للتنديد بالعدوان الذي خلف آلاف القتلى والجرحى بالقطاع.