السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ذات يوم وانا أنتظر دوري باحدى الادارات الخاصة جاءت شابة للقاء صديقة لها تعمل هناك..كان اللقاء على غير المعتاد هذه المرة..بدأ بصرخة استغراب من الزائرة وهي تقول " ماذا أرى؟ فلانة ترتدي حجابا؟.." فتداركتها الصديقة "وهدأت من روعها" قائلة " لا تخافي ان ظهرت لك -افرأ- في الأعلى(أعلى الجسد) فان -زويانا- تحت " في اشارة الى محطتين تلفزيتين متناقضتين..
واقتربت الزائرة لترى النصف السفلي من الجسد الذي يحجبه المكتب وما عليه من آخر صيحات الجينز الوصاف..
يعبر هذا المشهد عن مدى آفة التزوير التي استشرت والتي لم يسلم منها حتى الحجاب..
استدرت الى نفسي ألومها على مدى سذاجتها... هذه النفس التي استبشرت في يوم من الأيام بشيوع الحجاب وغزو مستلزماته لمعظم الأسواق وحتى انجداب بعض دور الموضة اليه..
هذه النفس التي أعماها ماتعرف عن معانات طالبات الستينات والسبعينات المحجبات من أقرانهن وحتى أساتذتهن ودويهن..أعماها ذلك عن التفكير فيما قد يؤول اليه أمر الحجاب بعد ذلك التهافت منقطع النظير..
لم تتصور هذه النفس أن ماأعطي باليمنى قد يؤخذ أضعافا مضاعفة باليسرى..
لم تتصور ان يتجاور"الحجاب"على نفس الجسد مع الوشم ومع السروال ذي الوسط الساقط..
كم هي ساذجة هذه النفس؟..لم تتصور ظهور مشاهد غرامية "بالحجاب" في الفيديو كليب...
لم تتصور أغاني من هب ودب على "المحجبة" وصفاتها الفاتنة..
لم تتصور أن يأخد بعض اللباس الشفاف الوصاف اسم حجاب..
ساذجة هذه النفس..لم تتصور أن يختزل الحجاب في رقعة من الثوب توضع على جزئ من الرأس..وربما فقط للتخفيف من مراقبة الأهل..
لم تتصور أن يبتدع "حجاب" أكثر اغراء حتى من اللباس الذي كان قبله..
لم تتصور أن تصطف دوات الرقع للتصفيق والصراخ لأغنية هابطة أمام الكاميرات لتمييع الحجاب والمحجبات...
أختي الكريمة..أخي الكريم..ألا تعطي هذه التصرفات الدليل لدعاة التعسير خاصة مع وجود خلاف حول بعض جوانب الحجاب الشرعي؟..
ألا يلغي ذلك مسألة التميز التي يطبع بها الاسلام تابعيه؟
أختي الكريمة ..أخي الكريم..ألا ترى معي أن اتيان الشبهات والمنكرات بالزي العادي أهون على الاسلام من خوضها "بالحجاب"؟
أختي..أخي..في الأمة كل الخير..لاأعمم..ولست من دعاة ارتداء الخيام...فقط هذه أرضية لنقاش هادئ بناء..
لاتبخلوا بمواقفكم..آرائكم..مداخلاتكم..ولكم كل التقدير...
معذرة على الاطالة..