فعلا الربا حرام بنص القرآن والسنة والإجماع ولا شك في ذلك لكن يبقى السؤال مطروحا هل الفوائد التي تدفع في قروض السكن اليوم هي الربا الحرام المجمع على تحريمه أم لا ينطبق عليها مفهوم الربا إذا نظرنا إلى ذلك من عدة وجوه :
1/ علة تحربم الربا في الإسلام التي هي الضلم وأكل أموال الناس بالباطل والجشع واستغلال الضعفاء ... وهذا قد لانجده في قروض السكن لأن العلة منتفية هنا تماما حسب علمي والله أعلم وكما يقول الأصوليون الحكم يدور مع علته وجودا وعدما
2/ نسبة الفائدة خاصة في قروض السكن هي ضعيفة مقارنة بالتضخم الذي يعرفه القطاع المالي فألف درهم اليوم لبست هي ألف درهم السنة الماضبة ، بخلاف الاقتراض الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان في الأشياء العينة كالذهب والفضة والشعير والتمر وحتى النقود في عصره صلى الله عليه وسلم كانت ذهبا وفضة الدينار والدرهم فهي تحمل قيمتها في ذاتها بخلاف النقود الورقية اليوم فقيمتها قد تتغير بين عشية وضحاها
3/ الإرتفاع المهول اليوم في قطاع السكن والتعمير فقد يشتري شخص شقة بـ 200.000 ألف درهم قبل ثلاث سنوت واليوم تسوي 300.000 ألف درهم وأكثر فنسبة الفائدة التي سيدفعها استفادها هو في ظرف 3 سنوات إضافة إلى امتلاك سكن ......
4/ الإرتفاع الصاروخي في سومة الكراء
هذه بعض الأوجه التي في نظري أنها لا تنطبق على مفهوم الربا المحرم في الإسلام لذا نطالب من هذا المنبر العلماء المتخصصين في المجال الشرعي والمجال الاقتصادي أن يدرسوا هذا الموضوع حق قدره وأن ينظروا إلى واقع الناس اليوم بعين الرحمة والتيسير الذي جاء به الإسلام ....
وإلى ذلك الحين علينا أن نتقي الله ونلزم حدوده ، لأن تقوى الله مخرج من الضيق وتكثير للرزق ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا من والسلام عليكم