إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فنظرا لما تعرفه أسرتنا التعليمية من كثرة العازفين عن الزواج ذكورا واناثا منهم؛فهذه الرسالة التي أخطها بقلمي المتواضع ، و التي ارجو من الله أن تلقى قبولا عند الدفاتريين،حيث أحثهم فيها على الزواج وأرغبهم فيه امتثالالقول سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،فإنه أغض للبصر ، و أحصن للفرج ، ومن لم يستطع منكم ،فعليه بالصوم فإنه له وجاء "( و الاستطاعة :النكاح) :هو القدرة على المؤونة :ليس هو القدرة على الوطء ولهذا أمر من لم يستطع أن يصوم ،فإنه له وجاء.
ونظرا لكون الموظفين اليوم يتقاضون رواتب تمكنهم من توفير مؤونة تعولهم و أسرتهم،فلا يمكن الإحتجاج بقلة ذات اليد ،أو عدم توفر مسكن يأويه و أسرته ،او حتى عدم توفر"بنات الناس" ،بل الحمد لله الخير كثير .
المهم قبل الزواج يجب اختيار الزوجة الصالحة ، أو الزوج الصالح ، فالزوج عليه ان يختار الزوجة الملائمة و الخالية من الأعراض الضارة لها و لأولادها ،و أن يختار من الأسر الطيبة و الأسر العريقة ،لأن هذا يؤثر على الذرية بإذن الله و أما صحة الحديث "اختاروا لنطفكم فالعرق دساس" فهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ،و لكن معناه صحيح في الجملة لأن الإنسان ينبغي له أن يتحرى الزوجة المناسبة ،لقوله صلى الله عليه وسلم "فاضفر بدات الدين تربت يداك"(رواه البخاري في صحيحه 123/5)،فيختار الزوجة الصالحة في دينها و الصالحة أيضا في نسبها و جسمها من الآفات ،لأن هذا له تأثير على العشرة و تاثير على الذرية بغذن الله .كما يختار الزوجة الودود الولود لقوله صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الولود الولود،فغني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة".
وللزوجة أن تختار الأزواج الصالحين المتمسكين بدينهم الذين يرعون حرمة الزواج و حسن العشرة ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم "اذا جاء من ترضون دينه و أمانته فزوجوه" رواه الترمذي في سننه ج4 ص 42/43 ،فدل على انه يطلب عند الزواج تحري و اختيار الزوج المتمسك بدينه وأنه لايجوز أن يتساهل في هذا الأمر ،وقد كثر التساهل في هذا الأمر الخطير فصار الناس يزوجون بناتهم برجال لايخافون الله و اليوم الآخر و صرن يشتكين من سوء معاملة الرجال.
بعد الإختيار و القبول ثم ابرام عقد النكاح تاتي مرحلة الدخلة ،هذه المرحلة التي لها آدىب في الإسلام قد ذهل عنها أو جهلها أكثر الناس حتى المتعبدين منهم و أوجزها في ما يلي:
1.ملاطفة الزوجة عند البناء بها ،لحديث أسماء بنت يزيد بن السكن ، قالتإني قينت ( زينت ) عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جئته فدعوته لجلوتها ( للنظر اليها مكشوفة ) فجاء ، فجلس إلىجنبها ، فأتي بعس [ ( القدح الكبير ) لبن ، فشرب ، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت ، قالت أسماء : فانتهرتها ، وقلت لها : خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : فأخذت ، فشربت شيئا ، ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أعطي تربك ( صديقتك ) ، قالت أسماء : فقلت : يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك ، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه ، قالت : فجلست ، ثم وضعته على ركبتي ، ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتيلأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال لنسوة عندي : [ ناوليهن ) ، فقلن : لا نشتهيه فقال صلى الله عليه وسلم : [ لا تجمعن جوعا وكذبا
2.وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها، ويقول ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه "
3.صلاة الزوجين معا،ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا ، لأنه منقول عن السلف .
4.ما يقول حين يجامعها:بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا.قال صلى الله عليه وسلم:"فإن قضى الله بينما ولدا لم يضره الشيطان أبدا"
5.الوضوء بين الجماعين:لقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا أتى أحدكم أهله ، ثم أراد أن يعود ، فليتوضأ [ بينهما وضوءا ] وفي رواية : وضوءه للصلاة ) [ فإنه أنشط في العود " و الغسل أفضل
6.اغتسال الزوجين معا:عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد [ تختلف أيدينا فيه ] ، فيبادرني حتى أقول : دع لي ، دع لي ، قالت : وهما جنبان "
7.ما ينويان بالنكاح:وينبغي لهما أن ينويا بنكاحمها إعفاف نفسيهما ، وإحصانهما من الوقوع فيما حرم الله عليهما ، فإنه تكتب مباضعتهما صدقة لهما ، لحديث أبي ذر رضي الله عنهأن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ، [ وبكل تكبير صدقة ، وبكل تهليلة صدقة ، وبكل تحميدة صدقة ] ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليها فيها وزر ؟ [ قالوا : بلى ، قال : ] فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له [ فيها ] أجر ، [ وذكر أشياء : صدقة ،صدقة ، ثم قال : ويجزئ من هذا كله ركعتا الضحى ]
8.ما يفعل صبيحة بنائه:ويستحب له صبيحة بنائه بأهله أن يأتي أقاربه الذين أتوه في داره ، ويسلم عليهم ، ويدعو لهم ، وأن يقابلوه بالمثل لحديث أنس رضي الله عنه قالأولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب ، فأشبع المسلمين خبزا ولحما ، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فسلم عليهن ، ودعا لهن ، وسلمن عليه ودعون له، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه .
9.وجوب الوليمةلأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف بها كما يأتي ، ولحديث بريدة ابن الحصيب ، قاللما خطب علي فاطمة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإنه لا بد للعرس ( وفي رواية للعروس ) من وليمة .
10.ما يستحب لمن حضر الدعوة:الأول : أن يدعو لصاحبها بعد الفراغ بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وهو أنواع :
عن عبد الله بن بسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما ، فدعاه ، فأجابه ، فلما فرغ من طعامه قال :
( اللهم اغفر لهم ، وارحمهم ، وبارك لهم فيما رزقتهم )الدعاء له ولزوجه بالخير والبركة ، وفيه أحاديث:بارك الله لك ، وبارك الله عليك ، وجمع بينكما في ( وفي رواية : على ) خير .
11.وجوب إحسان عشرة الزوجةلقوله صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي".
_أن يتطاوعا ويتناصحا بطاعة الله تبارك وتعالى ، واتباع أحكامه الثابتة في الكتاب والسنة ، ولا يقدما عليها تقليدا أو عادة غلبت على الناس ، أو مذهبا فقد قال عز وجل : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا [ الأحزاب :36]
_أن يلتزم كل واحد منهما القيام بما فرض الله عليه من الواجبات والحقوق تجاه الآخر ، فلا تطلب الزوجة - مثلا - أن تساوي الرجل في جميع حقوقه ، ولا يستغل الرجل ما فضله الله تعالى به عليها من السيادةوالرياسة فيظلمها ، ويضربها بدون حق ، فقد قال الله عز وجل :
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم [ البقرة : 228 ]
_ وعلى المرأة بصورة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها ، فإن هذا مما فضل الله به الرجال على النساء.فالزوج له حق الاستمتاع بها في كل الأيام ، وحقه فيه واجب على الفور ، فلا يفوته بتطوع ، ولا بواجب على التراخي,قلت : فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها إطاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادها ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات.
_لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيل,يوشك أن يفارقك إلينا.
_إذا صلت المرأة خمسها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت.
ولمزيد من الإطلاع أحيلكم على كتاب ناصر السنة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني"آداب الزفاف" ,وكتاب "الزواج الإسلامي السعيد" لحسن مشهور, والى مجموع فتاوى الشيخ ابن تيمية الجزء المخصص للفقه –كتاب النكاح.وموسوعة فتاوى اللجنة والإمامين ابن باز والعثيمين وأخيرا المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان.
وفي الأخير أستميحكم عذرا ان أطلت عليكم ،وأتمنى من كل مريد للزواج أن ييسر الله له ,وأن يكرمه بزوج أو زوجة يطمأن اليه فؤاده تصون عرضه وتكون سكنا له في دنياه .فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قلب شاكر ولسان ذاكرو زوجة صالحة تعينك على امر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس"صحيح الجامع رقم4409.
وصلى الله على رسولنا الكريم محمد وعلى آله وأصحابه الكرام.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
الدخول ........لغير المتزوجين!!!!!!!!!
المواضيع المتشابهه
