مقاطعة كثيفة للسياح الإسرائيليين لتركيا وتأثيرات محدودة
قاطع دوت كوم - مارس 2009
تعد تركيا إحدى الوجهات السياحية المفضلة للإسرائيليين، فقد زارها السنة الماضية 17503 سياح إسرائيليين، حسب إحصائيات وزارة الثقافة والسياحة التركية.
لكن بعد المشادة الكلامية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في ملتقى دافوس بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة انخفضت نسبة الوافدين من السياح الإسرائيليين بوضوح.
فقد شهد عدد السياح الإسرائيليين تراجعا ملحوظا، إذ سجل مطلع السنة الحالية قدوم 6727 سائحا إسرائيليا فقط، ووصلت نسبة الحجوزات التي قام اليهود بإلغائها إلى 80% كانت مخصصة لعطلة عيد الفصح اليهودي والصيف المقبل.
أثر ضعيف
ويؤكد السيد ''جنغيز يوجيل ''من قسم الأبحاث والإحصاءات في رابطة وكالات السفر التركية ''تورساب'' أن المقاطعة اليهودية للسياحة التركية ليست سوى سحابة صيف عابرة, وقد سبق أن عرف عدد الإسرائيليين الوافدين إلى تركيا تراجعا من قبل، كما حصل سنة 1999 في زلزال إسطنبول وفي موسم 2001 -2002 إثر أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
ويقول يوجيل إنه من الطبيعي أن تتأثر السياحة بالأزمات السياسية، وليس من مصلحة تركيا فقدان أي سوق حاليا, لكن مقاطعة اليهود لا تشكل تهديدا كبيرا لواردات السياحة التركية, فالسياح يتوافدون على تركيا من جميع الجنسيات وباستمرار.
وبالنظر إلى إحصاء سنة 2008 سجل الألمان أعلى نسبة حيث بلغ عددهم 134508، يتبعهم البلغار 70460 ثم الروس 47676، ومع حلول العام 2009 مازال الألمان يتصدرون القائمة.
أما عن المكاتب السياحية التركية التي تتعامل مع الإسرائيليين، فيمكن القول إنها حوالي 110 مكاتب من أصل 6000 مكتب سياحي في تركيا، وهي نسبة ضعيفة عامة.
ويختم يوجيل كلامه قائلا "إذا كان اليهود يبررون المقاطعة بأن تركيا أصبحت مكانا خطيرا على اليهود, فقد أصبحت معظم أنحاء العالم كذلك لهم وهم يعرفون جيدا لماذا".
حملة منظمة
وأطلق اليهود عبر شبكة الإنترنت حملة تدعو اليهود إلى عدم التوجه إلى تركيا لإلحاق الضرر بها اقتصاديا, وأورد موقع يهودي خبرا يفيد بأن المقاطعة اليهودية أتت ثمارها, حيث إن الفنادق التركية في المنطقة الأناضولية تقدم عروض رحلات مغرية لليهود وصلت إلى 199 دولارا أميركيا تغطي كل المصاريف ما عدا تذاكر الطيران.
ويعلق السيد تامر تشيشيك صاحب مكتب سياحي في إسطنبول على الموضوع بقوله "من المعروف أن المنطقة الأناضولية خاصة مدينة أنطاليا تتميز بسياحة البحر, وحركة السياحة في الموسم الشتوي تكون ضعيفة وبعض الفنادق تغلق أبوابها, والتي تبقى مفتوحة منها تضطر لتقديم عروض بأسعار رخيصة لجذب السياح.
ويضيف تشيشيك أن الأمر لا يقتصر على السياح اليهود, بل كل السياح من مختلف الجنسيات, كما أن الأزمة المالية وارتفاع أسعار الدولار واليورو أثرا كثيرا على الحركة السياحية.
فالفندق الذي كان يخفض أسعاره إلى 20 دولارا لليلة في فترة الشتاء الآن يقلصها إلى 15 دولارا, وعرض الـ199 دولارا يصبح طبيعيا جدا، ولا علاقة له بحملة اليهود لمقاطعة السياحة التركية، كما أن موسم السياحة في تركيا يبدأ فعليا أنطلاقا من 15 مارس/ آذار.
وقد كان اليهود يقصدون تركيا من قبل من أجل السياحة والقمار، لكن وبعد أن أصبح القمار ممنوعا في تركيا رسميا سنة 1998 اقتصرت سياحتهم على الاستجمام على شواطئ مدينة أنطاليا الساحلية وزيارة الأماكن التاريخية في إسطنبول
المصدر : الجزيرة.