تلامذتنا ينتظرون النتائج ...على أحر من الجمر....محمد المقدم
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
تلامذتنا ينتظرون النتائج ...على أحر من الجمر....محمد المقدم
تلامذتنا ينتظرون النتائج ...على أحر من الجمر....
15/06/2009
مرت السنة وكأنها رمشة عين ودقت ساعة الحقيقة ليعز التلميذ أو يهان،لحظات وساعات وأيام وشهور جلها غفلة وميوعة قضاها التلاميذ أجساد بلا أرواح داخل المدرسة ،وعقول بلا أصول بعيدا عن الحراسة وسط ذئاب علموهم الوهن واليأس وتمرير الوقت في المجون والشجون تائهين هائمين غائبين لا مبالين ولا متيقظين لوقت الحساب والعقاب وقت العزة أو المهانة،وقت النبوغ والبلوغ أو الخضوع والخنوع، وقت الحقيقة المرة التي لا ترحم تجازي من ثابر وكابر وتذل من شغل وقته بالمرح والفرح موهما نفسه بواقع خيالي واقع الإحباط والقنوط والوحدة والانغماس في ملذات محرمة وسهرات منظمة وليالي مظلمة .
تلميذ عاش الوهم واستفاق على امتحان لا يرحم المتكاسل ولا المتخاذل،ركز كثرا على إمكانية النقل والغش بالوسائل الدنيئة المعروفة التي لقنها له بعض الفاشلين موهمين إياه بنتائج باهرة يمكن تحقيقها دون جهد يذكر ،لكن...هيهات ،هيهات أن يتحقق حلمه ويتعالى نغمه ويسطع نجمه. مجرد هزة أو لمزة من هذا المراقب أو ذاك أفقدته الأمل وأخرجته من دائرة حساباته الورقية المغلوطة الى حقيقة وضع يحتم عليه إخراج ما بجعبته من كفايات وقدرات ومهارات ،عندها تذكر اللحظات التي قضاها خارج الدراسات والفرص التي فوتها مع المتسكعين والمتسكعات ،انتبه عن اليمين والشمال ليلحظ من كان يذلهم ويهينهم معتبرا إياهم بالعامية "قرايجية " كما يسمونهم،فعلا " قرايجية" لأنهم انهمكوا على ورقة الامتحان مستعملين أفصل أساليب البيان وأوجه البلاغة والتبيان كأنهم يرسمون لوحة لفنان بكل اطمئنان ،أصابته الحسرة والندم والغم والهون والذل والشعور بعدم الحق في الحياة ،حياة الجد والبحث عن المستقبل والأمل وليست حياة العبث واللهو .
تلميذ غاضب ناقم متشائم ،فاجأته حراسة متشددة من تحقيقه مآربه اللحظية وخططهç الجهنمية باستعمال أحدث أساليب الغش. خرج يائسا بائسا قائلا " يا ليت السنة تعود"لكن عجلة الدهر تدور ولا ترحم من تاه عن وقت الحضور. وتلميذ آخر قريب منه قضى سنته بانتظام واحتدام حسب لكل اللحظات واجتهد في كل الأوقات ،قلب مطمئن ونفس زكية وبراءة في النظرة،كله تفاؤل وقبول بالقدر الرباني ،لا يكترث بمن حوله من المروجين للإحباط بل لا يدري ما يجري من تلك الأحداث ،يحترم أسرته ويقدر أساتذته ويعد العدة لمادته .منشرح بالامتحان ومنغمس في البحث عن الحقيقة والبيان ،يقرأ ورقته بهدوء مرة ومرات ينهنه قليلا ويبتسم داخلا ،تظهر له بطاقة السؤال وكأن الدفتر بين يديه ،لينتقي منها ما يشفي غليله في ورقة ويريح ضميره لا يهتم بما يدور حوله من محاولات متعددة للغش ،بل قد لا يسمع سوى خشخشة قلمه وهي تجود عليه بما حملته ذاكرته وما جادت به قريحته .ينظر الى ساعته فيجدها قبل نهاية مدة الامتحان بقليل ،يراجع ورقته ويتأكد من صفيحته شكلا ومضمونا ، ثم يغادر قاعته منتظرا نتيجته ولا محالة ستكون مفرحة له...
أملي أن يستفيد كل متهور من وقته الذي ضاع وزمنه الذي شاع ،يلتفت الى مستقبله ويعيد ترتيب أوراقه ويع العدة لعدته ويبتعد عن صاحبيه من مروجي الفساد الخلقي والكساد المدرسي . الوقت لا يرحم والأمل دائما موجود اذا استعد خارج الحدود وبذل ما في وسعه من مجهود والله لا يخب كل رجاء مقصود. والسلام.