الأستاذ عبد الجبار توريت رجل لابد أن يتوقف الزمن احتراما و تقديرا له و لمجهوداته ، رجل أدى الأمانة و خلص العمل . مهنته اختصّ الله بها الرسل و الأنبياء ، فما كان إلا من الأوفياء و المخلصين لها... تكوينه العلمي و العملي ثم حبه لمهنته جعل له كاريزما خاصة بين زملائه و تلامذته ، عطاءاته و مواهبه تفتقت مع نعومة أظافره ، و ثماره تجاوزت جدران القسم لتصل الركح و الأدب و التشكيل و المخيم و دور الشباب ، و تجاوزتها إلى تأطير المجتمع المدني و العمل الجمعوي ، و كذلك التوثيق التربوي...
و بمناسبة تقاعده نظمت مجموعة مدارس كاروش في جو أخوي انقطع نظيره ،حفلا تكريميا بالمدرسة المركزية يوم السبت 28 دجنبر 2013 ، حظره مفتش المقاطعة السيد عبد الله عويدات وأصدقاء و زملاء و أفراد من عائلة المحتفى به ، و جمعية مدرسي و مدرسات التعليم .
و بالمناسبة تناوب الحاضرون في الاحتفاء بالأستاذ المتقاعد و تتالت كلمات الاعتزاز و الامتنان و الشكر و التنويه به و بأعماله طيلة أربعين سنة من الجد و العطاء في ميدان التربية و التعليم ، و في كل الميادين التي أبدع و يبدع فيها السيد عبد الجبار توريت... و على هامش هذا الحفل تم عرض شريط وثائقي يعرض لأهم المحطات التي مرّ بها الرجل خلال طفولته و شبابه و بعد توظيفه من تعليق و تقديم الأستاذ صلاح الدين البحيري الذي عايش مراحل و محطات الأستاذ، و قدم كذلك الأستاذ عبد الرحيم الرضواني مجموعة من الأغاني الرائعة من أدائه و عزفه أبهر بها الحضور ،و استقاها كهدية رمزية لصديقه التوريت. كما لم يفوت الأستاذ عبد الجبار توريت الفرصة لرثاء زملائه الذين غادروا قطار الحياة دون أن يدركوا محطة التقاعد من خلال قصيدة زجلية ، أبانت عن حبه لمهنته و وفائه لزملائه ،و استمرارية عطائه في شتى مجالات الفن الأصيل ...
كما تقدم السيد مدير مجموعة مدارس كاروش نوه من خلالها بالخصال الحميدة التي يتمتع بها الأستاذ المحال على التقاعد ، أطال الله بقاءه ، حيث كان وفيا لعمله وأصدقائه، متسما بالتضحية ونكران الذات، صبورا محبا لتلامذته ، أتم رسالته التربوية والتعليمية في أحسن الظروف ، متمنيا له الصحة والعافية .
وفي نهاية الحفل تقدم الحاضرون لتقديم الهدايا و التذكارات و أخذ صور بالمناسبة ، و من بينهم جمعية مدرسي و مدرسات التعليم الابتدائي ،التي أكد رئيسها أنه مهما فصل القول أو أجمل لن نستطيع أن نوفي للأستاذ عبد الجبار التوريت حقه من القول ،ذلك لأنه قائد الأجيال وضعت بين يديه فلذات أكباد فجعل منها رجالا و نساء عظماء ذوي شأن في المهن و الأدب ،لدى فأقل ما يمكن أن يقال عن هذا السيد هو أنه الملهم و النموذج الذي يمكن أن يحتدا به رفقة العديد ممن أنكرو الذات و قدموا ما قدموا لقطاع أحوج ما يكون إلى الضمير و الإخلاص و هي الخصال التي يتمتع بها أستاذنا الكبير عبد الجبار التوريت ،الذي لم يسلم المشعل بعد لأنه ما زال أستاذ المهني الذي سيؤطر في دورات تكوينية للأساتذة في إطار الأنشطة التي ستعمل الجمعية على تنظيمها في الأيام القليلة .
و إذا توقف الزمن يومه السبت لتكريم الأستاذ عبد الرحيم توريت ، فعطاء و إبداع الرجل لن يتوقف ، خصوصا و أنه يرعى مولودا جديدا أسماه " جمعية مسار الزمن الجميلللثقافة و الفن و التربية" رفقة تالة من الاساتذة و الزملاء الذين يتقاطعون معه في خصاله و إبداعه و تفانيه في الإشتعال و التوهج الدائم لإنار درب الشباب الطموح ،و تجدر الإشارة إلى كون الأستاذ بنطبيب نور الدين الذي حرص على توثيق الحفل بإبداع فني و تقنية رائعة هو رمز من رموز الزمن الجميل الذي نراه أجمل من الجمال نفسه .