لكل حيوان طريقته الخاصة فى النوم.. وتكاد معظم الحيوانات تشترك فى صفة واحدة وهى النوم الحذِر.. فأقل حركة تجعل الحيوان يهب من نومه متحفزاًَ.. أو متجنباً لخطر قد يلحق به..
.
ينام "السمك" مفتوح العينين على اتساعهما.. والسبب أن السمكة لا تملك أجفاناً؛ لهذا لا تستطيع إغلاقها. أما "الكلب" فيضع رأسه على الأرض فى الصيف.. ويضع رأسه على قدميه فى الشتاء عند اشتداد البرد. وتنام "القطة" بعد أن تلف ذيلها حول جسمها.. وكذلك "النمور، والأسود، والفهود" تنام كالقطط فى وضع دائرى.. والمعروف أنها لا تنام إذا كانت جائعة. أما "الغزلان" فتنام قلقة وتفزع لأبسط حركة فتقوم بسرعة فائقة، ولكنها فى العادة ترقد بشكل عادى لتستريح أثناء فترة اجترار الطعام لفترات قليلة.. دون نوم عميق.
.
وينام "القرد والشمبانزى" مثل الإنسان تقريباً على جانبه ويده تحت رأسه.. ويُحدث شخيراً عالياً أثناء نومه الذى غالباً ما يكون طوال الليل.
.
أما "فرس النهر".. فينام على فترات متقطعة.. ولساعات قليلة، وفى هدوء تام، وهو إما يكون نائماً فى الماء ورأسه مرفوعة خارجه (وبالأخص الأنف حتى يستطيع أن يتنفس فى استرخاء)، وإما أن ينام على الشاطئ جاعلاً صدره على الأرض ويداه الأماميتان إلى الأمام والخلفيتان يضمهما تحته.
.
و"سبع البحر" لا ينام أبداً فى الماء.. بل ينام على الشاطئ فى أى وقت، على جانبه أو على ظهره. أما "الكنجر" فينام على جانبه وأرجله الخلفية ممدودة، خاصة فى حالة الأنثى التى تحمل وليداً فى الكيس الخاص بها. وتنام "التماسيح" على الشاطئ لساعات طويلة.. وأحياناً تطفو على سطح الماء من دون أى حركة حتى يُظن أنها نائمة، ولكنها سرعان ما تنقض على فريستها بسرعة خاطفة لافتراسها. وأما "الذئب" (النائم اليقظان).. فينام بعين مغمضة بينما الأخرى مفتوحة من باب الحذر..
.
وتنام "الثعابين" ممددة أو متكورة على الأرض فى استرخاء تام يوماً أو يومين.. ولا تستيقظ إلا عند شعورها بالجوع.. حيث تتحرك لتفترس فريستها وتخلد للنوم مرة أخرى. و"الخفافيش" تنام نهاراً وتستيقظ ليلاً، حيث تكون فى حركة دائمة.. أما عند النوم فإنها تنام معلقة من أرجلها ورأسها إلى أسفل. وتطوى الزرافة رقبتها حتى تستلقي رأسها على وركها! وللزرافة أقصر فترة نوم مطلوبة للثدييات، فهى تنام ما بين 20 دقيقة إلى ساعتين وعلى ثلاث فترات كل 24 ساعة!.
.
ولكن.. تظل طريقة النوم الأكثر عجباً.. النوم وقوفاً !!
ينام "الفيل" واقفاً على قوائمه الضخمة، ويظل يهز رأسه يميناً وشمالاً.. ويكون نوم الفيل فى النصف الأخير من الليل لمدة تتراوح من أربع إلى خمس ساعات.. والفيل يصدر شخيراً عالياً عند نومه ولكنه يستيقظ بسرعة عند إحساسه بأى حركة بجواره! وكذلك ينام النحام واقفًا على رجل واحدة بينما يخفى الثانية تحت بطنه!
.
وينام "الحمار الوحشى" كبقية الفصيلة الخيلية واقفاً.. وبين حين وآخر يتمدد على الأرض ثم ينقلب على ظهره ليقف فى هدوء.. وليست له مواعيد محددة للنوم.
.
وتستطيع "الخيول" النوم وهى قائمة أو مستلقية على الأرض، فهى قادرة على الدخول فى مرحلة النوم الخفيف وهى قائمة.. ويعود ذلك إلى غريزتها كفريسة فى الحياة البرية، فالاستلقاء يجعلها أكثر عرضة لخطر الحيوانات المفترسة..
.
خلقت الخيول بسيقان تمكنها من إراحة عضلاتها بدون الحاجة إلى الاستلقاء.. وتختلف الخيول عن الإنسان فى عدم حاجتها إلى فترات طويلة من النوم.. فهى تحصل على كفايتها من النوم بفترات قصيرة ومتقطعة.. ويعود ذلك إلى أن الخيول كفرائس بحاجة أن تكون مستعدة للهرب فى أى لحظة من حيوان مفترس.. فتقضى الخيول ما بين 4 إلى 15 ساعة يومياً ترتاح فيه وهى قائمة, ومن عدة دقائق لعدة ساعات من الاستلقاء على الأرض. وبالرغم من ذلك لاتقطع الخيول كل هذا الوقت فى الراحة، فالمجموع الكلى لأوقات الراحة يومياً حوالى ساعتين على فترات متقطعة تصل إلى 15 دقيقة.. وتظل الخيول فى حاجة إلى الاستلقاء على الأرض للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة فى النوم.. وإذا لم يُسمح للخيل بالنوم مستلقياً.. قد يسقط فجأة نتيجة لدخوله فى مرحلة حركة العين السريعة وهو قائم!
.
وأخيراً.. لماذا ينام الدب لأكثر من عشرين ساعة فى حين تكتفى الأبقار ب4 ساعات فقط؟! ولماذا تنام الثدييات الصغيرة (كالفئران والقوارض) أكثر من الكبيرة (كالفيلة والأبقار)!! ولماذا تنام المخلوقات العاشبة (كالفيلة والأبقار) أقل من المفترسة (كالأسود والضباع)!!
.
يتسم الإنسان بالذكاء وضخامة الدماغ ومع هذا ينام أكثر من الخيل، وأقل من الفئران، وتتأثر ملكاته الذهنية فى حال انخفضت ساعات نومه.. فلماذا لا ينام الإنسان (الأكثر ذكاءً) أقل من الفيلة والخيول؟!
.
لا يوجد جواب مؤكد ولكن الأمر يرتبط بعوامل فضفاضة مثل حجم المخلوق، وحاجته للطعام، وطبيعة المناخ، وما إن كان مفترساً أم فريسة!!..
.
يأتى فى سلم الذكاء الدولفين والشمبانزي والفيل.. وجميعها تمتلك أنماطاً غير متشابهه من النوم.. فالدولفين لا ينام تقريباً ويكتفى بتنويم أجزاء من دماغه للراحة.. وفى المقابل ينام الشمبانزي لعشر ساعات عميقة، والفيل لأربع ساعات سطحية فى وضعية الوقوف!!
.
كل هذه الاختلافات تجعل من الصعب تحديد أسباب تفاوت فترات النوم لدى المخلوقات رغم اشتراكها فى النهاية فى حاجتها للسقوط فيه والخضوع لسلطانه!! فسبحان من لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ..
.
سبحــــــــــان الله