إن ممارسة التسلط التربوي و العنف و القهر و الحرمان هو نتيجة تنشئة تربوية متسلطه عانى منها الاباء فتكون تفريغ لسكلوجية عصبية نفسيه على التنشئة التربويه فيما بعد ..
و ايضاً بسبب جهل في فهم المسؤولية الملقاه على عاتقه فيستخدم التسلط من باب المحبة و الخوف و الحزم في المعاملة .. او يكون نتيجة الادمان او ظروف اجتماعية ..
و تتعدد اساليب التسلط التربوي من الجسدي : الضرب و الحبس و الحرمان
.. و يعكس نتائج سلبية على الفرد فيما بعد ويتطور الى سلوكيات عدوانية و انتقامية و اجرامية ..
الى النفسي و يشمل الاحتقار – الامتهان – الازدراء – التهكم – السخرية – الاذلال – الاتهام بالفشل ..
و تتكون شخصية : مهزوزة مترددة مضطربة اتكالية .. عدم الثقة .. الانطوائية .. الخوف و الخضوع .. والنزعة الفردية و الاناني ..
و المتسلط يرى أن رأيه هو الصواب , و لا يقبل النقاش فيه , و لا يسمح بإبداء الأراء و انتقادها ..
و كذلك يحدد للطفل تحقيق رغباته و آماله التي لم يستطع تحقيقها .. و يجبره على نمط تفكيره و ميوله ..
وقد يكون الطفل ذو عقلية و قدرة ذكية فيلجأ الى الأسئلة المتعددة و يقابل بالقمع , و لا يعود الى ذلك خوفاً من ردة الفعل ..
و تساهم المؤسسات التعليمية في التسلط التربوي التعليمي .. من طرق التدريس و أسالييب نقل المعرفة
و هنا تعتمد على تأهيل المعلم من الناحية التربوية فبعض المعلمين لم يتابعوا تحصيلهم العلمي في التأهيل التربوي فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الاطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة ..
..
و اعتماد المناهج التعليميه على التلقين و الحفظ و التخزين و الاستذكار بحيث لا تعطي فرص المشاركه و التفاعل .. و اعتمادها على الجانب النظري فقط مما يؤدي إلى الضعف في الاستيعاب و التحليل و الفهم ..
كما أنها تهمل حاجات الطالب و اهتماماته و قدراته , و لا تراعي الفروق الفردية بينهم ..
و تعتمد على الاتكالية فلا تعطي مجال للبحث و النقد و التجريب ..
و اعتمادها ايضا على تقييم الاختبارات .. و هو قياس لقدرة استرجاع ما تلقاه و حفظه .. كما انه يثير الرعب و الخوف عند الطلاب في تحديد مصيرهم و مستقبلهم ..
ويستمر التسلط إلى التعليم الجامعي في عدم توفر تخصصات تنمي قدرات و مهارات الطالب في البحث و النقاش , كما أن هناك جامعات تفرض الاختيار الاجباري لبعض التخصصات , و لا تعطي الطالب حق الاختيار و الحرية في المجال الذي يختاره حسب ميوله و قدراته ..
فيبدأ اغتيال ( الابداع , و الانجاز , و القدرة على التفكير و الانتاج ) .. من الأسرة ثم المدرسة إلى الجامعات ..
حيث يلغي التسلط شخصية الفرد و دوره في تنمية المجتمع .. و تضعف قدرته على التعبير عن احلامه و طموحاته .. و يقتل طاقات الفرد و يكبتها ..
و يغتال العقول و المهارات و القدرات ..
و يحد من الابداع و الوعي و الحريه الفكريه و نموها ..
كما يؤدي الى ضعف التحصيل الدراسي .. و الاكتئاب و الشعور بالذنب و فقدان الثقه بالنفس ..
فيجب التوعية بأضرار التسلط التربوي و سلبيته على التنشة في الحياة الفردية و الاجتماعية .. بالندوات و الدورات و تأليف الكتب و دور المدرسة ..
و إستخدام التقنية في نشر هذه المواضيع .. لإيجاد حلول ملموسة لمواجهة هذه الظاهرة و الحد من انتشارها ..
منقول