في مغربنا الحبيب تظهر بين الفينة و الأخرى أدواء عجيبة تحيير النبهاء وذووا العقول النيرة واصحاب العلم الراسخون في مجالات قربية من مواضيع السوسيولوجيا والسيكولوجيا والطب و هلم جرا......
فهذه الأيام سرى في صفوف أساتذة التعليم الإبتدائي داء فتاك يصيب الواحد منهم فلا ينفك عنه،يقولون أن لا دواء له سوى أن تكون مساعدا للمدير و هو أدنى الدواء وأقل العلاج....قلت لصاحبي الذي فاتحني في هذا المرض الغريب:وما أعراض هذا الداء؟ قال:الله يسترك،أول أعراضه إحساس ببعض الحرارة الزائدة على المعدل في الرأس فقط وليس في سائر البدن؛ثم يتطور الأمر فتجد هذا الأستاذ الموبوء يتحدث بلفظة نحن وليس أنا كما كان في الماضي ثم يتغير الهندام وتغيب الوزة البيضاء من الفصل ثم يترفع عن إتيان دوره في حراسة التلاميذ ثم تجده ينعزل رويدا رويدا بعد أن يشيع في حيه أنه ترقى فأصبح مدييييرا.
قاطعت صاحبي ولم أتركه يسترسل،قائلا:وما الذي يسبب هذا المرض؟قال إنه قلة الإحترام....ماذا يعني ذلك....سأشرح لك:
في العقود الأخير ضاعت هيبة الأستاذ ولم يعد كما في السابق محترما مقدرا له المنزلة الرفيعة في المجنمع،لقد بات محلا للسخرية والتهكم و موضوعا غضا للتنكيت،حتى بات الواحد منهم يتحاشى أن يظهر أمام الخلق بالصفة التي هو عليها،حتى أن وزارة الداخلية فعلت خيرا لما حدفت المهنة من البطاقة الوطنية،وأمام هذا الوضع فقد أصبح الجميع يكد و يسعى بما أوتي من حداقة أن يتخلص من صفة معلم....يتبع...