تجمعات ومؤسسات فلسطينية في إيطاليا تعلن عدم ترحيبها بزيارة عباس

[ابن الاسلام]

عبّرت عن سخطها لمواقف قيادة السلطة خلال الحرب
تجمعات ومؤسسات فلسطينية في إيطاليا تعلن عدم ترحيبها بزيارة عباس
[ 09/02/2009 - 10:16 م ]

الفلسطينيون في إيطاليا يقولون إن عباس غير مرحّب به في روما

روما - المركز الفلسطيني للإعلام

أعلنت تجمعات ومؤسسات فلسطينية في إيطاليا، أنها لا ترحب بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، إلى روما، معربة عن استيائها الشديد للمواقف التي اتخذها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت تلك المؤسسات والتجمعات "يزور محمود عباس إيطاليا، غير مرحّب به من أبناء شعبنا الفلسطيني في هذا البلد، فضلاً عن أبناء الجاليات العربية والإسلامية، وكافة المتضامنين مع فلسطين والمناصرين لها في الساحة الإيطالية".
جاء ذلك في عريضة صادرة عن مؤسسات وتجمعات فلسطينية في إيطاليا، الاثنين (9/2)، بالتزامن مع زيارة الرئيس عباس إلى روما.
وتابعت العريضة "لن نقول مرحباً بعباس وفريقه، ونحن الذين واكبنا مع شركائنا وأصدقائنا في الساحة الإيطالية، العدوان الإسرائيلي بموجة رفض جارفة لجرائم الاحتلال الحربيّ، وبالكثير من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والفعاليات الجماهيرية الحاشدة في عشرات المدن الإيطالية التي هتفت: كلنا غزة، ولفلسطين الحرية".

ملاحظات على أداء عباس ومواقفه

وجاء في العريضة التي حملت عنوان "الفلسطينيون في إيطاليا: لا مرحباً بعباس وفريقه"، أنه "على مدى ثلاثة وعشرين يوماً من العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، كان موقف رئيس السلطة السابق محمود عباس وفريقه، بعيد كلّ البُعد عن مقتضيات المصلحة الفلسطينية والتزامات المسؤولية الوطنية"، على حد تعبيرها.
وتابعت العريضة "لم يوجِّه عباس، أو أي من مقرّبيه، ولو كلمة واحدة إلى شعبنا في غزة، يشدّ فيها من أزرهم، أو يعضِّد فيها صمودهم، أو يحيِّي فيها مقاومتهم. بل الأدهى من ذلك والأمرّ، أنّ عباس وكافة المتحدثين المقرّبين منه، أخذوا على مرأى من العالم أجمع يحمِّلون مقاومة شعبهم المسؤولية عن العدوان، بما يعني إخلاء ساحة الاحتلال العنصري من المسؤولية عن المجازر البشعة وجرائم الحرب"، وفق ما ورد فيها.
وقالت المؤسسات الفلسطينية "لاحظنا كما لاحظ كثيرون، كيف تصرّفت قيادة عباس، قبيل الحرب وأثناءها، بطريقة منحت الانطباع بالتعويل على العدوان الإسرائيلي، وكأنّ ما تبقى لتلك القيادة هو أحلام تراودها بالعودة إلى غزة على ظهر دبابات الاحتلال، ضاربة عرض الحائط بمقتضيات الانتماء الفلسطيني ونداءات الوحدة الوطنية"، حسب استنتاجها.

شخصيات القيادة الرسمية

ومضت المؤسسات والتجمعات إلى القول "لم تكتفِ تلك القيادة الفاقدة للشرعية، بعجزها المهين وصمتها المريب، بل أخذت تقود الحملات الرامية لكسر إرادة الصامدين في غزة تحت ال*** الوحشي، وممارسة الضغوط كي يرفع شعبنا الرايات البيضاء أمام الدبابات الإسرائيلية من خلال الاستجابة غير المشروطة لإملاءات حكومة الاحتلال". وتابعت العريضة "لمسنا خيبة الأمل لدى فريق عباس، عندما عجز العدوان الإسرائيلي عن تحطيم معنويات شعبنا الفلسطيني، الذي خرج من تحت أنقاض غزة منتصر الإرادة وشامخ العزيمة"، وفق وصفها.
واعتبرت المؤسسات والتجمعات الفلسطينية الموقعة على العريضة أنها "المرة الأولى في تاريخ شعبنا الفلسطيني، التي تقف فيها شخصيات تتبوّأ مواقع القيادة الرسمية، لتتصرّف على هذا النحو السافر وغير المسؤول، بينما أبناء شعبنا تفتك بهم آلة الحرب التي تسحق المدن والمخيمات والبلدات. بل هي المرة الأولى التي تغيب فيها الرسمية الفلسطينية عن مؤتمر لنصرة شعبها (قمة غزة الطارئة)، بينما كانت القلوب تتفطّر على أطفال غزة وأمهات غزة وشيوخ غزة"، كما قالت.
وتحدّثت العريضة عن انطباعات سلبية بشأن موقف قيادة السلطة الفلسطينية خلال الحرب على غزة وحصارها المشدد، فجاء فيها "بات علينا أن نؤكد، أنه ليس من فراغ، بات العالم ينظر إلى عباس ومن معه، على أنهم متحالفون مع خصوم شعبهم، مراهنون على سحق المقاومة وتشديد الحصار، بما جعل بعض الأطراف التي لا تريد الخير لشعبنا الفلسطيني تصفِّق لذلك، بينما أخذ المتظاهرون نصرة لغزة في أرجاء العالم يحرقون صور عباس إلى جانب أولمرت وباراك، لما يرونه من تواطؤ معيب أقدمت عليه قيادة تزعم الحديث باسم الشرعية الفلسطينية"، حسب اتهامها.

سخط على أداء السلطة بالضفة خلال الحرب

وعبّرت المؤسسات والتجمعات عن سخطها على أداء جناح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الحرب على غزة، فقالت "إننا نعي جيداً كيف بنى عباس وفريقه، نظاماً قمعياً بالتعاون مع خصوم الشعب الفلسطيني في الإدارة الأمريكية والسلطات الإسرائيلية، بعد التآمر على قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات". وأضاف البيان "واصل ذلك النظام، حتى في ذروة الحرب على غزة، تكميم أفواه شعبنا في الضفة الغربية المحتلة، وتقييد حقهم في التضامن مع غزة والتظاهر ضد العدوان، بينما وسّعت أجهزته الأمنية تنسيقها الواسع مع سلطات الاحتلال لخوض الاعتقالات الجائرة وحملات المداهمة والتوغل في المدن والقرى والمخيّمات في عموم الضفة".
وشدّدت المؤسسات الموقعة على العريضة على أنّ "ذلك كلّه لو حدث في كيان ديمقراطي يتمتع بالشرعية، لكان عباس ومن معه، يخضعون الآن للمساءلة والاستجواب والتحقيق، جراء مواقفهم المخزية، خلال مرحلة عصيبة من العدوان الوحشي والحصار الخانق". واعتبرت المؤسسات والتجمعات أنّ الأمر يتعلق بمرحلة "كشفت الكثير من المخبوء وفرزت المواقف الوطنية من نقيضها كما لم يحدث من قبل في ساحتنا الفلسطينية، بما يفرض القيام بمحاسبة وطنية مسؤولة عن ذلك كلِّه"، على حد مطالبتها.

"قيادة منبوذة شعبياً"

وبشأن زيارته إلى إيطاليا تحدثت العريضة الفلسطينية "إنّ محمود عباس ومقرّبيه، باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، منبوذين من أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، وليست أوروبا، أو إيطاليا، استثناء من ذلك. إنها الحقيقة التي لن تتستّر عليها حفلات الاستقبال المخصّصة لمقرّبي ذلك الفريق والمنتفعين من امتيازات السلطة"، كما جاء فيه.
وخلصت المؤسسات والتجمعات والروابط الفلسطينية بإيطاليا، إلى القول إنّ "قيادة تبحث عن شرعيتها المفقودة في عواصم الخارج، ستكتشف يوماً بعد يوم، أنها تتعلّق بالأوهام وتلاحق السراب، لأنّها ستدرك أنّ ذلك لن يسعفها في نهاية المطاف طالما هي تعاني عزلة متفاقمة من شعبها، سواء في فلسطين، أو في الشتات، بما فيه أبناء فلسطين في المنفى الإيطالي"، على حد وصفها.
وقد حملت العريضة الصادرة في روما، توقيعات كل من التجمع الفلسطيني في إيطاليا، ورابطة المهندسين الفلسطينيين ـ إيطاليا، وجمعية المراة الفلسطينية ـ إيطاليا، والشباب الأوروبي لفلسطين، والجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني، والجالية الفلسطينية في ليجوريا، والجالية الفلسطينية في سيينا، وتجمّع الشباب الفلسطيني ـ فيرنتسي، والمركز الثقافي "جذور"، ورابطة المعلمين الفلسطينيين بإيطاليا.
وكانت إيطاليا قد شهدت خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة، موجة واسعة من المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية المتلاحقة، تركزت في نحو عشرين مدينة منتشرة في أرجاء البلاد، نددت بالعدوان على غزة والمجازر التي ارتكبها الجيش الصهيوني بحق المواطنين الفلسطينيين.