"طاس" تلغي عقوبات عيسى حياتو على المغرب

[nasser]

هبة بريس : 03/04/2015 د.خالد الادريسي =====ماذا بعد قرار "الطـــاس" ؟

تمكن المغرب من تحقيق الفوز على الكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم في الصراع القضائي حول شرعية العقوبات التي فرضتها الكاف على المغرب، و التي اعتبرها المراقبون جد قاسية ومن شأنها أن تشل النشاط الكروي لدى دولة رائدة في إفريقيا على مستوى رياضة كرة القدم ومن أهم الدول التي قامت بتمثيل القارة السمراء خير تمثيل في التظاهرات و المسابقات الدولية. فقد اعتبرت محكمة التحكيم الرياضي "الطاس " على أن عقوبات "الكاف " غير قانونية ولا تستند على أي أساس قانوني وواقعي سليم،واستجابت تقريبا لجميع الدفوعات الشكلية و الموضوعية و أيضا لكافة وسائل الدفاع المثارة من قبل المغرب .

ورغم أننا لايمكن إلا أن نتمن هذا القرار و نعتبره انتصارا كبيرا للمغرب على "الكاف "، فإنه مع ذلك يجب أننضع هذا القرار في موضوعه و في سياقه العام الخاص من أجل الاستفادة بشكل أكبر منه، و أن يكون لبنة مهمة في اتجاه وضع إستراتيجية رياضية و كروية تستطيع أن تنهض بالمجال الكروي ببلادنا. لذلك فإنه ينبغي الاحتياط و أن لا نعتبر أن الهدف قد تحقق لإن هذا القرار يبقى مجرد حكم قضائي صحح و ضعية قائمة غير سليمة، و أنه يجب النظر إلى المستقبل من خلال وضع سياسات و إستراتيجيات تنموية في المجال الرياضي عامة و المجال الكروي على وجه الخصوص من اجل تجاوز الأزمات المتتالية التي عصفت بالكرة المغربية و جعلتها تعاني على مستوى مجموعة من الأصعدة .

كما أنه لا ينبغي حجب الشمس بالغربال و " التطبيل و التزمير " على هذا القرار و اعتباره انتصارا للمسؤولينالقائمين على الشأن الكروي، لأنه لاينبغي نسيان أن هؤلاء ارتكبوا الكثير من أخطاء القاتلة سواء ذات البعد الاداري أو القانوني و التدبيري، و لعل أكبر خطأ هو حرمان الجمهور المغربي من الاستمتاع بمباريات " الكان" ببلادنا و عدم تحقق حلم لطالما تم انتظاره مند 1988، و حرمان المنتخب الوطني من انتهاز فرصة التنظيم داخل الدار وإستغلال هبوط مستوى بعض المنتخبات الإفريقية من أجل الظفر بهذه الكأس التي لطالما ثم انتظارها، و أيضا حرمان المغرب و المستثمرين المغاربة من الكثير من الموارد المالية والاستثمارات التي علقت بناء على هذا القرار و تكبد أصحابها خسائر كبيرة خاصة أن الدولة التي عوضت المغرب رغم جميع مشاكلها و إمكانياتها البسيطة ووجودها بالقرب من مصدر المرض المتخوف منه ، لم تسجل أي حالة مرض يمكن أن تؤكد صحة تخوفات المغرب.
و من جهة أخرى فإن قرار" الطاس" فيه درس بليغ لعيسى حياتو و الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي تسير مند مدة طويلة بعقلية تغلب عليها المصالح الضيقة للمسؤولين في الكاف، و لاتراعي الهدف الأسمى الذي أسست من أجله و هو تطوير و تنمية كرة القدم بالقارة السماء و لعل هذا القرار سيكون خطوة مهمة من أجل أن يراجع هذا الجهاز الكثير من قراراته و سياسته في اتجاه دمقرطتها و جعلها أكثر توافقا مع المبادئ القانونية أخلاقية، و أكثر تحقيقا للتنمية الكروية.